"… يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ ؟".
1) هل ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا أو إلى الأرض؟
2) كما يوجد حديث آخر جاء فيه أن الله تعالى يأتي في ظلل من السحاب وبعض الحيوانات تعرف ذلك باستثناء الجن والإنس .
تساؤلات عن صفة النزول لله تعالى
السؤال: 13491
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولاً :
هذه الأمور التي سألت عنها هي من الأمور الغيبية التي لا يمكن أن يعلمها الإنسان إلا من طريق الوحي ـ الكتاب والسنة ـ ولا شك أن منتهى النزول هو السماء الدنيا ، وليس إلى الأرض ، كما هو نص كلام الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ينزل ربنا إلى السماء الدنيا ) ، ولم يقل : إلى الأرض .
ثانياً :
وأما ما ذكرته من أن الله تعالى يأتي في ظلل السحاب ، وأن بعض الحيوانات يعرف ذلك ، فبعد البحث في أمهات الكتب الحديثية المتاحة ، والرجوع إلى أقوال أهل العلم الراسخين الذين تكلموا عن مسألة نزول الرب جل جلاله إلى السماء الدنيا لم نجد ما يدل على ثبوت شيء من ذلك . والواجب علينا إثبات ما أثبته رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنه تعالى ينزل إلى السماء الدنيا ، وأن نزوله يليق بجلاله وعظمته، ونفوض علم ما سوى ذلك إلى عالمه جل جلاله وتقدست أسماؤه ، وهو العليم الحكيم .
لكن قد جاء في القرآن الكريم أن الله تعالى يوم القيامة حين يأتي لفصل القضاء؛ يأتي في ظلل من الغمام كما قال تعالى : ( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ ) البقرة/210 ، وهذا إنما هو يوم القيامة .
ثم اعلم ـ وفقك الله ـ أنه لا منافاة أبداً بين إيماننا بعلو الله تعالى بذاته، وأنه هو العلي العظيم وبين نزوله سبحانه إلى السماء الدنيا ؛ فإن علو الله تعالى من صفاته الذاتية التي لا يمكن أن ينفك عنها ، ـ أي : أنه لا يمكن أن يكون غير متصف بها في وقت ما ـ فلا منافاة بينهما
أولاً : لأن النصوص جمعت بينهما ، والنصوص لا تأتي بالمحال كما هو معلوم .
ثانياً : لأن الله ليس كمثله شيء في جميع صفاته ، فليس نزوله كنزول المخلوقين حتى يقال : إنه ينافي علوه ويناقضه .
والله تعالى أعلى وأعلم .
انظر: (كتاب السنة لابن أبي عاصم ( 215 ) ، ومجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن صالح العثيمين.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب