يسأل عن مدى صحة هذه الأدعية عن النبي صلى الله عليه وسلم
السؤال: 140138
هل صحت هذه الأدعية عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وما مناسبتها؟
• اللهم أرني الحق حقاً و أرزقني إتباعه وارني الباطل باطلاً وارزقني اجتنابه.
• اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك ولا يؤمنون بوعدك وخالف بين كلمتهم و ألق في قلوبهم الرعب وألق عليهم رجزك وعذابك إله الحق.
• اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم.
اللهم أذل الشرك والمشركين.
• اللهم إنه لا يهزم جندك ولا يغلب جمعك.
• اللَّهُمَّ أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء.
• اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد و نرجوا رحمتك ونخاف عذابك إن عذابك الجد لمن عاديت ملحق.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
1- دعاء : ” اللهم أرني الحق حقاً وارزقني إتباعه ، وأرني الباطل باطلاً وارزقني
اجتنابه “
فليس بحديث ، وإنما هو دعاء مأثور عن بعض من تقدم من السلف ، كما قال ابن شاهين
رحمه الله : ” ومن أدعية من تقدم : اللهم أرنا الحق حقا وألهمنا اتباعه ، وأرنا
الباطل باطلا ، وألهمنا اجتنابه ” انتهى .
” شرح مذاهب أهل السنة” ، لابن شاهين رحمه الله ( ص 40) ، وينظر : “تفسير ابن كثير”
(1/ 571) .
قال الحافظ العراقي رحمه الله :
” حديث : كان يقول ( اللهم أرني الحق حقا فأتبعه وأرني المنكر منكرا وارزقني
اجتنابه ، وأعذني من أن يشتبه علي فأتبع هواي بغير هدى منك ، واجعل هواي تبعا
لطاعتك … )
لم أقف لأوله على أصل ” انتهى . “تخريج أحاديث الإحياء” (5/
391) .
2- دعاء : ” اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك ولا يؤمنون بوعدك
وخالف بين كلمتهم وألق في قلوبهم الرعب وألق عليهم رجزك وعذابك إله الحق ” .
دعاء صحيح مأثور ، وقد دعا به النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد .
فروى أحمد (15066) والبخاري في “الأدب المفرد” (699) والحاكم (1868) ، (4308)
والطبراني في “الكبير” (4549) والبزار في “مسنده” (3724) عن رِفَاعَةَ الزُّرَقِيِّ
رضي الله عنه قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ وَانْكَفَأَ الْمُشْرِكُونَ قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( اسْتَوُوا حَتَّى أُثْنِيَ
عَلَى رَبِّي ) فَصَارُوا خَلْفَهُ صُفُوفًا فَقَالَ : ( اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ
كُلُّهُ ، اللَّهُمَّ لَا قَابِضَ لِمَا بَسَطْتَ وَلَا بَاسِطَ لِمَا قَبَضْتَ ،
وَلَا هَادِيَ لِمَا أَضْلَلْتَ وَلَا مُضِلَّ لِمَنْ هَدَيْتَ ، وَلَا مُعْطِيَ
لِمَا مَنَعْتَ وَلَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ ، وَلَا مُقَرِّبَ لِمَا بَاعَدْتَ
وَلَا مُبَاعِدَ لِمَا قَرَّبْتَ ، اللَّهُمَّ ابْسُطْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ
وَرَحْمَتِكَ وَفَضْلِكَ وَرِزْقِكَ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ
الْمُقِيمَ الَّذِي لَا يَحُولُ وَلَا يَزُولُ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ
النَّعِيمَ يَوْمَ الْعَيْلَةِ وَالْأَمْنَ يَوْمَ الْخَوْفِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي
عَائِذٌ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أَعْطَيْتَنَا وَشَرِّ مَا مَنَعْتَ ، اللَّهُمَّ
حَبِّبْ إِلَيْنَا الْإِيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا وَكَرِّهْ إِلَيْنَا
الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ وَاجْعَلْنَا مِنْ الرَّاشِدِينَ ،
اللَّهُمَّ تَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ وَأَحْيِنَا مُسْلِمِينَ وَأَلْحِقْنَا
بِالصَّالِحِينَ غَيْرَ خَزَايَا وَلَا مَفْتُونِينَ ، اللَّهُمَّ قَاتِلْ
الْكَفَرَةَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ ،
وَاجْعَلْ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ وَعَذَابَكَ ، اللَّهُمَّ قَاتِلْ الْكَفَرَةَ
الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَهَ الْحَقِّ ) .
قال الحاكم : ” هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ” ، ووافقه الذهبي ،
وصححه الألباني في “صحيح الأدب المفرد” (541) .
وقد ثبت الدعاء بذلك عن عمر رضي الله عنه ، ودعا الناس به في زمانه ، في قنوت الوتر
في رمضان : وفيه الجملة المذكورة في آخر السؤال : ( اللهم إياك نعبد .. ) :
… فكان الناس يقومون أوله ، وكانوا يلعنون الكفرة في النصف :
” اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك ولا يؤمنون بوعدك ، وخالف
بين كلمتهم وألق في قلوبهم الرعب وألق عليهم رجزك وعذابك إله الحق ” . ثم يصلي على
النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو للمسلمين بما استطاع من خير ثم يستغفر للمؤمنين .
قال : وكان يقول إذا فرغ من لعنة الكفرة وصلاته على النبي واستغفاره للمؤمنين
والمؤمنات ومسألته : ” اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد ، ونرجو
رحمتك ربنا ونخاف عذابك الجد ، إن عذابك لمن عاديت ملحق ” ثم يكبر ويهوى ساجدا ” .
رواه بن خزيمة في “صحيحه” (1100) ، وقال الألباني في تعليقه على ابن خزيمة : ”
إسناده صحيح ” .
وقد ورد آخر هذا الدعاء مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، لكن بإسناد ضعيف
.
روي بإسناد ضعيف ، رواه البيهقي في “السنن الكبرى” (3267 عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِى
عِمْرَانَ قَالَ : بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو عَلَى
مُضَرَ إِذْ جَاءَهُ جِبْرِيلُ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ أَنِ اسْكُتْ ، فَسَكَتَ
فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْكَ سَبَّابًا وَلاَ لَعَّانًا
، وَإِنَّمَا بَعَثَكَ رَحْمَةً ، وَلَمْ يَبْعَثْكَ عَذَابًا لَيْسَ لَكَ مِنَ
الأَمْرِ شَىْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ
ظَالِمُونَ ، ثُمَّ عَلَّمَهُ هَذَا الْقُنُوتَ :
( اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَعِينُكَ وَنَسْتَغْفِرُكَ ، وَنُؤْمِنُ بِكَ ،
وَنَخْضَعُ لَكَ ، وَنَخْلَعُ وَنَتْرُكُ مَنْ يَكْفُرُكَ ، اللَّهُمَّ إِيَّاكَ
نَعْبُدُ ، وَلَكَ نُصَلِّى وَنَسْجُدُ ، وَإِلَيْكَ نَسْعَى وَنَحْفِدُ ، نَرْجُو
رَحْمَتَكَ وَنَخَافُ عَذَابَكَ الْجَدَّ ، إِنَّ عَذَابَكَ بِالْكَافِرِينَ
مُلْحَقٌ ) .
قال البيهقي عقبه : ” هَذَا مُرْسَلٌ ” .
ولكن تقدم أنه صحيح عن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه .
قال البيهقي عقب الرواية السابقة :
” وَقَدْ رُوِىَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صَحِيحًا
مَوْصُولاً ”
ثم ساقه بسنده عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ : أَنَّ عُمَرَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ
قَنَتَ بَعْدَ الرُّكُوعِ فَقَالَ :
” اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا ، وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُسْلِمِينَ
وَالْمُسْلِمَاتِ ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِهِمْ ،
وَانْصُرْهُمْ عَلَى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِمْ ، اللَّهُمَّ الْعَنْ كَفَرَةَ أَهْلِ
الْكِتَابِ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ ، وَيُكُذِّبُونَ رُسُلَكَ ،
وَيُقَاتِلُونَ أَوْلِيَاءَكَ اللَّهُمَّ خَالِفْ بَيْنَ كَلِمَتِهِمَ ، وَزَلْزِلْ
أَقْدَامَهُمْ ، وَأَنْزِلْ بِهِمْ بَأْسَكَ الَّذِى لاَ تَرُدُّهُ عَنِ الْقَوْمِ
الْمُجْرِمِينَ .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَعِينُكَ
وَنَسْتَغْفِرُكَ وَنُثْنِى عَلَيْكَ وَلاَ نَكْفُرُكَ ، وَنَخْلَعُ وَنَتْرُكُ
مَنْ يَفْجُرُكَ .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ اللَّهُمَّ ، إِيَّاكَ نَعْبُدُ ، وَلَكَ
نُصَلِّى وَنَسْجُدُ ، وَلَكَ نَسْعَى وَنَحْفِدُ ، نَخْشَى عَذَابَكَ الْجَدَّ ،
وَنَرْجُو رَحْمَتَكَ ، إِنَّ عَذَابَكَ بِالْكَافِرِينَ مُلْحَقٌ ” .
