أبلغ من العمر اثني عشر عاماً ، وأعيش مع أب ملحد ، وأم مسيحية ، وقد اعتنقتُ الإسلام مؤخراً ، إن والداي لم يرحبا باعتناقي الإسلام ، والأسوأ من ذلك : أنهما منعاني من قراءة القرآن ، ودخول المواقع الإسلامية ، وإخبار الناس بإسلامي ، ومقابلة المسلمين – سواء على النت ، أو في الواقع – ، ومنعوني ارتداء ثياب متواضعة ، وأشياء أخرى كثيرة ، والسبب : ” فوبيا الإسلام ” الغبية ، وغير العقلانية ، لقد حاولت أن أريهم كيف هو الإسلام في الحقيقة ، ولكن ما من شيء أقوله ، أو أفعله يغيِّر من رأيهم . في الواقع : إنهما يحاولان الآن أن يرياني كيف يحتقران الإسلام في كل كلمة ، وكل فعل ، من إلقاء النكات الغبية عن الإرهاب ، وحتى سب الله والرسول صلى الله عليه وسلم بأقذع الألفاظ . إن المشكلة تزداد سوءاً ؛ لأنه نظراً لأنني ما زلت صغيرة : فأنا لا استطيع القيام بأي شيء دون مساعدة والديَّ ، فعلى سبيل المثال : لا تباع هنا الملابس الإسلامية ؛ نظراً لوجود قلة من المسلمين ، ومن ثم أضطر إلى شراء الحجاب من الإنترنت ، وأحتاج إلى بطاقات الائتمان الخاصة بهما من أجل إتمام عملية الشراء ، كما أنني أدرس في مدرسة مسيحية ! وأحتاج إليهما لتغييرها ، حيث إنني لا أستطيع القيام بذلك بنفسي ، كما أنهما لا يتركاني أغادر البيت بمفردي ، لذا فأنا أحتاج إليهما لكي يقوما بتوصيلي إلى المسجد ، وهكذا ، لذا فإن عدم موافقتهما تعني أيضاً عدم قدرتي على اتباع الدين بالكامل . كما أنهما يجبرانني على القيام بأشياء تخالف الإسلام ، مثل : الذهاب إلى الكنيسة ، والرقص ، وارتداء ملابس تجعل ذراعي ، وساقي ، وشعري : عاريا جزئيّاً ، أو تماماً . إنني قلقة بهذا الشأن ، فالقرآن يأمرنا بطاعة الوالدين ، واحترامهما ، والإحسان إليهما ، ولكنه لا يبدي أي تهاون عندما يتعلق الأمر بمن يكرهون الإسلام ، وأنا لا أعلم ماذا أفعل ، فإذا أطعت والديَّ : فسأقوم بالكثير من الأشياء التي تخالف الإسلام ، وإذا قمت باحترامهما : فإنني بذلك أحترم من لا يحترمونني كمسلمة ، وسأدعهما يقولان تلك الأشياء الرهيبة عن الإسلام ، ولكني إذا لم أطعهما وأحترمهما فإنني بذلك أسلك مسلكا رهيباً من وجهة نظر الإسلام ، وأنا أعتقد أن كِلا الفعلين خطأ ، فما الذي يجب عليَّ فعله ؟ . وبارك الله فيكم .
مسلمة عمرها 12 عاماً والدها ملحد وأمها نصرانية يسبَّان ربها ونبيَّها فماذا تصنع ؟
السؤال: 136360
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
1. نحن في غاية الفرح أن وصلتنا رسالتك ، وفيها البشارة بدخولك في الإسلام ، فإن أجل نعم الله على عبد من عبيده : أن يهديه ويشرح صدره للإسلام ، فنسأل الله أن يتم عليك نعمة الإيمان والعافية ، وأن يثبتك على ذلك إلى يوم لقاء رب العالمين .
2. وأفرحنا جدّاً حبُّكِ للإسلام ، ورغبتك بالتمسك بشرائعه ، ونرى أن هذا من فضل الله تعالى عليكِ ، حيث إننا نشعر أنك قد تذوقت حلاوة الإيمان ، في الوقت الذي حرم منها كثيرون ممن ينتسب إلى الإسلام في الاسم والصورة .
3. وآلمنا جدّاً ما عليه والداك من الكفر بالله تعالى ، وآلمنا أكثر : سبُّهم لله تعالى ، ولرسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، مع أن الرب تعالى هو ربُّهم ، وخالقهم ، ورازقهم ، والنبي محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين ، الذي أخذ الله الميثاق على كل نبي وعلى أتباعه من باب أولى أن يكون تابعا له صلى الله عليه وسلم ، إذا بعث محمد وهو حي . قال الله تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ * فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ) سورة آل عمران/81-83 .
وأخبر صلى الله عليه وسلم أن من سمع به ، ولم يتبعه ، ولم يؤمن به : فقد حرم الله عليه الجنة :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : ( وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ ، يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ : إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ) . رواه مسلم (153) .
قال الإمام النووي رحمه الله :
” وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ ) : أَيْ مِمَّنْ هُوَ مَوْجُودٌ فِي زَمَنِي وَبَعْدِي ، إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، فَكُلُّهُمْ يَجِبُ عَلَيْهِ الدُّخُولُ فِي طَاعَتِهِ . وَإِنَّمَا ذَكَرَ الْيَهُودِيّ وَالنَّصْرَانِيَّ تَنْبِيهًا عَلَى مَنْ سِوَاهُمَا ، وَذَلِكَ لِأَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَهُمْ كِتَابٌ فَإِذَا كَانَ هَذَا شَأْنَهُمْ مَعَ أَنَّ لَهُمْ كِتَابًا ، فَغَيْرُهُمْ مِمَّنْ لَا كِتَابَ لَهُ أَوْلَى . وَاللَّهُ أَعْلَمُ ” انتهى . “شرح مسلم” .
4. إننا نقدر جدا صعوبة الظرف الذي أنت فيه ، ونسأل الله جل جلاله ، أن ييسر لك أمرك ، وأن يجعل لك فرجا ومخرجا مما أنت فيه ؛ لكن الأمر ـ رغم صعوبته ـ ليس لغزا محيرا ؛ فأنت ـ أولا ، وقبل كل شيء ـ مأمورة بطاعة الله جل جلاله فيما فرض عليك ؛ فتفعلين ما أمرك به من العبادات ، وتتركين ما نهاك عنه من المحرمات ، وهذا فقط هو سبيل الهداية ، قال الله تعالى: ( قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ) سورة النور/54 .
وإذا كنت مأمورة بالإحسان إلى والديك وحسن صحبتهما ، وإن كانا كافرين ، فليس معنى ذلك أن تعصي ربك إرضاء لهما ، أو أن تقدمي طاعتهما على طاعة الله تعالى ، بل طاعة الله وطاعة رسوله مقدمة على طاعة كل أحد . قال الله تعالى : ( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) العنكبوت /8 .
قال ابن كثير رحمه الله :
” يقول تعالى آمرا عباده بالإحسان إلى الوالدين ، بعد الحث على التمسك بتوحيده ، فإن الوالدين هما سبب وجود الإنسان ، ولهما عليه غاية الإحسان … ومع هذه الوصية بالرأفة والرحمة والإحسان إليهما في مقابلة إحسانهما المتقدم ، قال : وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا أي : وإن حَرَصا عليك أن تتابعهما على دينهما إذا كانا مشركين، فإياك وإياهما، لا تطعهما في ذلك ، فإن مرجعكم إليَّ يوم القيامة ، فأجزيك بإحسانك إليهما ، وصبرك على دينك ، وأحشرك مع الصالحين ، لا في زمرة والديك ، وإن كنت أقرب الناس إليهما في الدنيا ؛ فإن المرء إنما يحشر يوم القيامة مع مَنْ أحب ، أي : حبا دينيا ؛ ولهذا قال: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ ” انتهى .
