0 / 0

هل زوجة أبي بكر الصديق وابنته أسماء من المبشرين بالجنة ؟

السؤال: 145051

أدرك أن أبا بكر وابنته عائشة رضي الله عنهم قد بشرا بالجنة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، أردت أن أعرف ما إذا كانت ابنته أسماء وأم عائشة بشرتا بالجنة أيضا ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :

أما أبو بكر رضي الله عنه فقد ثبت في الأحاديث الصحيحة الكثيرة أنه من المبشرين بالجنة

وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم :(5852)

ثانيا :

وأما عائشة رضي الله عنها فقد ورد أيضا في الأحاديث الصحيحة أنها من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة .

عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت : يا رسول الله ! مَن مِن أزواجك في الجنة ؟ قال : أما إنك منهن .

رواه الحاكم في ” المستدرك ” (4/14) وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه . وصححه الذهبي في ” التلخيص “. وقال الشيخ الألباني رحمه الله في ” السلسلة الصحيحة ” (رقم/1142): ” هو على شرط مسلم ” انتهى.

وقد قال عمار بن ياسر رضي الله عنه :

(إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّهَا زَوْجَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ)

رواه البخاري (3772)

ثالثا :

وأما أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها ففضائلها كثيرة ، ومناقبها عظيمة ، ويكفيها أنها صاحبة اللقب الشريف : ” ذات النطاقين “، حيث شقت نطاقها في قصة الهجرة خدمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبي بكر الصديق ، وهي من السابقين إلى الإسلام ، والله عز وجل يقول : ( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) الواقعة/10-11، ويقول سبحانه : (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنْ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا ) الحديد/10.

ولم نقف على حديث خاص في بشارتها رضي الله عنها بالجنة ، إلا ما ورد عن الزبير بن بكار أنه قال : ( وإنما سميت ذات النطاقين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تجهَّز مهاجرا ومعه أبو بكر الصديق ، أتاهما عبد الله بن أبي بكر في الغار ليلا بسفرتهما ، ولم يكن لها شناق ، فشقت لها أسماء نطاقها فشنقتها به ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : قد أبدلك الله بنطاقك هذا في نطاقين في الجنة . فقيل لها ذات النطاقين )

رواه ابن عساكر في ” تاريخ دمشق ” (69/6)، ونقله ابن عبد البر في ” الاستيعاب ” (4/1782)، وابن حجر في ” الإصابة ” (7/487)

وهذا كما ترى مرسل غير مسند ، فالزبير بن بكار توفي سنة (256هـ)، ولم يذكر عمن سمع هذا الحديث .

رابعا :

وأما والدة عائشة رضي الله عنها ، فكنيتها التي اشتهرت بها أم رومان ، واختلف في اسمها ، فقيل : زينب ، وقيل : دعد ، وهي بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس ، كانت من السابقين الأولين إلى الإسلام .

قالت عائشة رضي الله عنها :

( لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ قَطُّ إِلَّا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ )

رواه البخاري (رقم/3905)

وأما الشهادة الخاصة لها بأنها من أهل الجنة فهذا ورد في حديث ضعيف مرسل :

عن القاسم بن محمد قال :

( لما دُلِّيَت أمُّ رومان في قبرها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن سَرَّه أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى أم رومان )

رواه ابن سعد في ” الطبقات الكبرى ” (8/277)، وأبو نعيم في ” معرفة الصحابة ” (6/3498) ، والسهمي في ” تاريخ جرجان ” (1/199) جميعهم : من طريق حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن القاسم بن محمد مرسلا .

وقد رواه بعض تلاميذ حماد بن سلمة مسندا من حديث عائشة ، غير أن العلماء حكموا بخطإ هذا الوجه ، وأن الصواب في الحديث هو الإرسال .

جاء في ” العلل الواردة في الأحاديث النبوية ” للدارقطني (13/360) :

وسئل عن حديث القاسم ، عن عائشة ، لما دليت أم رومان في قبرها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من سره أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إليها .

فقال : يرويه حماد بن سلمة ، واختلف عنه :

فرواه سفيان بن وكيع ، عن ابن أبي عدي ، عن حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن القاسم ، عن عائشة .

وغيره يرويه ، عن حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن القاسم مرسلا ، وهو المحفوظ ” انتهى .

والوجه المرفوع وجدته في جزء حديث أبي الفضل الزهري ، رقم : (239)

وقد روي الحديث من وجه آخر أيضا :

يقول أبو نعيم رحمه الله :

” رواه ابن مهدي ، عن حماد ، عن علي بن زيد ، عن القاسم ، عن أم سلمة ” انتهى.

” معرفة الصحابة ” (6/3498)

فجعله من مسند أم سلمة رضي الله عنها ، ولكن لم أقف على من خرج هذا الوجه ، ولا على تعليل أحد من العلماء له ، فالله أعلم بالصواب ، غير أن جزم الدارقطني في ” العلل ” بأن المحفوظ هو الإرسال ، يدل على عدم اعتبار الوجه المروي عن ابن مهدي ، وذلك أنه إن كان يعرفه فجزمه بأن المحفوظ هو الإرسال تخطئة له ، وإن كان لا يعرف الوجه المروي عن ابن مهدي فذلك دليل على غرابته إن لم نقل نكارته ، واحتمال الخطأ في مثله هو الغالب.

وعلى كل حال فالسند ضعيف أيضا بسبب علي بن زيد بن جدعان .

يقول الشيخ الألباني رحمه الله :

” هذا إسناد ضعيف ؛ فإنه – مع إرساله – فيه ضعف علي بن زيد ؛ وهو ابن جدعان ” انتهى.

” السلسلة الضعيفة ” (رقم/4603)

وقد أرسل هذا الحديث أيضا مصعب الزبيري – راوي السيرة المعروف – كما يروي الحاكم في ” المستدرك ” (3/538)

يراجع ترجمتها في ” الإصابة ” للحافظ ابن حجر (8/206)

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android