0 / 0

يريد الزواج من فتاة شيعية تائبة، وأهله يرفضون بشدة

السؤال: 147688

أنا ولله الحمد أنعم الله علي بنعمة الإسلام ، وهداني لطريق الحق ، وبفضله تعالى لقد قررت الزواج بامرأة شيعية ، ولكن بفضل الله قد غيرت مذهبها وتسننت بقناعة تامة ، وبعد فترة قررت الزواج منها ، ولكن للأسف الشديد تعرضت للرفض الشديد من أهلي بحجة أن أهل الفتاة شيعة ومشككين بمصداقية تسننها ، مع العلم بأنها تصلي مثلنا ، وتمارس حياتها الدينية بأكمل وجه طبقاً لأحكام مشايخنا الأفاضل ، والكتب التي تقرأها ، وهي تواجه مشاكل مع أهلها بسبب تحولها ، ولكنها صابرة ، وتريد الزواج برجل سني .

فما الحل لأقنع أهلي بالموافقة على الزواج منها ؟
مع العلم أن أهلي مقتنعين منها ولكن متخوفين من فكرة أن أهلها شيعة .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

من خصال الإيمان : إعانة المسلم على الثبات على دينه ، ونصرته وإعانته على طاعة الله تعالى وتقواه ، عملاً بقوله تعالى : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ) المائدة/2 .
والذي يظهر من حديثك عنها : أنها صادقة في تحولها إلى السنة ، وقد أحسنت في فكرة زواجك منها .
ولكن ها هنا أمور لا بد من التبيه عليها :
أولا :
يجب الحذر كل الحذر مما قد يفتحه الشيطان من أبواب الفتنة ، بدعوى إعانة المسلمة في دينها ، والحرص على هدايتها وثباتها ، فقد يجرك الشيطان بذلك إلى الوقوع في الحرام ، كالاتصال بها أو لقائها والجلوس معها والخلوة بها ….. إلخ .
قال الحسن بن صالح رحمه الله : ” إن الشيطان ليفتح للعبد تسعة وتسعين بابا من الخير يريد بها بابا من الشر” انتهى من ” سير أعلام النبلاء ” (7/369) .
ثانيا :
رفض أهلك الشديد لزواجك منها بسبب أن أهلها شيعة ، قد يكون له ما يبرره ، فإن المصاهرة علاقة وطيدة كالنسب ، فلا بد أن يكون بين الأسرتين تداخل ومحبة وود واتصال ، ولا يمكن ذلك إذا كان الأصهار شيعة متعصبين .
ولكن مما يخفف حدة المشكلة أن أهلك مقتنعون بالفتاة نفسها ، وإذا وافق أهلها على زواجك منها ، مع علمهم بأنك تخالفهم في المذهب ، فهذا يدل على أنهم ليسوا متعصبين لمذهبهم ، ولا يعادون أهل السنة ، وهذا يعني : إمكان التحاور والنقاش معهم وجذبهم إلى السنة شيئاً فشيئاً ، أو على الأقل يمكن إقامة علاقة مبنية على المحبة والاحترام المتبادل ، وذلك إذا رأيت منهم إصراراً على البقاء على مذهبهم ، أو تخوفاً من الانتقال إلى مذهب أهل السنة .
وما داموا غير متعصبين فإن ذلك ليس بالأمر المستحيل المتعذر ، بل ذلك ممكن بتوفيق الله تعالى لك إلى الأسلوب الحسن معهم والحكمة .
ويمكن الاستعانة بذوي الرأي والمشورة من أهل العقل والحكمة من المعارف والأقارب لتدارس الأمر مع الأهل في جو من الصفاء والروية .
مع بيان أنه لا ذنب لها في كون أهلها من الشيعة ، ومتى كانت صادقة في انتقالها إلى مذهب أهل السنة فالله تعالى سيعينها وينصرها ويثبتها ، وهذه سنة الله في خلقه ، قال الله تعالى : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) الطلاق/2، 3.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android