حكم تمثيل الأحاديث النبوية، ووضع صور توضيحية أثناء قراءة القرآن
السؤال: 131472
هناك قنوات تأتي ببعض الأحاديث ، وتمثلها ، وتأتي ببعض الآيات ، وتكون الخلفية على نفس الآية ، يعني : إذا كانت الآيات تتحدث عن الجنَّة ، فيأتون بصور حدائق، ما حكم ذلك؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولاً :
قد
اطلعنا على جملة من مقاطع مصورة فيها تمثيل لأحاديث نبوية ، ويمكن تقسيم ما رأيناه
إلى أقسام ثلاثة :
الأول :
مقاطع ساعدت الصورة فيها على فهم الحديث ، وليس فيها محظور شرعي
ومن
أمثلة ذلك مما رأيناه :
أ.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
(مَثَلِى كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهَا
جَعَلَ الْفَرَاشُ وَهَذِهِ الدَّوَابُّ الَّتِى فِى النَّارِ يَقَعْنَ فِيهَا
وَجَعَلَ يَحْجُزُهُنَّ وَيَغْلِبْنَهُ فَيَتَقَحَّمْنَ فِيهَا …) رواه مسلم
(2248) .
وفي
المقطع المرئي : رجل أوقد ناراً ، وفراشات ، ودواب ، اجتمعن عليها ، ووقعن فيها ،
وهو يذبها عن النار ، وهو أمر مطابق لما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم من أمرٍ
يتكرر مع كل من يوقد ناراً في صحراء ، أو فضاء .
ب.
عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَثَلُ الْقَلْبِ مَثَلُ الرِّيشَةِ
تُقَلِّبُهَا الرِّيَاحُ بِفَلَاةٍ) رواه ابن ماجه ( 88 ) ، وصححه الألباني في صحيح
ابن ماجه .
وفي
المقطع المرئي : ريشة تتقلب في فلاة بفعل الرياح ، وليس في هذا محظور شرعي .
ج.
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : (مَثَلُ المُؤْمِنِ مَثَلُ النَّخْلَةِ مَا أَخَذْتَ مِنْهَا مِنْ
شَيْءٍ نَفَعَكَ) رواه الطبراني (12/411) وصححه الألباني في “السلسلة الصحيحة”
(2285) .
وفي
المقطع المرئي : نخلة يؤخذ منها أجزاء منها ، وتستعمل فيما ينتفع به الناس ، وهو
أمر مطابق يقرِّب الصورة لذهن من يستمع الحديث ، ويراه واقعاً عمليّاً .
والأمثلة على هذا القسم كثيرة .
القسم الثاني :
مقاطع لم تفد الصورة كثيراً في تقريب معنى الحديث ؛ للبعد عن الصورة الحقيقية ،
وبين المشهد التمثيلي .
ومن
أمثلة ما رأيناه في ذلك :
أ.
عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ : (مَثَلُ الْبَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ وَالْبَيْتِ الَّذِي لَا
يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ) رواه مسلم (779) .
والمقطع المرئي وإن كان فيه صورتان متقابلتان لبيت يُذكر الله فيه ، وآخر فيه غفلة
عن ذلك: لكنه لم يظهر فيه الفرق بين الحياة ، والموت .
ب.
عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم : (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ
وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ
سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى) رواه مسلم (2585) .
والمقطع المرئي لم يعبِّر عن حقيقة تداعي البدن لشكوى عضو منه ، بل كانت الصورة
لمريض لم تظهر عليه أعراض الحمى ، ولا السهر ، بل كان نائماً ! .
القسم الثالث :
ومن
أسوء ما رأيناه ، وقفَّ شعرنا من مشاهدته : هو مقطع تمثيلي لرجل ذهب يغرس فسيلة ،
فصوِّر وقوع يوم القيامة ! فاستمر في غرسها ، وفي ظنِّ القائمين على إنشاء هذا
المقطع أن الأمر مطابق لحديث أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِنْ قَامَتْ السَّاعَةُ
وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَقُومَ حَتَّى
يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ) رواه أحمد (20/296) وصححه محققو المسند .
وقد
سئل الشيخ العلامة عبد الرحمن البرَّاك حفظه الله ، عن هذا المقطع تحديداً ، فأنكره
، وبيَّن السبب ، فنكتفي بذِكر ما قاله الشيخ حفظه الله :
نص
السؤال :
في
قناة
”
المجد ” مقطع بعنوان (أمثال الحديث النبوي) وقد عرضوا فيه صورة رجل يحمل معه فسيلة
نخل ، ثم عرضوا في السماء بروقاً ، وسحاباً أسود ، وأصواتاً ، ورعوداً ، ثم ظهر على
الشاشة نص حديث : (إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها)
،
ثم قام الرجل بغرس النخلة ، وانتهى المقطع ، فما حكم هذا العمل؟
فأجاب :
“الحمد لله ، من الأمور
المسلَّمة
أن
حسن القصد لا يُسوِّغ الوسيلة
،
بل غاية ما يحصل
:
رفع الإثم ، إذا لم تكن المخالفة الشرعية مشوبة بهوى ، وحقائق الغيب من الماضي
،
والحاضر ، والمستقبل لا يمكن تصورها ، فضلاً عن تصويرها ! ومِن ذلك : أحوال القيامة
؛
كالبعث ، والصراط ، والميزان ، وما يسبق ذلك من النفخ في الصور ، وما ينشأ عنه من
فزع ، وصعق
،
وتغيرات في العالم العلوي ، والسفلي ، وما يصاحب ذلك من أهوال
.
وما
تضمنه هذا الحديث المذكور في السؤال : يفهمه كل مَن يفهم العربية ، فإنه يعرف معنى
النخلة ، ويعرف معنى الغرس ، ومعنى الرجل ، وإن كان لا يتصور حقيقة الهول ، فلا
معنى لتوضيح الواضح ! ولا يمكن تصور الهول عند قيام الساعة ، وهذا الحديث إن كان
صحيحاً : فمقصودة : المبالغة في الحث على غرس الشجر المثمر ؛ لما فيه مِن النفع
العام ، والأجر
المترتب على ذلك .
ومعلوم أنه إذا قامت الساعة
:
فلن
يُستطاع غرس ، ولا يُرجى ، ولا يُجنى ثمر ، فقد ذهب ما هنالك ، وانشغل كلٌّ بنفسه .
إذا
ثبت هذا : فنحب من إخواننا القائمين على “قناة المجد” وفقهم الله أن يتجنبوا تمثيل
الغيبيات ، ويكتفوا بذِكر النصوص ، وتفسير ، وشرح ، ما تدعو إليه الحاجة ، فجزاهم
الله خيراً على ما أرادوا ، وقدموا من الخير ،
وعفا عما يقع من أخطاء ، إنه تعالى سميع الدعاء
،
ومما يلاحظ على هذا المقطع : أن عنوانه غير مطابق لمضمونه ، وكأن الذي وضع العنوان
اختلط
عليه المثل بالتمثيل الاصطلاحي ، فإن هذا الحديث ليس من ” أمثال الحديث ” ، وإنما
أضيف
إليه التمثيل ، وصلَّى الله وسلم على محمّد” انتهى .
وفي ظننا أن أحاديث الأمثال هي أبعد ما يكون عن الوقوع في المحذور الشرعي ؛ فلا
حرج من تصويرها وتقديمها للمشاهد ؛ لتقريب الصورة لذهنه ، بخلاف غيرها من الأحاديث
، فقد يوقع في شيء من المحظور ، مع كونه لم يفد كثيراً ـ كما سبق ـ ، في تقريب
المعنى لمن يسمعه ويشاهده ، وإن كان الحديث في أمرٍ غيبي مما لا يمكن تصويره على
الحقيقة : صار الوقوع في المحظور حتميّاً ، فالابتعاد عن القسم الثالث : واجب ، وعن
الثاني : أسلم .
وفي
جوابي السؤالين (
14488 ) و
(
10836 ) بيان شروط التمثيل ، فلتُنظر لمن أراد أن يمثِّل غير ما ذكرناه من
أحاديث ” الأمثال ” ؛ خشية الوقوع في الإثم .
ثانياً :
قد
قرأنا لمن يُنكر ذلك التمثيل لأحاديث الأمثال ، ولم يظهر لنا صواب قوله ، وبيان ذلك
من وجوه :
1.
أن الفعل نفسه ليس بعبادة يفعلونه من أجل التقرب إلى الله .
2.
أن الأمثال بحد ذاتها هي لتقريب الشيء مراد إيصاله للناس ، فما يحصل من تمثيل لذلك
المثال ليس فيه ما يُنكر ، وهو مؤدٍ لدور المثال نفسه .
3.
استعمل النبي صلى الله عليه وسلم طرقاً كثيرة من أجل إيصال معانٍ جليلة للصحابة ،
ومن ذلك :
أ.
تقريب معنى رحمة الله تعالى بالعباد بصورة واقعية لامرأة وابنها :
فعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : قَدِمَ عَلَى
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْيٌ ، فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنْ
السَّبْيِ قَدْ تَحْلُبُ ثَدْيَهَا تَسْقِي إِذَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي السَّبْيِ
أَخَذَتْهُ فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ ، فَقَالَ لَنَا النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (أَتُرَوْنَ هَذِهِ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي
النَّارِ؟ قُلْنَا : لَا ، وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لَا تَطْرَحَهُ ، فَقَالَ :
لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا) رواه البخاري (5653) ومسلم
(2754).
