تنزيل
0 / 0

هل يجوز أن يقال للداعي : ربنا يسمع منك ؟

السؤال: 153993

انتشر بيننا قول ( ربي يسمع منك ) عند دعائي لشخص ما بما يتمناه
مثلا : يتمنى هذا الشخص أن ينجح فاقول له : ربي يوفقك وتنجح
فيرد علي : آمين ، ربي يسمع منك ! فهل يجوز هذا القول ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
صفة السمع صفة ثابتة للرب تعالى بالكتاب والسنة والإجماع ، والسمع الذي اتصف به
الرب عز وجل ينقسم إلى قسمين : سمع إدراك وإحاطة , وسمع إجابة وقبول .
قال شيخ الإسلام رحمه الله :
” وَكَذَلِكَ سَمْعُهُ لِكَلَامِهِمْ يَسْمَعُ كَلَامَهُمْ كُلَّهُ مَعَ اخْتِلَافِ
لُغَاتِهِمْ وَتَفَنُّنِ حَاجَاتِهِمْ ؛ يَسْمَعُ دُعَاءَهُمْ سَمْعَ إجَابَةٍ
وَيَسْمَعُ كُلَّ مَا يَقُولُونَهُ سَمْعَ عِلْمٍ وَإِحَاطَةٍ ، لَا يَشْغَلُهُ
سَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ وَلَا تُغَلِّطُهُ الْمَسَائِلُ وَلَا يَتَبَرَّمُ بِإِلْحَاحِ
الْمُلِحِّينَ ” انتهى .
“مجموع الفتاوى” (5 /480)

فمن النصوص التي ذكر فيها سمع الإحاطة
:
قول الله عز وجل :
( سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ
مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ ) الرعد/10
وقوله سبحانه : ( قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) الأنبياء/ 4
وروى النسائي (3460) عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ : ” الْحَمْدُ
لِلَّهِ الَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ الْأَصْوَاتَ ، لَقَدْ جَاءَتْ خَوْلَةُ إِلَى
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَشْكُو زَوْجَهَا فَكَانَ
يَخْفَى عَلَيَّ كَلَامُهَا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( قَدْ سَمِعَ
اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ
وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ) الْآيَةَ . صححه الألباني في “صحيح النسائي”
وهو في “صحيح البخاري” معلقا (7386)

ومن النصوص التي ذكر فيها سمع الإجابة
:
قول الله تعالى : ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ
وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )
البقرة/127 ، وقوله تعالى : ( إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي
نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ
السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) آل عمران/ 35 ، وقال تعالى : ( فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ
فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) يوسف/ 34
وروى مسلم (404) عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قال : إِنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَنَا فَبَيَّنَ لَنَا
سُنَّتَنَا وَعَلَّمَنَا صَلَاتَنَا فَقَالَ : ( إِذَا صَلَّيْتُمْ فَأَقِيمُوا
صُفُوفَكُمْ ثُمَّ لْيَؤُمَّكُمْ أَحَدُكُمْ فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا …
الحديث ، وفيه ( وَإِذَا قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فَقُولُوا
اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ يَسْمَعُ اللَّهُ لَكُمْ )
قال النووي رحمه الله :
” وَمَعْنَى ( سَمِعَ اللَّه لِمَنْ حَمِدَهُ ) أَيْ : أَجَابَ دُعَاء مَنْ
حَمِدَهُ . وَمَعْنَى ( يَسْمَع اللَّه لَكُمْ ) يَسْتَجِبْ دُعَاءَكُمْ ” انتهى .

والسمع المذكور في السؤال هو من هذا
النوع الثاني ؛ فمراد القائل لمن دعا : الله يسمع منك ، ونحو ذلك ، أي : الله
يستجيب لك ؛ وإلا فكل مؤمن يعلم أن الله تعالى يسمع قوله سمع العلم والإحاطة .
وعلى ذلك فلا حرج على من قال ذلك ، أو دعا به .
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله من الدعاء الذي لا يسمع :
عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( اللهمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْأَرْبَعِ :
مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا
تَشْبَعُ ، وَمِنْ دُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ ) رواه الإمام أحمد وأصحاب السنن .
والمراد بها الدعوة التي لا يستجاب لها ، كما في رواية مسلم ـ من حديث زيد بن أرقم
ـ (2722) لهذا الدعاء : ( وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا ) .

والله أعلم .
راجع للاستزادة إجابة السؤال رقم : (126406)

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android