الطريقة ” الهبرية الشاذلية ” وما فيها من ضلال وانحراف عن اعتقاد أهل السنَّة
السؤال: 130188
ظهرت في بلدنا ” الجزائر ” وبالأخص جنوبه ، وغربه :
طريقة صوفية ، أخذت بلب العام والخاص , الكبير والصغير ، وبالأخص
: رجال المال ، وكبراء القوم ، تُدعى “الطريقة الهبرية” ، فلو
تفضلت وأفدتنا بمعلومات عن هذه الطريقة حتى نستطيع مجابهتها ،
والتصدي لها , وجزاك الله خيراً .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولاً :
سبق في الموقع غير مرة الكلام على الطرق الصوفية على سبيل
العموم ، وبيان شيء من أخطائها وضلالاتها .
وانظر أجوبة الأسئلة : ( 20375 ) و ( 118693 ) و ( 132603 ) .
ثانياً :
” الطريقة الهبرية ” هي من الطرق الصوفية التي تفرعت عن ”
الطريقة الشاذلية ” , وهذه الطريقة الهبرية الشاذلية :
تفرعت عن ” الطريقة الدرقاوية الشاذلية ” ، وتنسب إلى ” محمد
الهبري العزاوي الزروالي ” نسبة إلى ” بني زروال ” , وتأتي زاويته
في الأهمية بعد ” الزاوية العلوية ” الجزائرية ، و ” الزاوية
البوتشيشية ” المغربية .
أما أهم معتقدات الطائفة الشاذلية : فهي كما يلي :
1. الاعتقاد بوحدة الوجود على النحو الذي يعتقد بها عموم
الصوفية ، إذ نقل الشاذلية عن شيخهم قوله : “مَن أطاع الله في كل
شيء بهجرانه لكل شيء : أطاعه الله في كل شيء ، بأن يتجلى له في كل
شيء” .
2. تأويل آيات القرآن تأويلاً باطنيّاً ، فتُصرف الآيات
عن ظاهرها والمراد بها ، على طريقة الفرق الباطنية التي ادّعت أن
للإسلام والقرآن ظاهراً وباطناً .
يقول ابن عطاء الله السكندري : “لكل آية ظاهر وباطن”
.
3. الغلو في الشاذلي ، وشيوخهم الآخرين ، حتى أوصلوا
بعضهم إلى مرتبة الربوبية .
انظر : “الطريقة الشاذلية” , “مجلة الراصد” , العدد
الثاني والأربعين .
وانظر للمزيد حول هذه الطريقة ، ومؤسسها : كتاب ” أبو
الحسن الشاذلي ” للصوفي عبد الحليم محمود ، وانظر في الردِّ عليه
كتاب : ” صوفيات شيخ الأزهر ” للأستاذ عبد الله السبت .
أما عقائد هذه الفرقة الهبرية المتفرعة عن
الشاذلية فكما يلي :
أ. يزعم مقدَّم هذه الطريقة : “أن المجاهدة – بعزيمتها
المعهودة – توقّفت عنده” ، وقد كان مريدوه لا يأخذ الواحد منهم
الاسم الأعظم حتى يمرّ بالخلوات التي تنقطع لها العزائم والظهور ،
فيخلو الواحد منهم سنوات في غار ، أو كوخ ، بعيداً عن الخلْق ،
حتى يصير الاسم الأعظم ممتزجا بكلّ ذرة من ذراته ! .
ب. ويزعم أتباعه أنه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم
، الذي يوصل إلى الله ، وعنه يؤخذ الاسم الأعظم .
ت. وكان الهبري يقول : “لا يدخل طريقتنا إلاّ من كان
مكتوباً من السعداء في اللوح المحفوظ ، أو شريفاً” .
ث. ويزعم أصحاب الطريقة أن أتباع صاحب الاسم الأعظم
مكتوبون عند الله في عداد الصحابة رضوان الله عليهم .
ج. وكان وارثه الشيخ الأكبر ! محي الطريق “محمد بلقايد”
يلقّن الاسم الأعظم في أيام معدودات ، بعد ما كان التقلين في سنين
معهودات , وقد صرّح أنّه لا يلقن الاسم الأعظم في الأرض إلا
هو وابنه محمد عبد اللطيف التلقين الأتمّ ، الذي يوصل إلى الله
مباشرة ، ويجعل حامل الاسم من أصحاب الذات ، والاسم الأعظم
.
