0 / 0

كيفية التصرف مع والد سيء الأخلاق ، وحكم الزواج من غير رضى الزوجة

السؤال: 152801

لقد توفيت أمي عني وأنا صغيرة ، وعشت عند أبي – وما أدراك ما أبي ؟ – للأسف أنه
ليس أهلا للرعاية ، فهو ممن ابتلوا بشرب الخمر – عافاه الله –، المهم مضت الأيام فزوجني أبي بشخص لا أعلم ما به ، فقط أراه فجأة يقفز متعلقا بالمروحة ! وكثيراً ما كان يضربني ويشتمني ، وإن ذهب بي إلى مكان – كسوق أو منزل أحد – ينساني هناك ، ولا يعود لي إلا بعد يومين أو ثلاثة ، المهم أنجبت منه ولداً ، ومع الأسف طلقت بعد ذلك ، وأدخلني أبي مستشفى للأمراض النفسية ، وفي يوم من الأيام إذ بأبي يأتيني ويقول : هيا يا ابنتي إن كنت تريدين ابنك الذي أخذه أبوه فتعالي معي ، سأذهب بك إلى شيخ فقط سيسألك أموافقة أنت أم لا ؟ وإن كنت تريدين ابنك فقولي : موافقة ، ووقعي على الورقة ، ذهبت – وما أدراك ما مشكلتي – خارجة من النفسية ، ملابسي كلها طين ، عباءتي صغيرة ، وإذا به بعد توقيعي يقول : اركبي هذه السيارة فهذا زوجك الجديد ! اذهبي معه .
المهم عشت مع زوجي فترة طيبة ، ولكن بعد فترة إذ بعمتي – سامحها الله – تتصل بزوجي وتقول له : مالك في هذه المجنونة ، سيئة الأخلاق ، سمعتها ساقطة ، صاحبة رجال ، وهكذا فبدأ زوجي بين مد وجزر ، يرى تصرفاتي فلا يصدق ، ويتذكر كلامها فيشك .
السؤال :
أنا لدي ابنتان ، ومصابة – والحمد لله على قضاء الله وقدره – بتكسر من
نوع ” الثلاسيميا ” و ” رماتيزيوم في القلب ” و ” ورم بالرحم ” ، والدي على ما هو عليه إلى
الآن من شربه ، وعدم خوفه من الله ، ويعيش عند جدتي وحوله عماتي وأعمامي الذين حاولوا هدم حياتي ، ولكن زوجي جاءني قائلاً : لعل ما بك من بلاء بسبب قطعك أبيك ، ولكن وضعني بين مأزقين ، وقال : تريدين زيارته اذهبي له ، ولكن إن جاءني وزارني ، أو قال : سلفني فلوس ، أو دق الهاتف عليَّ : يأخذ ابنته أبرك ؛ لأنه لا يشرفني .
سؤالي : هل في عدم وصلي لأبي إثم ؟ علماً أني قاطعة له منذ ست سنوات ، ولم يحاول السؤال عني ، وزوجي هذا بصراحة هو أبي وأمي وأهلي ، وإن حصل وطلقني فلا ملجأ لي سوى الشارع ، وأنا أعيش لديه مستورة آكل ، وأشرب ، وأربي ابنتي ، وجزاه
الله خيراً ، صابراً على مرضي ، ويذهب بي للعلاج كلما جاءتني النوبة .
أفتوني يا شيخ فإني محتارة ، راجية دعاءكم بالفرج .
وجزاكم الله خيراً .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً:
قصتك فيها كثير مما يجب التنبيه عليه ، وذِكر حكمه ، والنصح في شأنه ، ولا ندري كيف نبدأ ومن أين نبدأ ، فالمآسي كثيرة ، والأحكام متشعبة ، ونسأل الله أن يشفيك ، ويعافيك ، وأن يهدي والدك للحق ، وأن يوفق زوجك لما يحب ويرضى ، ونحن هنا نوجه له الشكر على تحمله لكِ ولبلائك ، ونسأل الله أن يكتب له الأجر والمثوبة .

