أخوه شاذ ، فما هي مسئوليته تجاهه ؟!
السؤال: 147901
أعتقد أن أخي شاذ ، وأقول هذا بسبب أحاديثه ، وطريقة
تصفيفه لشعره ونوع ملابسه التي يرتديها ، والأشياء التي يهتم بها
، وذات مرة استخدمت ذاكرة البيانات الخاصة به (USB) ورأيت أفلاما
جنسية ، فوجدته جماعا من الدبر ، ولا أدري إن كان بين رجلين ،
لأنني أغلقت بسرعة ، وحذفت الملف ، ولقد كنت أسأله عنها وكان يقول
إنه لا يدري أين هي ، ولكنني في النهاية وجدتها في غرفته ، كما
أنني فحصت جهاز الكمبيوتر الخاص به فوجدته يدخل علي مواقع للشواذ
في البلد التي يدرس فيها. وسؤالي هو : هل علي أن أنصحه وأحذره من
سوء عاقبة هذا الذنب ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا :
إن الشذوذ ، سواء كان في الرجال في النساء ، هو من أقبح
ما يبتلى العبد به من الفواحش والمنكرات ، وأشنعها عارا لصاحبها
في الدنيا والآخرة ، حتى قال ابن القيم رحمه الله في شأن من يبتلى
بها : إنه يَفسد فساداً لا يرجى له بعده صلاح أبداً ، ويَذهب
خيرُه كله ، وتمص الأرضُ ماء الحياء من وجهه ، فلا يستحي بعد ذلك
لا من الله ، ولا من خلقه !!
بل إن الله تعالى دمر قرية بأكملها على أهلها ، وهي قرية
قوم لوط ، لأجل هذه الفاحشة .
وينظر جواب السؤال رقم (10050) ، ورقم (38622) ورقم (20068) .
والواجب عليك تجاه أخيك أن تعرفه ما فيه هذه القاذورة من
عار الدنيا والآخرة ، وفساد الدين والدنيا على صاحبها ، وهوانه
على الله وعلى الخلق باستمرائه لها ، ومضيه فيها ، وتخوفه عاقبتها
، وحكم صاحبها في الشرع .
ثم عليك أن تغلق عنه كل سبيل يسهل له هذه الفاحشة ، أو
يدعوه إليها ، وإذا أمكنك أن تنقله من موضع الدراسة الذي يذهب فيه
، وبدأ يعرف مواقع الشواذ فيه ، فافعل ، وإن كان هو تحت ولايتك
ومسئوليتك ، فامنعه من ذلك بكل سبيل تستطيعه ، واعلم أنك مسئول
عنه ، ما دام في رعايتك ، وتحت سلطانك .
بل لو لم يكن هذا المبتلى أخا لك ، أو لم يكن لك عليه
سلطان : لكان الواجب عليك أن تسعى بكل ما تستطيع إلى إزالة هذا
المنكر الذي تراه ، وأن تمنع صاحبه منه ، وأن تناصحه في الله ،
وتخوفه من عقابه .
روى مسلم في صحيحه (70) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله
عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا
فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ
فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ
الْإِيمَانِ ) .
وينظر للأهمية جواب السؤال رقم (52893) ، ورقم (39357) .
ثانيا :
إن هذه المؤشرات التي تراها في مظهر أخيك ، من ملبس ،
ومظهر خارجي ، وطريقة في الكلام ، كل هذا من المنكرات ، وهي سبيل
إلى اللواط والفواحش ، حتى ولو لم تعلم أن أخاك قد وقع في ذلك
فعلا ؛ فكيف لو ظهر عليه ما يدل على أن وقع في ذلك .
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : ( لَعَنَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُخَنَّثِينَ
مِنْ الرِّجَالِ وَالْمُتَرَجِّلَاتِ مِنْ النِّسَاءِ ، وَقَالَ :
أَخْرِجُوهُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ ) . رواه البخاري (5436) .
قال المباركفوري رحمه الله :
” أَيْ : الْمُتَشَبِّهِينَ بِالنِّسَاءِ فِي الزِّيِّ
وَاللِّبَاسِ وَالْخِضَابِ وَالصَّوْتِ وَالصُّورَةِ
وَالتَّكَلُّمِ وَسَائِرِ الْحَرَكَاتِ وَالسَّكَنَاتِ … ؛
فَهَذَا الْفِعْلُ مَنْهِيٌّ لِأَنَّهُ تَغْيِيرٌ لِخَلْقِ
اللَّهِ .
قَالَ النَّوَوِيُّ : الْمُخَنَّثُ ضَرْبَانِ أَحَدُهُمَا
: مَنْ خُلِقَ كَذَلِكَ وَلَمْ يَتَكَلَّفْ التَّخَلُّقَ
بِأَخْلَاقِ النِّسَاءِ وَزِيِّهِنَّ وَكَلَامِهِنَّ
وَحَرَكَاتِهِنَّ وَهَذَا لَا ذَمَّ عَلَيْهِ وَلَا إِثْمَ وَلَا
عَيْبَ وَلَا عُقُوبَةَ لِأَنَّهُ مَعْذُورٌ .
وَالثَّانِي : مَنْ يَتَكَلَّفُ أَخْلَاقَ النِّسَاءِ
وَحَرَكَاتِهِنَّ وَسَكَنَاتِهِنَّ وَكَلَامَهُنَّ وَزِيَّهُنَّ ،
فَهَذَا هُوَ الْمَذْمُومُ الَّذِي جَاءَ فِي الْحَدِيثِ لَعْنُهُ
” انتهى .
نسأل الله أن ييسر لك أمرك ، وأن يصلح أخاك ، ويعنيك على
تأديبه .
والله أعلم .
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
![answer](/_next/image?url=%2F_next%2Fstatic%2Fmedia%2Fanswer.91a384f1.png&w=64&q=75)
موضوعات ذات صلة