0 / 0
44,65730/12/2010

هل يجوز أن ندعو بأن يجمعنا الله بالنبي صلى الله عليه وسلم ؟

السؤال: 145721

سؤالي متعلق بالدعاء ففي سؤال سابق حول الدعاء بأن يشرب الإنسان من يد الرسول شربة هنيئة لا يظمأ بعدها أبداً فأفدتمونا أن ذلك لا ينبغي تداوله ، ولم يرد حول الدعاء بهذا شيء ، سؤالنا : هل يجوز الدعاء أن يجمعنا الله بالرسول حول الحوض وفي الجنة ؟ .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

الدعاء بأن يجمعنا الله تعالى بالرسول صلى الله عليه وسلم حول الحوض وفي الجنة : دعاء صحيح محمود ؛ فقد أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم بأنه أول من يرد الحوض ، وأنه سيذاد عن حوضه أناس لا يستحقون الشرب من حوضه ، ممن يعلم نفاقهم ، أو ممن ليس له علامة الاتباع ، وهي الغرة والتحجيل ، ويذاد كذلك من كان من غير أمته ؛ إكراماً لهذه الأمة ، ولتلحق كل أمه بنبيها لتشرب من حوضه .
وينظر جواب السؤال رقم ( 125919 ) ففيه تفصيل من يُذاد عن الحوض .
فالدعاء بأن يجمع الله تعالى الداعي حول الحوض هو دعاء خير ، ومثله يقال في الدعاء بأن يجمعه ربه تعالى بنبيه صلى الله عليه وسلم بالجنة ، بل هذا يدل على علو همة الداعي ، ويحتاج مع هذه الهمة لأعمال جليلة .
عن رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيّ قَالَ : كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ فَقَالَ لِي : ( سَلْ ) فَقُلْتُ : أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ ، قَالَ : ( أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ ) قُلْتُ : هُوَ ذَاكَ ، قَالَ : ( فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ ) .
رواه مسلم ( 489 ) .
قال ابن علان الشافعي – رحمه الله – :
“( فقلت : أسألك مرافقتك في الجنة ” ) أي : أن أكون معك فيها قريباً منك ، متمتعاً بنظرك وقربك حتى لا أفارقك ، فلا يشكل حينئذٍ بأن منزلة ” الوسيلة ” هي خاصة به عن سائر الأنبياء فلا يساويه في مكانه منها نبيّ مرسل فضلاً عن غيرهم ؛ لأن المراد أن تحصل له مرتبة من مراتب القرب التام إليه ، فكنَّى عن ذلك بالمرافقة” .
انتهى من” دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين ” ( 1 / 392 ) .
ومعنى ” أسألك مرافقتك في الجنة ” أي : الطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو له بذلك ، ومن المعلوم قطعاً أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يملك لأحد أن يُدخله الجنة .
وقال ابن القيم – رحمه الله – :
“ولله الهمم ؛ ما أعجب شأنها وأشد تفاوتها ، فهمة متعلقة بمن فوق العرش ، وهمة حائمة حول الأنتان والحش ، والعامة تقول : ” قيمة كل امرىء ما يحسنه ” ، والخاصة تقول : ” قيمة المرء ما يطلبه ” ، وخاصة الخاصة تقول : ” همة المرء إلى مطلوبه ” .
وإذا أردت أن تعرف مراتب الهمم فانظر إلى همة ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه وقد قال له رسول الله ( سلني ) ، فقال : ” أسألك مرافقتك في الجنة ” ، وكان غيره يسأله ما يملأ بطنه ، أو يواري جلده” .
انتهى من” مدارج السالكين ” ( 3 / 147 ) .
والله أعلم

الدعاء

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android