هل هذه الأحاديث صحيحة ؟
1- (ما من ولد بار ينظر إلى والديه نظرة رحمة إلا كتب الله له بكل نظرة حجة مبرورة . قالوا : وإن نظر كل يوم مائة مرة ؟ قال : نعم ، الله أكبر وأطيب) .
2- قال صلى الله عليه وسلم : (ما بر أباه مَن حَدَّ إليه الطرف بالغضب) .
3- قال النبي صلى الله عليه وسلم : (من أصبح مطيعا لله في والديه أصبح له بابان مفتوحان من الجنة ، وإن كان واحدا فواحد ، ومن أمسى عاصيا لله تعالى في والديه أمسى له بابان مفتوحان من النار ، وإن كان واحدا فواحد ، قال رجل : وإن ظلماه ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم وإن ظلماه ، وإن ظلماه ، وإن ظلماه) .
4- عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (يقال للعاق : اعمل ما شئت من الطاعة ، فإني لا أغفر لك ، ويقال للبار : اعمل ما شئت فإني أغفر لك) .
أحاديث مكذوبة وضعيفة في فضل بر الوالدين
السؤال: 140956
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
هذه الأحاديث الأربعة كلها ضعيفة ، بل بعضها موضوع .
الحديث الأول : عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(ما من رجل بار ينظر إلى والديه أو والدته نظرة رحمة ، إلا كتب الله عز وجل تلك النظرة حجة متقبلة مبرورة ، قالوا : يا رسول الله ، وإن نظر في اليوم مائة مرة ؟ قال : الله أكبر من ذلك) .
رواه أبو بكر الإسماعيلي في “معجم أسامي الشيوخ” (8) – ومن طريقه البيهقي في “شعب الإيمان” (10/265) .
قال الشيخ الألباني رحمه الله :
“لا يصح ؛ لأن فيه بعض الضعفاء” انتهى من “السلسلة الضعيفة” (2716) .
ورواه البيهقي في “شعب الإيمان” (10/266) .
قال الشيخ الألباني رحمه الله :
“موضوع … نهشل بن سعيد كذاب معروف” انتهى من “السلسلة الضعيفة” (6273) .
الحديث الثاني :
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(ما بر أباه من شد إليه الطرف بالغضب) .
رواه الطبراني في “المعجم الأوسط” (9/149) وسنده ضعيف جداً ، فيه : صالح بن موسى متروك الحديث باتفاق المحدثين .
انظر : “تهذيب التهذيب” (4/405) .
قال الهيثمي رحمه الله :
“فيه صالح بن موسى وهو متروك” انتهى من “مجمع الزوائد” (8/147) .
وقال الشيخ الألباني رحمه الله :
“ضعيف جدا” انتهى من “ضعيف الجامع” (11820) .
الحديث الثالث :
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(من أصبح مطيعا في والديه أصبح له بابان مفتوحان من الجنة ، وإن كان واحدا فواحدا ، ومن أمسى عاصيا لله في والديه أصبح له بابان مفتوحان من النار ، وإن كان واحدا فواحدا ، قال الرجل : وإن ظلماه ؟ قال : وإن ظلماه ، وإن ظلماه ، وإن ظلماه) .
جاء هذا الحديث من عدة طرق عن ابن عباس : كلها ضعيفة .
فمنها : ما رواه البيهقي في “شعب الإيمان” (10/306) .
قال العراقي رحمه الله :
“لا يصح” انتهى من “تخريج الإحياء” (2/216) .
وقال الشيخ الألباني رحمه الله :
“هذا إسناد واهٍ ، رجاله ثقات ؛ غير السرخسي هذا ، وهو من شيوخ ابن عدي وقال في ترجمته (4/268) : حدث بأحاديث لم يتابعوه عليها ، وكان متهماً في روايته عن قوم لم
يلحقهم مثل علي بن حُجر وغيره” انتهى من “السلسلة الضعيفة” (6271) .
ورواه البخاري في “الأدب المفرد” (16) وفي سنده : سعيد القيسي ، لم يذكره أحد بجرح ولا تعديل . ولذلك ضعف الحديث الشيخ الألباني في “ضعيف الأدب المفرد”.
الحديث الرابع : عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يقال للعاق : اعمل ما شئت من الطاعة فإني لا أغفر لك ، ويقال للبار : اعمل ما شئت فإني أغفر لك) .
رواه الديلمي في “مسند الفردوس” (8739) ، ورواه أبو نعيم في “حلية الأولياء” (10/215) وسنده ضعيف .
فيه عائذ بن نسير ضعفه ابن معين كما في “ميزان الاعتدال” (4/23) .
والحاصل : أن الأحاديث الأربعة المذكورة كلها ضعيفة ، لا يجوز الاستشهاد بشيء منها .
وبر الوالدين من الواجبات الشرعية ، وعقوقهما من المحرمات القطعية ، وقد ثبت ذلك في الكتاب والسنَّة الصحيحة بما يغني عن تلك الأحاديث الضعيفة والموضوعة .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب