0 / 0

حديث (لا تصلوا علي الصلاة البتراء) لا يثبت

السؤال: 154011

ما صحة الحديث : ( لا تصلوا علي الصلاة البتراء ) ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
لم يثبت حديث حول ” الصلاة البتراء ” ، وإنما هو من الأحاديث المكذوبة المنتشرة في كتب الشيعة وليس لها أصل في كتب الحديث والأثر .
يقول الإمام السخاوي رحمه الله :
” ويروى عنه صلى الله عليه وسلم – مما لم أقف على إسناده – : ( لا تصلوا علي الصلاة البتراء . قالوا : وما الصلاة البتراء يا رسول الله ؟ قال : تقولون اللهم صل على محمد ، وتمسكون ، بل قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ) أخرجه أبو سعد في شرف المصطفى ” انتهى من “القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع” (ص/121) .
وذكره العلامة ابن حجر الهيتمي رحمه الله في “الصواعق المحرقة” (2/430) بصيغة التضعيف ” يُروى ” دون عزوه إلى شيء من كتب السنة .
ويقول الشيخ عثمان الخميس حفظه الله – في رده على التيجاني زعمه أن هذا الحديث مجمع عليه – : ” ما أجرأ التيجاني على الكذب ! وقد رجعت إلى كتب التفسير ، فلم أجد أحدا ذكر هذا الحديث ، أما الصلاة البتراء فهي من كذبات التيجاني ، ولم يذكرها أحد من المفسرين الذين رجعت إلى كتبهم ، وهم الطبري ، وابن العربي ، والقرطبي ، والنسفي ، والشوكاني ، وابن الجوزي ، وابن تيمية ، وابن عطية ، والنسائي ، والسيوطي ” انتهى من “كشف الجاني في الرد على التيجاني” (ص/59-60) طبعة دار الأمل – القاهرة .
وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله :
” ما هي الصلاة البتراء التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم ؟
فأجاب بقوله : ” لا أذكر في هذا حديثا صحيحا ، بارك الله فيكم ” انتهى نقلا من موقعه على هذا الرابط :
http://www.binbaz.org.sa/mat/17505

ثانيا :
الصلاة على آل النبي صلى الله عليه وسلم – في غير الصلاة – مستحبة وليست واجبة ، إذ لم يرد دليل على الوجوب ، وقد نقل بعضهم الإجماع على ذلك – كما في ” جلاء الأفهام ” (ص/547) طبعة مَجمع الفقه.
لأن أكثر الأحاديث الواردة في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيها ذكر الآل .
يقول ابن حجر الهيتمي رحمه الله : ” إنها – يعني الصلاة على الآل – مستحبة عليهم بالنص ” انتهى من “تحفة المحتاج” (1/27) .
وعلق العبادي في الحاشية بقوله :
” ترك الصلاة على الآل والصحب : لا حرج في ذلك ولا كراهة ” انتهى بتصرف يسير.
والصلاة الكاملة على النبي صلى الله عليه وسلم هي التي يجمع فيها المسلم بين الآل والصحب والأزواج والذرية .
يقول الإمام الشافعي رحمه الله :
” إني لأحب أن يدخل مع آل محمد صلى الله عليه وسلم أزواجه وذريته ; حتى يكون قد أتى ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ” انتهى من ” أحكام القرآن ” (1/73) .
فترك ذكر الآل والأصحاب ، مع ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة عليه ، ليس محرما يأثم العبد لأجله ، وإن كان قد فاته الكمال في ذلك ، وترك الأفضل المستحب .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android