0 / 0
19,28525/04/2010

طالب يدرس الفلسفة في مرحلة البكالوريا ، ويخشى منها على عقيدته ؟!

السؤال: 148102

أنا طالب بكالوريا أدبي ، من سوريا ، أدرس مادة الفلسفة ، ولكن أجدها أحياناً مخالفة للشريعة الإسلامية ، لدرجة أني أصبحت أشك بإسلامي !!
وما رأيك بالمعتزلة ، الذين هم ضمن مناهجنا ؟ ماذا أفعل ؟ أرجو أن ترد علي بأسرع وقت ممكن ؟ .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :

إن غالب الفلسفة التي تدرس مخالفة لدين الإسلام ، بل لسائر ما نزل من السماء من كتب ، وما بعثه الله من رسل ، فعامتها مبنية على الشرك بالله جل جلاله ، كما هو معروف من حال معلمهم وأستاذهم وأعظم متقدميهم : أرسطو الذي ” كان مشركا ؛ بأدق معنى لكلمة مشرك!! ” ، كما في ” تاريخ الفلسفة اليونانية ” ليوسف كرم ـ النصراني ـ (180) .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

” وأما كتب الفلسفة فبالباطل غالب عليها بل الكفر الصريح ” انتهى .

“شرح العقيدة الأصفهانية” (61) .

وهكذا المذاهب الفسلفية المعاصرة ، المستوردة من أوروبا والغرب ، فهي ليست بأفضل حالا ، ولا أهدى سبيلا من فلسفة أرسطو وأتباعه من الإسلاميين ، كالكندي ، والفارابي ، وابن سينا ، وأشباههم .

ولذلك : يحرم على من لم يكن من أهل العلم والفطنة لما في هذه الفلسفة أن يتعرض لدراستها ، أو النظر في كتبها ، خشية أن يقع في قلبه شيء من شبهاتها ، وتشكيكاتها ، فتفسد عليه دينه ، من حيث لا يدري .

وأما إن كان من أهل العلم والديانة ، وله تخصص بالفلسفة ، ومعرفة بضلالها ، وانحرافها عن الدين : فلا بأس أن يدرسها ، ليرى ما فيها ، ويميز بين حقها وباطلها ، ويحذر المسلمين من الاغترار بها ، أو ينبههم لما فيها من زيغ وانحراف .

سئلت اللجنة الدائمة :

“هل دراسة الفلسفة والمنطق والنظريات التي فيها استهزاء بآيات الله يحل الجلوس في أماكن دراستها، وهل هذا يدخل ضمن الآية الكريمة: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ ” .

 فأجابت :

”  إذا كان عالما واثقا من نفسه لا يخشى الفتنة في دينه من قراءتها ، ولا من مجالسة أهلها ، وقصد بقراءتها الرد على ما فيها من باطل – نصرةً للحق – : جاز له دراستها لذلك ، وإلا حرم عليه دراستها ومخالطة أهلها ؛ بعدا عن الباطل وأهله ، واتقاء للفتنة ” انتهى .

“فتاوى اللجنة الدائمة” (2/61) .

وينظر جواب السؤال رقم (88184) .

وبخصوص مشكلتك أنت : فإن كنت في مرحلة دراسية تسمح لك بالتحويل إلى شعبة أخرى ، لا تضطر فيها إلى دراسة الفلسفة ، وكان ذلك ممكنا لك ، مناسبا لقدراتك : فغير مسار دراستك ، وانشغل بشيء ينفعك ، وتأمن فيه من ضرره على دينك .

وإن لم يكن ذلك ممكنا لك : فاستعن بالله ، وأكمل دراستك التي أنت مكره عليها ، مع الحذر على نفسك وقلبك أن يقع فيه شيء من ضلال القوم ، أو شركهم ، بل اجعل ما تسمع منهم دبر أذنيك ، واجعل حظك منه فقط حاجة الدارسة .

ولو أمكنك أن تتواصل مع أحد من أهل العلم ، أو الطلاب المجتهدين من حولك ، لتعرض عليه ما تلقاه من مشكلات في دراستك ، أو تدرس معه العقيدة الصحيحة دراسة منهجية ، لتساهم في دفع الشبهات عنك ، وتثبيت أصول اعتقادك ، إن كان ذلك ممكنا ، فهو الواجب عليه فعله .

واعلم أن أعظم ما يعينك في هذا الطريق : أن تلازم تقوى الله تعالى ، وأن تجتهد في الطاعات ، وملازمة الجماعات ، والإكثار من تلاوة القرآن ، والمواظبة على الأذكار في كل حين ؛ فإن ما تراه وتسمعه من ضلال القوم وشبهاتهم ، هو من وساوس الشياطين ، والشيطان وسواس خناس ؛ إذا ذكر الله خنس ، أي : اختفى وتوارى ، وإذا غفلت عن ذكره وسوس لك ، هذا كله مع التسلح بما تحتاجه من العلم النافع ، والاعتقاد الصحيح ، كما سبق ذكره .

ثانيا :

المعتزلة هي واحدة من أشهر فرق أهل البدع ، الذين خالفوا أهل السنة في أصول كثيرة من أصول الاعتقاد ؛ فبنوا مذهبهم على نفي صفات الله الواردة في الكتاب والسنة ، ونفي رؤية العباد لربهم في الجنة ، ونفي علو الله على خلقه ، أو كونه في سمائه ، ونفي قدر الله الشامل لطاعة العباد ومعاصيهم ، وحكموا بالخلود في النار على مرتكب الكبيرة .. ، إلى آخر بدعهم التي عرفوا بها عند أهل العلم ، وردها عليهم أهل السنة في كثير من كتبهم .

ويمكن الوقوف على تعريف مبسط للمعتزلة ، وأهم أصولهم في كتاب “الموسوعة الميسرة للفرق والأديان المعاصرة” (1/63-75) .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android