هل كان لحليمة السعدية خصوصية معينة؟
السؤال: 132501
هل كان للسيدة حليمة خصوصية معينة لأنها كانت ترضع النبي صلى الله عليه وسلم وهل أسلمت حليمة بعد ذلك ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
حليمة السعدية مرضعة الرسول صلى الله عليه وسلم اختلف العلماء في إسلامها ، وكأن
ابن القيم رحمه الله توقف في ذلك ، فقد قال في “زاد المعاد” (1/81) ” واختلف في
إسلام أبويه [يعني : النبي صلى الله عليه وسلم] من الرضاعة ، فالله أعلم ” انتهى .
ولكن جزم كثير من الحفاظ بإسلامها وعدوها من الصحابة ، فقد ذكرها الحافظ في
“الإصابة” (7/584) وابن عبد البر في “الاستيعاب” (2/85) ، وقال ابن عبد البر :
”
روت عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنها عبد الله بن جعفر ” انتهى .
قال
الألباني :
”
يستبعد جدا أن يدرك عبد الله بن جعفر حليمة مرضعة الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ فإنه
لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم كان عبد الله ابن عشر سنين ، وهي وإن لم يذكروا
لها وفاة فمن المفروض عادة أنها توفيت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم . والله
أعلم ” انتهى
“دفاع عن الحديث النبوي” (ص/39) .
وفي
“الأعلام” للزركلي (2 / 271) :
”
وقدمت مع زوجها بعد النبوة فأسلما ” انتهى .
وقال ابن الجوزي :
”
قدمت عليه بعد النبوة فأسلمت وبايعت ، وأسلم زوجها الحارث بن عبد العزى ” انتهى .
“صفة الصفوة” (1 / 62) .
وأما قول السائلة :
هل
كان للسيدة حليمة خصوصية معينة لأنها كانت ترضع النبي صلى الله عليه وسلم ؟
فلا
شك أن إرضاعها النبي صلى الله عليه وسلم من تفضُّل الله عليها وهي منقبة عظيمة لها
، وقد حصل لها من الخير والبركة بمقدمه صلى الله عليه وسلم عليها ما هو مشهور معلوم
.
وقال ابن كثير :
”
والمقصود أن بركته عليه الصلاة والسلام حلّت على حليمة السعدية وأهلها وهو صغير ،
ثم عادت على هوازن بكمالهم فواضلُه حين أسرهم بعد وقعتهم ، وذلك بعد فتح مكة بشهر .
فمنّوا إليه برضاعه فأعتقهم وتحنن عليهم وأحسن إليهم ” انتهى .
“السيرة النبوية” (1/233) .
روى
البيهقي (18536) بسند حسن عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قَالَ : كُنَّا مَعَ
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِحُنَيْنٍ ، فَلَمَّا أَصَابَ مِنْ هَوَازِنَ
مَا أَصَابَ مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَسَبَايَاهُمْ أَدْرَكَهُ وَفْدُ هَوَازِنَ
بِالْجِعْرَانَةِ وَقَدْ أَسْلَمُوا فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَنَا
أَصْلٌ وَعَشِيرَةٌ ، وَقَدْ أَصَابَنَا مِنَ الْبَلاَءِ مَا لَمْ يَخْفَ عَلَيْكَ
فَامْنُنْ عَلَيْنَا مَنَّ اللَّهُ عَلَيْكَ .
وَقَامَ خَطِيبُهُمْ زُهَيْرُ بْنُ صُرَدَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ،
إِنَّمَا فِى الْحَظَائِرِ مِنَ السَّبَايَا خَالاَتُكَ وَعَمَّاتُكَ وَحَوَاضِنُكَ
اللاَّتِى كُنَّ يَكْفُلْنَكَ وَذَكَرَ كَلاَمًا وَأَبْيَاتًا ، فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( أَمَّا مَا كَانَ لِى وَلِبَنِى عَبْدِ
الْمُطَّلِبِ فَهُوَ لَكُمْ ، وَإِذَا أَنَا صَلَّيْتُ بِالنَّاسِ فَقُومُوا
وَقُولُوا : إِنَّا نَسْتَشْفِعُ بِرَسُولِ اللَّهِ إِلَى الْمُسْلِمِينَ
وَبِالْمُسْلِمِينَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فِي أَبْنَائِنَا وَنِسَائِنَا
سَأُعْطِيكُمْ عِنْدَ ذَلِكَ وَأَسْأَلُ لَكُمْ ) . فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالنَّاسِ الظُّهْرَ قَامُوا فَقَالُوا مَا أَمَرَهُمْ
بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم : ( أَمَّا مَا كَانَ لِي وَلِبَنِى عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَهُوَ لَكُمْ ) .
وَقَالَ الْمُهَاجِرُونَ : وَمَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم. وَقَالَتِ الأَنْصَارُ : وَمَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لِرَسُولِ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم .
راجع : “صحيح السيرة” للألباني (ص/22) .
وقال ابن كثير في “السيرة النبوية” (1/234) :
”
وسيأتي أنه عليه الصلاة والسلام أطلق لهم الذرية ، وكانت ستة آلاف ما بين صبي
وامرأة ، وأعطاهم أنعاما وأناسي كثيرا ، حتى قال أبو الحسين بن فارس : فكان قيمة ما
أطلق لهم يومئذ : خمسمائة ألف ألف درهم .
فهذا كله من بركته العاجلة في الدنيا ، فكيف ببركته على من اتبعه في الدار الآخرة ؟
“
انتهى .
فهذه الخصوصية ، وهذه البركة ، إنما هي بسبب رضاعه وحضانته صلى الله عليه وسلم .
ولكن .. لا نعلم من الأحاديث شيئاً خاصاً يدل على فضلها ومنقبتها .
والله أعلم .
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