سمعت كثيراً من الناس هنا في الهند يتناقلون هذه القصة عن بلال رضي الله عنه ، يقولون إن بعض الصحابة اشتكى من صوت بلال أو من نطقه في الأذان ، فطلبوا منه أن لا يؤذن لصلاة الفجر ، فأذّن شخص آخر ، ثم بعد ذلك حُبست الشمس فلم تطلع ، فقلق الناس من ذلك ، فذهبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه ، فقال لهم : إن الله أمر الشمس أن لا تطلع حتى يؤذن بلال .
فهل هذه القصة صحيحة ، وهل هناك مصدر صحيح معتمد ذكر هذه القصة ؟
لم يثبت أن الشمس حبست عن الإشراق حتى يؤذن بلال بن رباح
السؤال: 150738
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
لم يثبت أن الشمس حبست مكانها لأحد إلا لنبي الله يوشع بن نون عليه السلام ، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم نفى أن يكون وقع ذلك لأحد غير يوشع بن نون ، وذلك في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( غَزَا نَبِيٌّ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ … فَدَنَا مِنْ الْقَرْيَةِ صَلَاةَ الْعَصْرِ أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ لِلشَّمْسِ : إِنَّكِ مَأْمُورَةٌ وَأَنَا مَأْمُورٌ ، اللَّهُمَّ احْبِسْهَا عَلَيْنَا ، فَحُبِسَتْ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ ) رواه البخاري (3124) ومسلم (1747)
ولفظ طريق الإمام أحمد رحمه الله في ” المسند ” (14/65) :
( إِنَّ الشَّمْسَ لَمْ تُحْبَسْ لِبَشَرٍ إِلَّا لِيُوشَعَ لَيَالِيَ سَارَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ )
يقول الشيخ الألباني رحمه الله :
” فيه أن الشمس لم تحبس لأحد إلا ليوشع عليه السلام ، ففيه إشارة إلى ضعف ما يروى أنه وقع ذلك لغيره
ومن تمام الفائدة أن أسوق ما وقفنا عليه من ذلك … ”
وذكر الشيخ رحمه الله ما ورد من حبس الشمس لغير يوشع بن نون عليه السلام ، وبين عللها ، ثم قال :
” وجملة القول : أنه لا يصح في حبس الشمس أو ردها شيء إلا هذا الحديث الصحيح ” انتهى.
” السلسلة الصحيحة ” (رقم/202) .
والحاصل أننا لم نقف على أصل لقصة حبس الشمس عن الطلوع حتى يؤذن بلال ، لا في رواية صحيحة ، ولا ضعيفة ، بل ولا في حديث موضوع يعرف مخرجه .
والقول بمثل ذلك لا يجوز إلا بدليل صحيح ثابت ، وإلا فهو تخرص وقول على الله بغير علم.
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب