0 / 0

أخوهم يصر على التزوج بأجنبية كتابية، ويرفض التزوج بغيرها، فماذا يصنعون؟

السؤال: 130259

أنا أعاني من مشكلات في إيجاد عروسة لأخي الأكبر ، فكل فتاة يتقدم لخطبتها : ترفضه ، دون إبداء للأسباب ، وأمي قلقة عليه ، فمؤخراً أخبرنا أنه يريد الارتباط بفتاة أمريكية ، وقال : إنها تريد أن تسلم ، لكنها لا تؤدي شعائر الإسلام كما ينبغي ، ويرى أخي أنه طالما أنها تذهب للمسجد : فإنها ستعتنق الإسلام لاحقاً ، أم عاجلاً ، كما أن هذا يدل على أنها فتاة صالحة ، وأهلي على خلاف كبير مع أخي ، فنحن لا نريد فقط فتاة مسلمة ، بل نريدها أن تكون موافقة لتقاليدنا ، وهو يرى أن هذه عقلية منغلقة ، ويرفض ذلك ، ويصر على الزواج من هذه الفتاة لأنها تريد أن تسلم ، فهل يمكن أن تنصحونا وتذكروا لنا أحاديث وآيات ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :

إذا كان واقع أخيك كما تنقله عنه من أنه كلما تقدَّم لفتاة رفضته ، ودون إبداء الأسباب فالنصيحة له أن يصلح ما بينه وبين الله تعالى .

ومن أصلح ما بينه وبين الله : أصلح الله ما بينه وبين الناس .

ثانياً :

من حيث إصراره على التزوج بتلك المرأة القريبة من الإسلام على حد زعمه : فإن هناك أموراً يجدر التنبيه عليها :

1. أن التزوج بالنصرانية جائز من حيث الأصل ، إن كانت عفيفة .

قال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :

“يجوز للمسلم أن يتزوج كتابية – يهودية أو نصرانية – إذا كانت محصنة ، وهي الحرة العفيفة ؛ لقوله تعالى: ( الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وطَعَام… ) ……

وترك الزواج بها أولى وأحوط للمؤمن ؛ لئلا تجره وذريته إلى دينها” انتهى .

الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن قعود .

” فتاوى اللجنة الدائمة ” ( 18 / 314 , 315 ) .

وانظر الشروط الواجب توفرها في الكتابية حتى يحل نكاحها في جواب السؤال رقم : (95572) .

وأما عواقب الزواج من كتابيات : فكثيرة ، وقد ذكرنا طرفاً منها في أجوبة الأسئلة : (12283) و (20227) و (44695) .

2. قد يكون تزوج أخيك بتلك المرأة خيراً له ، ولها ، ولكم .

أما له : فلأن إصراره على التزوج بها قد يجعله يقع معها في الفاحشة إن لم يتزوجها .

وأما لها : فقد يكون الأمر كما يقول ، ويكون ذلك سببا لدخولها في الإسلام .

وأما لكم : فحتى لا تفقدوا أخاكم بإجباره على الزواج ممن يكره ، أو تعارضوه في الزواج ممن يرغب ، فتحصل بينكم القطيعة .

3. أنتم تبحثون له عن زوجة بمواصفات لا يرغب هو فيها ، وهو يرى أن هذا “عقلية منغلقة” ، فلا تتعبوا أنفسكم بالبحث عن شيء هو غير مقتنع به ، والمهم الآن هو أن يعف نفسه من الوقوع في الحرام ، وقد يكون سبباً في إسلامها ، فلم لا تجعلونه يخوض التجربة وأنتم قريبون منه ، فقد يحتاج إليكم عندما يرى الأمر بخلاف ما تصور ، ويحصل منه الاقتناع برأيكم واختياركم ، وقد يكون زواجه منها موفقاً ، ويبارك الله لهم فيه ، ويكون سبباً لهدايتها إلى الإسلام ، واستقامتهما معاً ، وهذا ما نرجوه ، ونسأل الله تعالى أن يهديهما لما فيه خيرهما وسعادتهما في الدنيا والآخرة .

والنصيحة لكم : التلطف في منعه من التزوج بتلك المرأة ، مع تبيين المفاسد من ذلك ، ومحاولة إقناعه من غير طريقكم ، واجعلوا ذلك من طريق من يثق هو به ، وإن أصرَّ على الزواج بها : فقفوا معه ، وآزروه ، ولا تخسروه ، فهو أحوج ما يكون للنصح ، والتذكير حينئذ .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android