ثانياً:
لا يجوز لأحدٍ من الأولياء أن يزوج موليته – ابنة كانت أو أختاً – رغماً عنها ، فرضى الزوجة شرط من شروط صحة النكاح – إلا أن تكون صغيرة دون البلوغ ، ويكون الولي هو الأب الثقة العدل – .
وقد أعطت الشريعة الحق للمرأة في أن تقبل أو ترفض من يتقدم لخطبتها ، وإذا زوَّجها وليها رغماً عنها : فالعقد متوقف عليها في إنفاذه أو إبطاله ، سواء كانت بِكراً أم ثيباً ، فإن رضيت بهذا التزويج ولم ترفع أمرها للقضاء الشرعي : فالعقد نافذ ؛ لأنه يدل على رضاها وقبولها ، وإن لم تقبل بالعاقد عليها زوجاً ، ورفعت أمرها للقضاء ، وأرادت فسخ ذلك العقد : كان لها ما أرادت ، ويُفسخ العقد ، ولا يحل لها ذلك الرجل زوجاً .
ولا إشكال في صحة زواجك الحالي ، ما دمت قد رضيت به ، وتريدين الحفاظ عليه .
وينظر جواب السؤال رقم (105301) .

ثالثاً:
الواجب على الزوج أن لا يلتفت إلى ما قالته تلك العمَّة النمامة ، أصلحها الله ، وكفاك شرها ، وليتأمل فيما يجب عليه تجاه النميمة والنمامين :
قال النووي – نقلا عن أبي حامد الغزالي – رحمهما الله – :
وكل من حُملت إليه نميمة ، وقيل له : فلان يقول فيك ، أو يفعل فيك كذا : فعليه ستة أمور :
الأول : أن لا يصدِّق ؛ لأن النمَّام فاسق .
الثاني : أن ينهاه عن ذلك ، وينصحه ، ويقبح له فعله .
الثالث : أن يبغضه في الله تعالى ؛ فإنه بغيض عند الله تعالى ، ويجب بغض مَن أبغضه الله تعالى .
الرابع : أن لا يظن بأخيه الغائب السوء .
الخامس : أن لا يحمله ما حكي له على التجسس ، والبحث عن ذلك .
السادس : أن لا يرضى لنفسه ما نهى النمام عنه ، فلا يحكي نميمته عنه ، فيقول : فلان حكى كذا ، فيصير به نمَّاماً، ويكون آتياً ما نهى عنه .
” الأذكار ” ( 275 ) .

رابعاً:
لزوجك الحق في منعه من دخول بيته ، أو من ذهابك إليه ، إذا كان حاله هو ما ذُكر في السؤال ، ويكون لزوجك عذره في ذلك ، ونرى أن تغير حال والدك ستتغير معه نظرة زوجك له ، وموقفه منه .
والذي نراه لك في مسألة صلة والدك وزيارته أن تنظري إلى أمرين : الأمر الأول هو رضا زوجك بذلك ؛ فاسأليه عن ذلك بكل صراحة ؛ فإن لم يكن راضيا تماما ، فليس لك أن تزوريه مع عدم رضا زوجك .
والأمر الثاني : أن تنظري فيما سيترتب على هذه الزيارة ؛ فإن كان يغلب على ظنك أن ذهابك إليه ، سوف يترتب عليه أن يأتي هو إليك ، أو يحاول الاتصال بزوجك ، أو نحو ذلك مما يغضب زوجك عليك ، فلا تذهبي إليه ـ أيضا ـ وليس عليك في هذا بأس ، إن شاء الله.
فإن ساعدتك الظروف على زيارة والدك ، فحاولي أن تزوريه بعيدا عن عماتك ، إذا أمكنك ذلك ، وحاولي أن تقطعي عنهم كل سبيل لزيارتك ، أو الاتصال بزوجك .

نسأل الله أن يفرج كربك ، ويلهمك رشدك ، ويصلح لك زوجك .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android