بالإضافة إلى الضلالات والخرافات الأخرى التي تشترك فيها
عامة الطرق الصوفية .
وقد سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
ما حكم الشريعة الإسلامية في الطريقتين اللتين توجدان في
بلدنا الجزائر ولهما اسم ” الهبريين ” نسبة إلى شيخهم الكبير وهو
الشيخ الهبري ، وكما نعرف أن شيخهم المحبوب الحضرة ، ويعتقدون
أنهم في الطريق الصحيح ، وكل المسلمين الآخرين في ضلال ، فهل هذه
الطريقة صحيحة ؟ .
فأجابوا :
“الطريقة السليمة الصحيحة : هي التي كان عليها النبي صلى
الله عليه وسلم وأصحابه ، فمن اقتفى أثره في ذلك : فهو على الصراط
المستقيم ، وأما الطرق التي حدَثت بعد ذلك : فيُعرض كل عمل منها
على الشريعة الإسلامية ، فما وافقها : أُخذ به ، وما خالفها :
رُدَّ ؛ لقول الله جل وعلا : (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي
مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ
فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ
لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) .
وننصحك بكثرة تلاوة القرآن ، وقراءة تفسيره ، وخاصة
“تفسير ابن جرير” ، و “ابن كثير” رحمهما الله ، وكذلك قراءة
السنَّة وشرحها ، وخاصة الصحيحين “صحيح البخاري” ، و “صحيح مسلم”
، والسنن الأربعة … إلى غير ذلك من كتب الحديث الشريف ، مثل :
“منتقى الأخبار” ، و “بلوغ المرام” ، و “رياض الصالحين” ، و “زاد
المعاد في هدي خير العباد” للعلامة ابن القيم رحمه الله .
الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ،
الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن قعود .
“فتاوى اللجنة الدائمة” (2/364 ، 365) .
ثالثاً:
وننبه هنا إلى أن الغرب الكافر صار يتبنى نشر العقائد
الصوفية في العالَم العربي ، والإسلامي ؛ لما يعلمه عنها من
تأثيرها المخدِّر على عقول أتباعها ، وتعلقهم بالأوثان ، والقبور
، والأوهام ، والخيالات ، فينصرفون عن معرفة توحيد خالقهم ، وعن
تحقيق الولاء والبراء في حياتهم .
قال الأستاذ عبد الوهاب المسيري رحمه الله :
“ومما له دلالته : أن العالم الغربي الذي يحارب الإسلام
يشجع الحركات الصوفية ، ومن أكثر الكتب انتشاراً الآن في الغرب
: مؤلفات “محيي الدين بن عربي” ، وأشعار “جلال الدين
الرومي”.
وقد أوصت لجنة ” الكونغرس ” الخاصة بالحريات الدينية :
بأن تقوم الدول العربية بتشجيع الحركات الصوفية ؛ فالزهد في
الدنيا ، والانصراف عنها ، وعن عالم السياسة : يضعف – ولا شك –
صلابة مقاومة الاستعمار الغربي ، ومِن ثَمَّ فعداء الغرب
للإسلام ليس عداء في المطلق ، وإنما هو عداء للإسلام المقاوم ،
ولأي شكل من أشكال المقاومة ، تتصدى لمحاولة الغرب تحويل العالم
إلى مادة استعمالية” انتهى .
من مقاله ” الإسلام والغرب ” .
فالغرب الذي يحارب الإسلام ، يحارب بالأخص أهل السنة
والجماعة ، لعلمه أن هؤلاء هم الذين يقفون في وجه أطماعه
الاستعمارية ، وفي الوقت ذاته : يشجع الطرق والحركات الصوفية ،
لعلمه أنها لا تتعارض مع مصالحه ، بل تخدم مصالحه .
وللرد على التصوف ، وعقائده المنحرفة : فننصح بقراءة
الكتب التالية :
1. “هذه هي الصوفيَّة” للشيخ عبد الرحمن الوكيل .
2. “الفكر الصوفي في ضوء الكتاب السنة” للشيخ عبد الرحمن
عبد الخالق .
3. “الكشف عن حقيقة الصوفية” للشيخ عبد الرؤوف القاسم
.
4. “تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي” للشيخ محمد أحمد لوح
.
والله أعلم
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
![answer](/_next/image?url=%2F_next%2Fstatic%2Fmedia%2Fanswer.91a384f1.png&w=64&q=75)
موضوعات ذات صلة