0 / 0

حكم مشاركة المسلمين في العيد الهندوسي ” الهولي ” !

السؤال: 148544

هل ينبغي على المسلمين اللعب بالألوان في ” عيد الهولي ” الهندي ؟ .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً:

العيد الوارد ذِكره في السؤال هو عيد الهندوسيين ، وتبعهم عليه آخرون كالسيخ والبوذيين وغيرهم ، ويطلق عليه ” عيد الهولي ” ، كما يُطلق عليه ” عيد الألوان ” لما يكون فيه من تلوين أنفسهم وغيرهم بألوان مختلفة حتى تصير أشكالهم غاية في البشاعة ، وتُلقى تلك الملابس الملونة بعدها لصعوبة رجوعها كما كانت ، كما يطلق عليه ” مهرجان الربيع ” بسبب توقيته عندهم حيث يكون في بداية فصل الربيع ، وتحديداً عند اكتمال القمر ، وقبل اكتماله يقومون بإشعال النيران لاعتقادهم أنهم بذلك يقضون على الأرواح الشريرة ! ومنهم من يحرق بجمر تلك النار أجزاء من بيوتهم لطرد الشرِّ عنها ! كما يحتفظون برماد ذلك النار لدفع الأسقام عن أجسادهم ! .

وهو عيد ديني في الأصل ويعتقد أهله – الهندوس – أنه تمَّ في أيامه القضاء على آلهة الشرِّ من قبَل آلهة الخير ! وهذا جزء من دينهم القائم على الخرافات وعبادة الأصنام ، ومع اللعب بالألوان والرقص والغناء يكون توزيع الحلويات ، ويهنئون بعضهم بعضاً بلفظ ” عيد هولي سعيد ” ! .

وكلمة ” الهولي ” تعني باللغة الإنجليزية : ” المقدَّس ” ومن الباحثين من يرى أن معناها عند الهندوس ” الحرق ” لأنهم يعتقدون أن النيران قد قضت على الشر وأهله ، وبكل حال فهو العيد المقصود في السؤال .

وينظر حول ذلك : ” الموسوعة العربية العالمية ” .

ثانياً:

دلَّت النصوص الصحيحة على تحريم المشاركة في مثل تلك الأعياد الدينية للكفار ، وعليه اتفقت أقوال المذاهب الأربعة وغيرهم .

وهذا التحريم الشديد هو لمجرد كفرهم بالله ، وكون هذه الأعياد من شعار كفرهم ذلك ؛ فكيف إذا كانوا معادين محاربين للمسلمين ، مجرمين في حقهم ؟!! هذا أدعى وأدعى للنفرة منهم ومن أعيادهم ودينهم جملة .

ومن تلك النصوص الدالة على التحريم:

1. أن الله تعالى ذَكر أنه من صفات المؤمنين أنهم لا يشهدون الزور ، وفي قول طائفة من المفسرين أن الأعياد الباطلة هي الزور ، أو أنها منها .

قال تعالى ( وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً ) الفرقان/ 72 .

قال ابن كثير – رحمه الله – :

وقال أبو العالية وطاوس ومحمد بن سيرين والضحاك والربيع بن أنس وغيرهم : هي أعياد المشركين .

” تفسير ابن كثير ” ( 6 / 130 ) .

وهذه الجملة ليست خبراً مجرَّداً بل هو خبر يراد منه الإنشاء ، وهو تحريم شهود ذلك الباطل والزور .

2. المشاركة في مثل تلك الأعياد تنبع من ود ومحبة لأولئك الكفار ، أو أنها تورِّث ودّاً ومحبة لهم ، وكلاهما خطر على اعتقاد المسلم الموحّد ، وهو منهي عن ذلك أشدَّ النهي .

قال تعالى : ( لاَ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ) المجادلة/ 22 .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – :

فأخبر سبحانه وتعالى أنه لا يوجد مؤمن يواد كافراً ، فمن وادَّ الكفار : فليس بمؤمن ، فالمشابهة الظاهرة مظنّة المودة فتكون محرمة ، كما تقدم تقرير مثل ذلك .

” اقتضاء الصراط المستقيم ” ( ص 222 ) .

3. أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من تشبه بالكفار فهو منهم ، وهو يقتضي تحريم المشابهة لهم قطعاً .

عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ ) .

رواه أبو داود ( 4031 ) وصححه الألباني في ” صحيح أبي داود ” .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – :

وهذا الحديث أقل أحواله أنه يقتضي تحريم التشبه بهم ، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم كما في قوله : ( وَمَنْ يَتَوَلَّهُم منْكُم فَإِنَّه مِنْهُمْ ) .

” اقتضاء الصراط المستقيم ” ( ص 83 ) .

ونكتفي بهذا القدر من الأدلة والأقوال على تحريم مشاركة المسلم في أعياد أولئك الهندوس الكفرة وغيرهم ، ولا ينبغي للمسلم تمكين أهله وأولاده من اللعب بالألوان في تلك الأيام ؛ لما ذكرناه من الأدلة المحرِّمة لأدنى مشاركة في احتفالات الكفار وأعيادهم الدينية ، مع ما فيها من اختلاط وموسيقى ورقص ، ولو كان ذلك العيد عند مسلمين لما كانت مشاركتهم فيه جائزة ؛ لكونه مبتدعاً ويشتمل على محرمات ، فكيف إذا كان من أعياد الكفار الدينية ؟! .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – :

“لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيء مما يختص بأعيادهم ، لا من طعام ولا لباس ولا اغتسال ولا إيقاد نيران ، ولا تبطيل عادة من معيشة أو عبادة أو غير ذلك ، ولا يحل فعل وليمة ولا الإهداء ولا البيع بما يستعان به على ذلك لأجل ذلك ، ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد ولا إظهار زينة “.

” مجموع الفتاوى ” ( 25 / 329 ) .

ونحيل لمن أراد الاستزادة في توكيد حرمة المشاركة في تلك الأعياد ومثيلاتها على أجوبة الأسئلة ( 947 ) و ( 97014 ) و ( 3325 ) و ( 10213 ) و ( 5219 ) و ( 1027 ) و ( 26804 ) و ( 59905 ) و ( 135119 ) .

وتجدون هنا طائفة من تلك الأجوبة وغيرها حول أعياد الكفار والمسائل المتعلقة بها .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android