“تفسير ابن كثير” (6/264-265) .
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ ) رواه البخاري (7257) ومسلم (1840) .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ) رواه أحمد (1089) وصححه الألباني .
وبناء على ذلك : فحين يتعارض أمر والديك مع أمر الله ورسوله : فلا تطيعي أبويك ، بل قدمي طاعة الله ورسوله مع الإحسان إلى والديك بالقول والعمل ، وطاعتهما فيما لا معصية فيه ولا إثم .
5. تبقى الناحية العملية ، هي الجانب الأصعب في مشكلتك ، نظرا لظروفك المحيطة بك ، وصغر سنك الذي لا يمكنك من الاستقلال بنفسك ، وتطبيق ما ترينه صحيحا ؛ فاعلمي – أختنا – أن الله تعالى لا يكلفك فوق ما تستطيعين وتقدرين ، قال تعالى : ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا ) البقرة/ من الآية 286 ، وقال تعالى : ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا ) الطلاق/ من الآية 7 ، وقال تعالى : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) التغابن/ من الآية 16 ، وقال النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) .
رواه البخاري ( 6858 ) ومسلم ( 1337 ) ، وقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ) رواه ابن ماجه ( 2045 ) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه .
6. وحينئذ ؛ فالواجب عليك أن تجتهدي في عمل كل ما تسطيعينه من الواجبات الشرعية ، وترك كل ما تقدرين على تركه من المحرمات ، وأن تبادري إلى ذلك بقدر إمكانك ؛ فإن منعوك من الصلاة أمامهم : فصلي من ورائهم ، وإن منعوك من ارتداء الحجاب الكامل ، أو لم تتمكني من الحصول على الملابس الإسلامية : فاجعلي ملابسك أقرب ما يمكنك إلى الملابس الإسلامي ، ولو أن تتعلمي أنت أن تصنعي لنفسك شيئا من ذلك ، أو قريبا منه . وإذا طلبوا منك أن تذهبي للكنيسة : فتعللي بأي شيء ، وتهربي من ذلك قدر الإمكان ، واخترعي الأعذار التي تعفيك من ذلك ، وليس كل النصارى في الغرب ، ولا في الشرق ، يذهبون إلى الكنيسة ، بل الأقل منهم من يفعلون ذلك .
وهكذا : حاولي أن تتهربي من حفلات الرقص والغناء ، وما يأمرانك به مما فيه معصية ، بأي عذر تخترعينه لذلك إن لم يمكنك رفضه صراحة ، فإن أجبرت على حضور الحفل ، فاهربي من ممارسة الرقص ، خاصة إذا كان مع الرجال ، أو في حضورهم ، وأظهري المرض ، أو نحو ذلك مما يعفيك منه .
وما يجبرانك عليه من محرمات فافعلي منها الحد الأدنى ، فاجعلي اللباس أستر ما يكون ، ولا تسهري في مناسبتهم الحفلة كاملة ، وهكذا في سائر المحرمات .
وبصفة عامة : اجتهدي في أن تفعلي ما تستطيعينه من شعائر الإسلام ، وأن تتركي ما تقدرين على تركه ، فإن أكرهوك على شيء من ذلك ، فاجعلي تصرفاتك من الخارج فقط ، واجعلي قلبك دائم الصلة بالله ، والذكر له ، إلى أن ييسر الله لك فرجا مما أنت فيه ، وأبشري فإن الفرج قريب ، وإن مع العسر يسرا : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) سورة الطلاق/2-3 .
7. وننصحك بالتواصل مع الأخوات المسلمات ، سواء بالمواجهة ، أو عن طريق الإنترنت ، كما ننصحك بالتواصل مع المواقع الإسلامية النافعة لك في دينك ، والتي تستفيدين منها لتقوية إيمانك ، وتزدادين بها علماً ، وإذا أمكنك التواصل مع أحد المراكز الإسلامية القريبة منك : وفي ذلك خير كثير ، إن شاء الله ، ولعلهم بحكم خبرتهم بالمكان ، وتعرضهم لكثير من هذه المشكلات أن يكون عندهم من الحلول والمساعدات العملية أكثر مما اقترحناه عليك .
