0 / 0
9,83428/03/2010

هل يدرِّس الطلاب خلاف ما عندهم في منهجهم الدراسي؟ونصيحة بكتب علمية وتربوية

السؤال: 146522

أنا معلم قرآن في أحد المساجد – مرحلة ابتدائية – أقدم أسبوعيّاً درساً تربويّاً وعلميّاً ، ولكن عندما أطرح مسائل فقهية في الصلاة أو غيرها : أجد أن المناهج التعليمية تنص على قول ما وأنا آخذ بقول عالم يخالف هذا القول ، هل أقدِّم ما أعمل به ؟ أم أقول لهم بما يكون لديهم في المناهج الدارسية ، بحيث لا يكون هناك لبس على الطالب – مع أن بعض الأعمال سنَّة – ؟ . وماذا تنصحونني به من كتب ومراجع علمية وتربوية ، بحيث إنني أزداد علماً شرعيّاً ومعرفة بالواقع التربوي ؟ .
أثابكم الله ، ونفع بعلمكم ، وأشهد الله على حبكم فيه .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً:

أحبك الله الذي أحببتنا من أجله ، ونسأله تعالى أن يثيبك على ما تقدم من خير وعلم وتربية للطلاب ، وخاصة وهم في المرحلة الابتدائية ، مرحلة التأسيس ، وسن الحفظ ، فاستثمار ذلك من خير ما ينشغل به الدعاة والمصلحون .

وننصحك بنصيحة غالية من الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله موجهة لك ولأمثالك من معلمي التلاميذ في سن مبكرة ، إذ يقول :

إن على المعلِّم أن يتقي الله تعالى في نفسه ، وفيمن ولاَّه الله عليهم من التلاميذ ، وأن يحرص غاية الحرص أن يتمثل أمامهم بالأخلاق حتى يكون قدوة صالحة  ( ومن سنَّ في الإسلام سنّةً حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ) – رواه مسلم – .

وإنني أقول للمعلِّمين : إن عند التلاميذ ملاحظة دقيقة عجيبة على صغر سنِّهم ، إنَّ المعلم إذا أمرهم بشيء ثم رأوه يخالفهم فيما أمرهم به : فإنهم سوف يضعون علامات الاستفهام أمام هذا المعلم ، كيف يعلِّمنا شيئاً ويأمرنا به وهو يخالف ما كان يعلمنا ويأمرنا به ، لا تستهن يا معلماً بالتلاميذ حتى ولو كانوا صغاراً ؛ فعندهم أمر الملاحظة من الأمور العجيبة .

” كتاب العلم ” ( ص 110 ) .

ثانياً:

المناهج التعليمية في المملكة العربية السعودية قائمة على العلم الشرعي ، ومرجع المسائل المتبناة إلى الأدلة من الكتاب والسنَّة ، والذي قام على تأليفها علماء ثقات أجلاء ، فلهذا ، ولكون الطلاب في المرحلة الابتدائية ، ولكون المسائل من الفروع الفقهية ، ولكونها في غير الفرائض والمحرمات : لا نرى لك أن تذكر شيئاً من المسائل مخالفاً لما هو عندهم في مناهجهم ؛ لما سيسببه ذلك من إرباك عندهم ، وخلط بين ما يسمعونه منك ، ويسمعونه من أستاذهم في المدرسة ، وعقول هؤلاء في هذه السن لا تحتمل مثل هذا التضاد ، وليسوا هم على ضلال حتى ترى أنه يجب عليك إخبارهم بما تتبناه من مسائل ، وليس ما تتبناه أصلاً من اليقين الذي لا شك فيه أو خلاف حوله ، فنرى أنه يسعك عدم إخبارهم ما تراه مخالفاً لما عندهم من المناهج ، وليس هذا من كتم العلم بحال ، بل هو من حسن الرعاية للناس ، وسياسة أمورهم في العلم والدين ، ومراعاة أحوالهم ومصلحتهم .

ثالثاً:

إذا أردت الوصية بكتب علمية تزداد منها علماً مؤصَّلاً : فعليك بكتب السلف الصالح من المتقدمين ، ونوصيك – على وجه الخصوص – بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله ؛ ففيه خير عظيم وعلم نافع .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – وهو الخبير بكتب الشيخين رحمهما الله – :

يجب على طالب العلم أن يحرص على الكتب الأمهات الأصول دون المؤلفات حديثًا ؛ لأن بعض المؤلفين حديثًا ليس عنده العلم الراسخ ، ولهذا إذا قرأت ما كتبوا تجد أنه سطحيّ ، قد ينقل الشيء بلفظه ، وقد يحرِّفه إلى عبارة طويلة لكنها غثاء .

فعليك بالأمهات كتب السلف ؛ فإنها خير وأبرك بكثير من كتب الخلف ؛ لأن غالب كتب المتأخرين قليلة المعاني ، كثيرة المباني ، تقرأ صفحة كاملة يمكن أن تلخصها بسطر أو سطرين ، لكن كتب السلف تجدها هينة ، لينة ، سهلة ، رصينة ، لا تجد كلمة واحدة ليس لها معنى .

ومِن أجلِّ الكتب التي يجب على طالب العلم أن يحرص عليها : كتب شيخ الإسلام ابن تيمية ، وتلميذه ابن القيم ، رحمهما الله .

” كتاب العلم ” ( ص 68 ، 69 ) .

وأما الكتب التربوية : فننصحك بالكتب بما يأتي :

1. كتاب ” علم النفس الدعوي ” دراسات نفسية تربوية ، للدكتور عبد العزيز بن محمد النغيمشي .

2. كتاب ” الدليل العملي للمعلمين والمعلمات ” للدكتور راشد بن حسين العبد الكريم .

3. كتاب ” أسس التربية الإسلامية في السنة النبوية ” للدكتور الدكتور عبدالحميد الزنتاني .

4. كتاب ” تربية المراهق في رحاب الإسلام ” محمد الناصر وخولة درويش .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android