ب.
تقريب معنى رؤية الله تعالى برؤية شيء محسوس مشاهَد .
فعَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ : كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةً يَعْنِي
الْبَدْرَ فَقَالَ : (إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا
الْقَمَرَ ، لَا تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ) رواه البخاري (529) ومسلم (633) .
4.
استعمال النبي صلى الله عليه وسلم للرسم لتوضيح الصورة في أذهان من يراه .
ومن
أمثلة ذلك :
أ-
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ : خَطَّ لَنَا رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّاً ثُمَّ قَالَ : (هَذَا سَبِيلُ
اللَّهِ) ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ ثُمَّ قَالَ :
(هَذِهِ سُبُلٌ مُتَفَرِّقَةٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو
إِلَيْهِ ، ثُمَّ قَرَأَ : ( إِنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ
وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) رواه أحمد (7/208)
وحسَّنه المحققون .
ب-
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مسْعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : خَطَّ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا مُرَبَّعًا وَخَطَّ خَطًّا فِي الْوَسَطِ
خَارِجًا مِنْهُ وَخَطَّ خُطَطًا صِغَاراً إِلَى هَذَا الَّذِي فِي الْوَسَطِ مِنْ
جَانِبِهِ الَّذِي فِي الْوَسَطِ ، وَقَالَ : ( هَذَا الْإِنْسَانُ وَهَذَا
أَجَلُهُ مُحِيطٌ بِهِ – أَوْ قَدْ أَحَاطَ بِهِ – وَهَذَا الَّذِي هُوَ خَارِجٌ
أَمَلُهُ وَهَذِهِ الْخُطَطُ الصِّغَارُ الْأَعْرَاضُ فَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا
نَهَشَهُ هَذَا ، وَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا) رواه البخاري ( 6054 ) .
فهذان الحديثان فيهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أحياناً كان يستعمل ما نسميه
الآن “الرسم التوضيحي” لبيان معنى بعض الأحاديث .
ثالثاً :
أما
جعل لوحات خلفية تعبيرية وتصويرية مع قراءة القرآن : فينبغي ترك ذلك ؛ لأسباب ،
منها :
1.
الغالب على الآيات القرآنية أنها تحوي معانٍ متعددة ، وفي كل كلمة من القرآن إعجاز
بلاغي ، فالصورة التي ستكون مع القراءة ستعطل التأمل في الآية ، وسينحصر الذهن في
كلمة فيها ، كصورة فاكهة ، أو نهر ، ويترك ما عداها .
2.
وجود صورة مع قراءة الآيات قد يأتي بغير المراد من الآية ، فمثلاً : وضع صورة جبل
مع قراءة قوله تعالى : ( وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي
نَسْفاً ) طـه/ 105 : من شأنه أن يصرف الذهن عن المراد من التهويل بما يحدث يوم
القيامة ، فالجبل لا يكاد يجهله أحد ، وأما النسف له : فهي الصورة التي لا يمكن
لأحدٍ أن يصورها في ذهن الناس ، فضلاً عن تصويرها ! .
3.
وضع الصور مع القراءة لا يطابق الواقع في الآخرة ، فصورة الأشجار ، والفاكهة ،
والأنهار ، وغيرها مما يشبهها : ليست هي ذاتها التي في الآخرة ، وإنما الاشتراك
بينهما في الأسماء ، لا غير ، فصار وضع تلك الصور مع القراءة لا يعبِّر عن الحقيقة
.
4.
قد تشتمل الآية على معنيين متقابلين ، فكيف يمكن جمع ذلك في وقت واحد أثناء قراءة
الآية ؟! وذلك مثل قوله تعالى : (نَبِّئْ
عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ *
وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ) الحجر/ 49 ، 50 ، مثل قوله تعالى : (
رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ
حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً ) النساء/ 165 .
وكثير من آيات القرآن الكريم تذكر المقابلة بين جزاء أهل الجنة وجزاء أهل النار ،
فكيف سيتم المقابلة بينهما في الصورة ؟
5.
وأخيراً : فقد أمر المسلمون عند سماع القرآن بالاستماع والإنصات ، ومن شأن النظر في
الصور والمشاهد أن يمنع من تفكر القلب ، والتدبر بآيات الله تعالى ، ومثل هذا ليس
مأموراً به من استمع لحديث النبي صلى الله عليه وسلم .
والله أعلم
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعتم بهذه الإجابة؟
موضوعات ذات صلة