8. واعلمي – أختنا – أن من سبقك بالإسلام قد عاش طائفة منهم في ظروف قاسية ، حيث تعذيب الأبوين ، وضربهم ، ومنعهم من حقوقهم الإنسانية ، وقد صبروا على ما أوذوا ، واحتملوا ما أصابهم في سبيل الله ، حتى جاءهم نصر الله ، فنجاهم الله مما كانوا فيه ، وانقلبوا بنعمة من الله وفضل ، وكانوا من الفائزين ، فلا تيأسي مما أصابك ، ولا تحزني على حالك ، فأنت في رعاية الله ، وتحت سمعه وبصره ، واثبتي على ما أنتِ عليه من الهدى والحق ، كما صبر من قبلك ، واعلمي أن هذا اختبار من الله تعالى ليرى صدق إيمانك ، فيجازيك عليه خير الجزاء ، في الدنيا ، والآخرة ، وعسى الله أن يجعل نصره وتأييده لك عاجلاً غير آجل .
9. والداك بحاجة لك لإنقاذهما من نار جهنم ، ومن سخط الله ، فنوصيك بإظهار خير صورة للمسلمة المستقيمة ، بحسن التصرف معهما ، وبرهما ، والتلطف في مخاطبتهما ، والعناية بطعامهما وشرابهما ، والقيام على خدمتهما ، فلعلهما أن يراجعا نفسيهما ، ويخففا عنك الضغط ، أو يتركانه ، كما نوصيك بصدق الدعاء والطلب من الله أن يهديهما للإسلام ، وأن يميتهما على الإيمان ، وما ذلك على الله بعزيز ، واسمعي لهذه القصة :
روى مسلم ( 2491 ) عن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الْإِسْلَامِ وَهِيَ مُشْرِكَةٌ ، فَدَعَوْتُهَا يَوْمًا فَأَسْمَعَتْنِي فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَكْرَهُ ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَبْكِي ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الإِسْلامِ فَتَأْبَى عَلَيَّ ، فَدَعَوْتُهَا الْيَوْمَ فَأَسْمَعَتْنِي فِيكَ مَا أَكْرَهُ ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَهْدِيَ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( اللَّهُمَّ اهْدِ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ ) فَخَرَجْتُ مُسْتَبْشِرًا بِدَعْوَةِ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا جِئْتُ فَصِرْتُ إِلَى الْبَابِ ، فَإِذَا هُوَ مُجَافٌ ، فَسَمِعَتْ أُمِّي خَشْفَ قَدَمَيَّ فَقَالَتْ : مَكَانَكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ، وَسَمِعْتُ خَضْخَضَةَ الْمَاءِ ، قَالَ : فَاغْتَسَلَتْ وَلَبِسَتْ دِرْعَهَا وَعَجِلَتْ عَنْ خِمَارِهَا ، فَفَتَحَتْ الْبَابَ ثُمَّ قَالَتْ : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ . قَالَ : فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُهُ وَأَنَا أَبْكِي مِنْ الْفَرَحِ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَبْشِرْ ، قَدْ اسْتَجَابَ اللَّهُ دَعْوَتَكَ وَهَدَى أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ خَيْراً .
نسأل الله العلي القدير أن يثبتك على الهدى والرشاد ، وأن يعافيك في دينك وبدنك ، وأن يهدي أبويك للإسلام ، وأن يقر عينيك بهما مؤمنين صالحين ، في الدنيا ، والآخرة .
ونرجو منك أن تبقي على تواصل معنا ، ونحن أهلك ، وإخوانك ، ولعل الله أن يرزقك من دعوات إخوانك الذي يطالعون قصتك : ما ينفعك الله به ، ويفرج عنك كربك ببركته .
والله الموفق
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب