0 / 0
72,49304/03/2012

أحاديث مكذوبة وضعيفة في فضل بر الوالدين

السؤال: 140956

هل هذه الأحاديث صحيحة ؟
1- (ما من ولد بار ينظر إلى والديه نظرة رحمة إلا كتب الله له بكل نظرة حجة مبرورة . قالوا : وإن نظر كل يوم مائة مرة ؟ قال : نعم ، الله أكبر وأطيب) .
2- قال صلى الله عليه وسلم : (ما بر أباه مَن حَدَّ إليه الطرف بالغضب) .
3- قال النبي صلى الله عليه وسلم : (من أصبح مطيعا لله في والديه أصبح له بابان مفتوحان من الجنة ، وإن كان واحدا فواحد ، ومن أمسى عاصيا لله تعالى في والديه أمسى له بابان مفتوحان من النار ، وإن كان واحدا فواحد ، قال رجل : وإن ظلماه ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم وإن ظلماه ، وإن ظلماه ، وإن ظلماه) .
4- عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (يقال للعاق : اعمل ما شئت من الطاعة ، فإني لا أغفر لك ، ويقال للبار : اعمل ما شئت فإني أغفر لك) .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

هذه الأحاديث الأربعة كلها ضعيفة ، بل بعضها موضوع .
الحديث الأول : عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(ما من رجل بار ينظر إلى والديه أو والدته نظرة رحمة ، إلا كتب الله عز وجل تلك النظرة حجة متقبلة مبرورة ، قالوا : يا رسول الله ، وإن نظر في اليوم مائة مرة ؟ قال : الله أكبر من ذلك) .
رواه أبو بكر الإسماعيلي في “معجم أسامي الشيوخ” (8) – ومن طريقه البيهقي في “شعب الإيمان” (10/265) .
قال الشيخ الألباني رحمه الله :
“لا يصح ؛ لأن فيه بعض الضعفاء” انتهى من “السلسلة الضعيفة” (2716) .
ورواه البيهقي في “شعب الإيمان” (10/266) .
قال الشيخ الألباني رحمه الله :
“موضوع … نهشل بن سعيد كذاب معروف” انتهى من “السلسلة الضعيفة” (6273) .
الحديث الثاني :
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(ما بر أباه من شد إليه الطرف بالغضب) .
رواه الطبراني في “المعجم الأوسط” (9/149) وسنده ضعيف جداً ، فيه : صالح بن موسى متروك الحديث باتفاق المحدثين .
انظر : “تهذيب التهذيب” (4/405) .
قال الهيثمي رحمه الله :
“فيه صالح بن موسى وهو متروك” انتهى من “مجمع الزوائد” (8/147) .
وقال الشيخ الألباني رحمه الله :
“ضعيف جدا” انتهى من “ضعيف الجامع” (11820) .
الحديث الثالث :
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(من أصبح مطيعا في والديه أصبح له بابان مفتوحان من الجنة ، وإن كان واحدا فواحدا ، ومن أمسى عاصيا لله في والديه أصبح له بابان مفتوحان من النار ، وإن كان واحدا فواحدا ، قال الرجل : وإن ظلماه ؟ قال : وإن ظلماه ، وإن ظلماه ، وإن ظلماه) .
جاء هذا الحديث من عدة طرق عن ابن عباس : كلها ضعيفة .
فمنها : ما رواه البيهقي في “شعب الإيمان” (10/306) .
قال العراقي رحمه الله :
“لا يصح” انتهى من “تخريج الإحياء” (2/216) .
وقال الشيخ الألباني رحمه الله :
“هذا إسناد واهٍ ، رجاله ثقات ؛ غير السرخسي هذا ، وهو من شيوخ ابن عدي وقال في ترجمته (4/268) : حدث بأحاديث لم يتابعوه عليها ، وكان متهماً في روايته عن قوم لم
يلحقهم مثل علي بن حُجر وغيره” انتهى من “السلسلة الضعيفة” (6271) .
ورواه البخاري في “الأدب المفرد” (16) وفي سنده : سعيد القيسي ، لم يذكره أحد بجرح ولا تعديل . ولذلك ضعف الحديث الشيخ الألباني في “ضعيف الأدب المفرد”.
الحديث الرابع : عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يقال للعاق : اعمل ما شئت من الطاعة فإني لا أغفر لك ، ويقال للبار : اعمل ما شئت فإني أغفر لك) .
رواه الديلمي في “مسند الفردوس” (8739) ، ورواه أبو نعيم في “حلية الأولياء” (10/215) وسنده ضعيف .
فيه عائذ بن نسير ضعفه ابن معين كما في “ميزان الاعتدال” (4/23) .
والحاصل : أن الأحاديث الأربعة المذكورة كلها ضعيفة ، لا يجوز الاستشهاد بشيء منها .
وبر الوالدين من الواجبات الشرعية ، وعقوقهما من المحرمات القطعية ، وقد ثبت ذلك في الكتاب والسنَّة الصحيحة بما يغني عن تلك الأحاديث الضعيفة والموضوعة .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android