0 / 0
167,43118/01/2010

تفسير قوله تعالى : ( تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا )

السؤال: 143543

ما تفسير قوله تعالى ” تبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً” الفرقان 61

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

قال الله تعالى : ( تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا )

الفرقان / 61

وقال تعالى : ( وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ ) الحجر / 16

وقال عز وجل : ( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ ) البروج/1

فأما قوله عز وجل : ( تبارك ) فمعناه : تعالى ، وكثر عطاؤه ، واتسعت بركته .

فتَبَارَكَ : مأخوذ من البركة المستقرة الدائمة الثابتة ، وهي الكثرة والاتساع . يقال : بورك الشيء وبورك فيه ، وقال الأزهري : ” تبارك ” تعالى وتعاظم وارتفع .

وقيل : المعنى دام وثبت إنعامه . قال النحاس : وهذا أولاها في اللغة والاشتقاق ؛ من برك الشيء إذا ثبت ؛ ومنه برك الجمل والطير على الماء ، أي دام .

فاستحق الرب تعالى الشكر والتعظيم والثناء على نعمه .

راجع : “تفسير ابن كثير” (6 / 92) – “الجامع لأحكام القرآن” (7 / 223) – (13 / 1)

“فتح القدير” (3 / 683) .

فهذه الصيغة ( تبارك ) تفيد المبالغة في وفرة الخير ، وأن ما عُدّد من نعم الله تعالى وإفضاله لا تحيط به العبارة ، فعبّر عنه بهذه المبالغة إذ هي أقصى ما تسمح به اللغة في التعبير ، ليعلم الناس أنهم محقوقون لله تعالى بشكرٍ يوازي عظم نعمه عليهم .

“التحرير والتنوير” (27 / 277) – (29 / 9) .

– أما قوله تعالى : ( الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا )

فالبروج : قال ابن عباس ومجاهد والضحاك والحسن وقتادة والسدي : البروج : النجوم .

“تفسير ابن كثير” (8 / 363) . 

قال الشيخ السعدي رحمه الله :

” يقول تعالى – مبينا كمال اقتداره ورحمته بخلقه – : ( وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا ) أي : نجوما كالأبراج ، والأعلام العظام ، يُهتدى بها في ظلمات البر والبحر ( وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ ) فإنه لولا النجوم لما كان للسماء هذا المنظر البهي ، والهيئة العجيبة ، وهذا مما يدعو الناظرين إلى التأمل فيها ، والنظر في معانيها والاستدلال بها على باريها ” انتهى .

“تفسير السعدي” (1 / 430)

وقيل : البروج : منازل النجوم ، قال الشوكاني رحمه الله :

” المراد بالبروج : بروج النجوم : أي منازلها ، وقيل هي النجوم الكبار ، والأول أولى ، وسميت بروجا ، وهي القصور العالية ، لأنها للكواكب كالمنازل الرفيعة لمن يسكنها .

واشتقاق البرج من التَبّرُّج ، وهو الظهور ” انتهى .

“فتح القدير” (4 / 122)

وقال القرطبي رحمه الله : ( بُرُوجاً ) أي منازل .

“الجامع لأحكام القرآن” (13 / 65)

وينظر : “تفسير الطبري” (24/332) – “التحرير والتنوير” (5 / 128)

– و( سراجا ) : هي الشمس . و ( قمرا منيرا ) أي مضيئا .

قال ابن كثير رحمه الله :

” ( وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا ) وهي الشمس المنيرة ، التي هي كالسراج في الوجود ، كما قال :

( وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا ) النبأ / 13 .

( وَقَمَرًا مُنِيرًا ) أي : مضيئا مشرقا بنور آخر ، ونوع وفن آخر ، كما قال : ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا ) يونس / 5 ، وقال مخبرا عن نوح ، عليه السلام ، أنه قال لقومه: ( أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا ) نوح / 15 -16 .

“تفسير ابن كثير” (6 / 120)

ومعنى الآية في الجملة : تعالى الله وتعظّم وكثر عطاؤه وثبت إنعامه سبحانه على خلقه ، الذي زين بفضله السماء الدنيا بتلك النجوم والكواكب الكبار العظام ، والشمس والقمر المنيرين بالليل والنهار ، جعل ذلك من تمام بركته على خلقه ، واتساع نعمته ووفرة جوده وكرمه ؛ ليتأملوا ما فوقهم من دلائل عظمته ، وما هم فيه من موفور كرمه وعظيم منته ، عسى أن يؤمنوا بربهم ويشكروا له .

والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android