ما شرح قوله صلى الله عليه و سلم “ما أذن الله لشئ ما أذن للنبى حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به”
شرح حديث \”ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت\”
السؤال: 155027
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
هذا الحديث رواه البخاري (6989) ومسلم (1319) واللفظ له عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ ، يَجْهَرُ بِهِ) .
والأَذَن : الاستماع .
والمعنى : ما استمع الله لشيء كسماعه لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به .
قال أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله : “يعني : ما استمع الله لشيء كاستماعه لنبيٍ يتغنى بالقرآن ، حدثنا حجاج عن ابن جريج عن مجاهد في قوله تعالى : (وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ) قال : سمِعَتْ . أو قال : استمعت . شكَّ أبو عبيد . يُقال : أذنتُ للشيء ءآذَنُ له أذَناً : إذا استمعتُه…” انتهى من “غريب الحديث” (1/ 282) .
وقال البغوي رحمه الله : ” قوله (ما أذِنَ الله لشيءٍ كأَذَنِه) يعني : ما استمع الله لشيء كاستماعه ، والله لا يشغله سمع عن سمع ، يقال : أذِنْتُ للشيء آذَنُ أذَناً : إذا سمعت له ” انتهى من “شرح السنة” (4/ 484).
وقال ابن كثير رحمه الله : ” ومعناه أنَّ الله تعالى ما استمع لشيء كاستماعه لقراءة نبي يجهر بقراءته ويحسنها ، وذلك أنه يجتمع في قراءة الأنبياء طيب الصوت لكمال خلقهم وتمام الخشية ، وذلك هو الغاية في ذلك ، وهو سبحانه وتعالى يسمع أصوات العباد كلهم برهم وفاجرهم ، كما قالت عائشة رضي الله عنها : سبحان الذي وسع سمعه الأصوات ، ولكن استماعه لقراءة عباده المؤمنين أعظم ؛ كما قال تعالى : ( وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ) الآية ، ثم استماعه لقراءة أنبيائه أبلغ ؛ كما دل عليه هذا الحديث العظيم ، ومنهم من فسر الأذَن هاهنا بالأمر، والأوَّل أولى ؛ لقوله : ( ما أذِنَ الله لشيءٍ كأَذَنِه لنبي يتغنى بالقرآن ) أي يجهر به ، والأذَن : الاستماع ؛ لدلالة السياق عليه ” انتهى من “فضائل القرآن” ص114 .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب