هل يدرِّس الطلاب خلاف ما عندهم في منهجهم الدراسي؟ونصيحة بكتب علمية وتربوية
السؤال: 146522
أنا معلم قرآن في أحد المساجد – مرحلة ابتدائية – أقدم أسبوعيّاً درساً تربويّاً وعلميّاً ، ولكن عندما أطرح مسائل فقهية في الصلاة أو غيرها : أجد أن المناهج التعليمية تنص على قول ما وأنا آخذ بقول عالم يخالف هذا القول ، هل أقدِّم ما أعمل به ؟ أم أقول لهم بما يكون لديهم في المناهج الدارسية ، بحيث لا يكون هناك لبس على الطالب – مع أن بعض الأعمال سنَّة – ؟ . وماذا تنصحونني به من كتب ومراجع علمية وتربوية ، بحيث إنني أزداد علماً شرعيّاً ومعرفة بالواقع التربوي ؟ .
أثابكم الله ، ونفع بعلمكم ، وأشهد الله على حبكم فيه .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولاً:
أحبك الله الذي أحببتنا من أجله ،
ونسأله تعالى أن يثيبك على ما تقدم من خير وعلم وتربية للطلاب ، وخاصة وهم في
المرحلة الابتدائية ، مرحلة التأسيس ، وسن الحفظ ، فاستثمار ذلك من خير ما ينشغل به
الدعاة والمصلحون .
وننصحك بنصيحة غالية من الشيخ محمد بن
صالح العثيمين رحمه الله موجهة لك ولأمثالك من معلمي التلاميذ في سن مبكرة ، إذ
يقول :
إن على المعلِّم أن يتقي الله تعالى في
نفسه ، وفيمن ولاَّه الله عليهم من التلاميذ ، وأن يحرص غاية الحرص أن يتمثل أمامهم
بالأخلاق حتى يكون قدوة صالحة ( ومن سنَّ في الإسلام سنّةً حسنة فله أجرها وأجر من
عمل بها إلى يوم القيامة ) – رواه مسلم – .
وإنني أقول للمعلِّمين : إن عند
التلاميذ ملاحظة دقيقة عجيبة على صغر سنِّهم ، إنَّ المعلم إذا أمرهم بشيء ثم رأوه
يخالفهم فيما أمرهم به : فإنهم سوف يضعون علامات الاستفهام أمام هذا المعلم ، كيف
يعلِّمنا شيئاً ويأمرنا به وهو يخالف ما كان يعلمنا ويأمرنا به ، لا تستهن يا
معلماً بالتلاميذ حتى ولو كانوا صغاراً ؛ فعندهم أمر الملاحظة من الأمور العجيبة .
” كتاب العلم ” ( ص 110 ) .
ثانياً:
المناهج التعليمية في المملكة العربية
السعودية قائمة على العلم الشرعي ، ومرجع المسائل المتبناة إلى الأدلة من الكتاب
والسنَّة ، والذي قام على تأليفها علماء ثقات أجلاء ، فلهذا ، ولكون الطلاب في
المرحلة الابتدائية ، ولكون المسائل من الفروع الفقهية ، ولكونها في غير الفرائض
والمحرمات : لا نرى لك أن تذكر شيئاً من المسائل مخالفاً لما هو عندهم في مناهجهم ؛
لما سيسببه ذلك من إرباك عندهم ، وخلط بين ما يسمعونه منك ، ويسمعونه من أستاذهم في
المدرسة ، وعقول هؤلاء في هذه السن لا تحتمل مثل هذا التضاد ، وليسوا هم على ضلال
حتى ترى أنه يجب عليك إخبارهم بما تتبناه من مسائل ، وليس ما تتبناه أصلاً من
اليقين الذي لا شك فيه أو خلاف حوله ، فنرى أنه يسعك عدم إخبارهم ما تراه مخالفاً
لما عندهم من المناهج ، وليس هذا من كتم العلم بحال ، بل هو من حسن الرعاية للناس ،
وسياسة أمورهم في العلم والدين ، ومراعاة أحوالهم ومصلحتهم .
ثالثاً:
إذا أردت الوصية بكتب علمية تزداد منها
علماً مؤصَّلاً : فعليك بكتب السلف الصالح من المتقدمين ، ونوصيك – على وجه الخصوص
– بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله ؛ ففيه خير عظيم وعلم نافع .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – وهو
الخبير بكتب الشيخين رحمهما الله – :
يجب على طالب العلم أن يحرص على الكتب
الأمهات الأصول دون المؤلفات حديثًا ؛ لأن بعض المؤلفين حديثًا ليس عنده العلم
الراسخ ، ولهذا إذا قرأت ما كتبوا تجد أنه سطحيّ ، قد ينقل الشيء بلفظه ، وقد
يحرِّفه إلى عبارة طويلة لكنها غثاء .
فعليك بالأمهات كتب السلف ؛ فإنها خير
وأبرك بكثير من كتب الخلف ؛ لأن غالب كتب المتأخرين قليلة المعاني ، كثيرة المباني
، تقرأ صفحة كاملة يمكن أن تلخصها بسطر أو سطرين ، لكن كتب السلف تجدها هينة ، لينة
، سهلة ، رصينة ، لا تجد كلمة واحدة ليس لها معنى .
ومِن أجلِّ الكتب التي يجب على طالب
العلم أن يحرص عليها : كتب شيخ الإسلام ابن تيمية ، وتلميذه ابن القيم ، رحمهما
الله .
” كتاب العلم ” ( ص 68 ، 69 ) .
وأما الكتب التربوية : فننصحك بالكتب
بما يأتي :
1. كتاب ” علم النفس الدعوي ” دراسات نفسية تربوية ، للدكتور عبد العزيز بن محمد
النغيمشي .
2. كتاب ” الدليل العملي للمعلمين
والمعلمات ” للدكتور راشد بن حسين العبد الكريم .
3. كتاب ” أسس التربية الإسلامية في
السنة النبوية
” للدكتور الدكتور عبدالحميد
الزنتاني .
4. كتاب ”
تربية المراهق في رحاب الإسلام ” محمد الناصر وخولة درويش .
والله أعلم
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