تنزيل
0 / 0

تفضيل العمال الكفار على العمال المسلمين

السؤال: 146560

ما حكم من يعقد مقارنة بين العمال من المسلمين وغير المسلمين فيقول : إن غير المسلمين هم من أهل الأمانة ، وأستطيع أن أثق فيهم ، وطلباتهم قليلة ، وأعمالهم ناجحة ، أما أولئك فهم على العكس تماماً؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

“هؤلاء ليسوا بمسلمين على الحقيقة ، هؤلاء يدَّعون الإسلام ، أما المسلمون في الحقيقة فهم أكثر أمانة وأكثر صدقاً من الكفار ، وهذا الذي قلته غلط لا ينبغي أن تقوله ، والكفار إذا صدقوا عندكم وأدوا الأمانة حتى يدركوا مصلحتهم معكم ، وحتى يأخذوا الأموال عن إخواننا المسلمين ؛ فهذه لمصلحتهم ؛ فهم ما أظهروا هذا لمصلحتكم ولكن لمصلحتهم هم ، حتى يأخذوا الأموال وحتى ترغبوا فيهم .

فالواجب عليكم ألا تستقدموا إلا الطيبين من المسلمين ؛ وإذا رايتهم مسلمين غير مستقيمين فانصحوهم ووجهوهم فإن استقاموا وإلا فردَّهم إلى بلادهم واستقدموا غيرهم ، وطالبوا الوكيل الذي يختار لكم أن يختار الناس الطيبين المعروفين بالأمانة ، المعروفين بالصلاة ، المعروفين بالاستقامة ؛ لا يستقدم من هبّ ودب ، وكثير من الناس يدَّعي الإسلام وهو كافر ليس بمسلم كالمنافقين .

ولكن أنتم أرباب الأعمال عليكم أن تستقدموا الطيبين ، وألا تغتروا بهؤلاء الكفرة الذين يتصنَّعون عندكم ويُظهرون عندكم ما يرغِّبكم فيهم ، من أمانة وصدق ونحو ذلك ، فهذا لا ينبغي منكم بل إخوانكم المسلمين أولى بأموالكم وأولى بخدمتكم ، وإذا حصل منهم نقص فوجهوهم وعلموهم ولاحظوهم حتى يستقيموا .

وهذا لا شك أنه من خداع الشيطان ، أن يقول لكم : إن هؤلاء الكفار أحسن من المسلمين ، أو أكثر أمانة أو كذا أو كذا ؛ كله لما يعلمه عدو الله وجنوده من الشر العظيم في استقدام الكفرة واستخدامهم بدل المسلمين ؛ فلهذا يُرغِّب فيهم ويزين لكم استقدامهم حتى تدعوا المسلمين ، وحتى تستقدموا أعداء الله ، إيثاراً للدنيا على الآخرة ولا حول ولا قوة إلا بالله .

وقد بلغني عن بعضهم أنه يقول : إن المسلمين يُصلُّون ويعطلون الأعمال بالصلاة ، والكفار لا يصلون حتى يأتوا بأعمال أكثر . وهذا أيضاً من جنس ما قبله ، ومن البلاء العظيم ؛ أن يعيب المسلمين بالصلاة ويستقدم الكفار لأنهم لا يصلون ، فأين الإيمان؟ وأين التقوى؟ وأين خوف الله؟ أن تعيب إخوانك المسلمين بالصلاة ! نسأل الله السلامة والعافية” انتهى .

سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله

“فتاوى نور على الدرب” (1/295 ، 296) .

المصدر

سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله "فتاوى نور على الدرب" (1/295 ، 296)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android