وينظر : تهذيب الآثار ، للطبري ، رقم (2653) .
وصححه الألباني في “الإرواء” (2/164-165) .
3- دعاء : ” اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم ”
، دعاء صحيح مأثور ، وقد دعا به النبي صلى الله عليه وسلم عند لقاء العدو .
روى البخاري (2966) ومسلم (1742) عن عبد اللَّهِ بْن أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ
أَيَّامِهِ الَّتِي لَقِيَ فِيهَا انْتَظَرَ حَتَّى مَالَتْ الشَّمْسُ ثُمَّ قَامَ
فِي النَّاسِ خَطِيبًا قَالَ : ( أَيُّهَا النَّاسُ لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ
الْعَدُوِّ وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا ،
وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ ) .
ثُمَّ قَالَ :
( اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ وَمُجْرِيَ السَّحَابِ وَهَازِمَ الْأَحْزَابِ
اهْزِمْهُمْ وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ ) .
4- أما دعاء : ” اللهم أذل الشرك والمشركين ” ، فلا نعلم له أصلا عن النبي صلى الله
عليه وسلم ، ولا عن أحد من أصحابه ، ولا عن أحد من أصحابه ، أو السلف الصالحين ،
وإنما اعتاد الدعاء به بعض الإمام في القنوت ، أو غيره من الأدعية ، وهو ـ من حيث
المعنى ـ : صحيح ، لا حرج على من عا به .
5- دعاء ” اللهم إنه لا يهزم جندك ولا يغلب جمعك ” ، فقد روي بنحوه من دعاء النبي
صلى الله عليه وسلم .
روى أبو داود (5052) والطبراني في “المعجم الصغير” (998 ) والبيهقي في “الدعوات”
(336) عَنْ عَلِيٍّ رضي اللَّهُ عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ عِنْدَ مَضْجَعِهِ : ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ
بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ وَكَلِمَاتِكَ التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ مَا أَنْتَ آخِذٌ
بِنَاصِيَتِهِ ، اللَّهُمَّ أَنْتَ تَكْشِفُ الْمَغْرَمَ وَالْمَأْثَمَ ،
اللَّهُمَّ لَا يُهْزَمُ جُنْدُكَ وَلَا يُخْلَفُ وَعْدُكَ وَلَا يَنْفَعُ ذَا
الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ ، سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ ) .
والحديث وضعفه الألباني في “ضعيف أبي داود” ، غير أن الدعاء من حيث المعنى صحيح ،
وقد قال الله تعالى : ( وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ) الصافات / 173 .
6- دعاء : ” اللَّهُمَّ أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت
الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء ” : هذا الدعاء صحيح ثابت عن النبي
صلى الله عليه وسلم .
روى مسلم (2713) عَنْ سُهَيْلٍ بن أبي صالح قَالَ : كَانَ أَبُو صَالِحٍ
يَأْمُرُنَا إِذَا أَرَادَ أَحَدُنَا أَنْ يَنَامَ أَنْ يَضْطَجِعَ عَلَى شِقِّهِ
الْأَيْمَنِ ثُمَّ يَقُولُ : ( اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَرَبَّ الْأَرْضِ
وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ فَالِقَ الْحَبِّ
وَالنَّوَى وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ أَعُوذُ بِكَ
مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ ، اللَّهُمَّ أَنْتَ
الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ
، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ
دُونَكَ شَيْءٌ ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَأَغْنِنَا مِنْ الْفَقْرِ ) .
والله أعلم .
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