تنزيل
0 / 0

أحاديث ضعيفة تدل على رفع اليدين بالدعاء بعد صلاة الفريضة

السؤال: 155350

قرأت فتاوى
على موقعكم تقول ببدعة أن يرفع الشخص يديه بالدعاء بعد الصلاة ، ولكن بعد البحث
المتعمق في هذا الموضوع وجدت الأحاديث التالية :

1- عن أنس عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قال : ( ما من عبد بسط كفيه في دبر كل صلاة ثم يقول : اللهم إلهي وإله
إبراهيم وإسحاق ويعقوب وإله جبريل وميكائيل وإسرافيل أسألك أن تستجيب دعوتي فإني
مضطر ، وتعصمني في ديني فإني مبتلى ، وتنالني برحمتك فإني مذنب ، وتنفي عني الفقر
فإني متمسكن ، إلا كان حقاً على الله عز وجل أن لا يرد يديه خائبتين ) ذكره بن
السني في ” عمل اليوم والليلة ” صفحة/38.

2- عن عبد الله بن الزبير رضي الله
عنه أن رجلاً رفع يديه بالدعاء قبل أن ينتهي من صلاته ، فلما فرغ قال له عبد الله :
إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يرفع يديه بالدعاء إلا بعد أن يفرغ من صلاته ”
.. ذكره الطبراني في المعجم وصححه الهيثمي في مجمع الزوائد .

3- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن
النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه بعد السلام وهو مستقبل القبلة فقال : ( اللهم
حرر المستضعفين من المسلمين من أيدي المشركين ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم .
ذكره ابن أبي حاتم والإمام ابن كثير في تفسيره .

4- عن أبي وداعة أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : ( صلاة الليل مثنى مثنى وتشهّد في كل ركعتين وتباؤس وتمسكن وتقنع
بيديك وتقول : اللهم اغفر لي ، فمن لم يفعل ذلك فهو خداج ) سنن أبي داود وسنن ابن
ماجه .

 فما قولكم في كل هذه الأحاديث ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

هذه الأحاديث الواردة في السؤال غير ثابتة الإسناد ، وإليك بيان ذلك بالتفصيل :
الحديث الأول : عن أنس بن مالك رضي الله عنه .
رواه ابن السني في ” عمل اليوم والليلة ” (137) قال : حدثني أحمد بن الحسن بن
أديبويه ، ثنا أبو يعقوب إسحاق بن خالد بن يزيد البالسي ، ثنا عبد العزيز بن عبد
الرحمن البالسي ، عن خصيف ، عن أنس به .
وهذا إسناد ضعيف جدا بسبب عبد العزيز بن عبد الرحمن ، قال فيه الإمام أحمد : اضرب
على أحاديثه ، هي كذب ، أو قال : موضوعة .
وقال ابن حبان : لا يحل الاحتجاج به بحال . ” العلل ” (5419) ، وانظر : ” لسان
الميزان ” (5267) .

الحديث الثاني : عن عبد الله
بن الزبير .
رواه الطبراني في ” المعجم الكبير ” (14/266) قال : حدثنا سليمان بن الحسن العطار ،
قال : حدثنا أبو كامل الجحدري ، قال : حدثنا الفضيل بن سليمان ، قال : حدثنا محمد
بن أبي يحيى… فذكره .
وهذا إسناد ضعيف لسببين :
1- الانقطاع بين محمد بن أبي يحيى ، وعبد الله بن الزبير ، إذ يغلب على الظن أنه لم
يسمع منه ، فقد توفي محمد بن أبي يحيى سنة (144هـ)، ووفاة عبد الله بن الزبير كانت
سنة (72هـ) .
ولم يذكر الحافظ ابن حجر في “التهذيب” (5/310) أن محمد بن أبي يحيى له رواية عن عبد
الله بن الزبير أو غيره من الصحابة ، بل ذكر أنه يروي عن التابعين ، وذكر بعضهم .
فهذا يرجح أنه حصل سقط في الإسناد ، وسقط بعض الرواة .
ولهذا قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله :
” في سنده انقطاع بين محمد بن أبي يحيى الأسلمي وبين عبد الله بن الزبير ” انتهى .

” تصحيح الدعاء ” (ص/440) .
2- ثم إن الفضيل بن سليمان قد ضعفه كثير من الأئمة ، كابن معين وعبد الرحمن بن مهدي
والنسائي وغيرهم .
وانظر كلامهم في “تهذيب التهذيب” (4/481) .
وقد لخص الحافظ ابن حجر كلام العلماء فيه في كتاب “تقريب التهذيب” (5462) فضعفه
بقوله : “صدوق له خطأ كثير” انتهى .
وأما إخراج البخاري لبعض أحاديث فضيل بن سليمان فليس دليلاً على توثيقه ، فقد كان
الإمام البخاري ينتقي من أحاديثه ما تبعه عليه غيره .
انظر : “منهج الإمام البخاري في تصحيح الأحاديث وتعليليها” لأبي بكر كافي (ص/154).

الحديث الثالث :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يده بعد ما سلم وهو
مستقبل القبلة ، فقال : ( اللهم خلص الوليد بن الوليد ، وعياش بن أبي ربيعة ، وسلمة
بن هشام ، وضعفة المسلمين الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا من أيدي الكفار
)
رواه ابن أبي حاتم في ” التفسير ” (3/1048) قال : حدثنا أبي ، ثنا أبو معمر المنقري
، ثنا عبد الوارث ، ثنا علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة به .
قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله :
” مداره على الراوي : علي بن زيد بن جدعان ، فالحديث ضعيف ، ولو صح فهذا حصل لأمر
عارض ، لا أنه من الهدي الراتب ، وفَرْق بين الأمور العارضة ، والهدي الراتب ”
انتهى من “تصحيح الدعاء” (ص/443) .

الحديث الرابع :
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (الصَّلَاةُ مَثْنَى
مَثْنَى ، أَنْ تَشَهَّدَ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ ، وَأَنْ تَبَاءَسَ ،
وَتَمَسْكَنَ ، وَتُقْنِعَ بِيَدَيْكَ ، وَتَقُولَ : اللَّهُمَّ اللَّهُمَّ ،
فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَهِيَ خِدَاجٌ) رواه أبو داود (1296) . قال الخطابي :
إقناع اليدين : رفعهما في الدعاء . ( خداج ) أي : ناقصة.
والحديث سنده ضعيف ، فيه عبد الله بن نافع . قال فيه علي بن المديني : مجهول .
وكذا قال الحافظ ابن حجر في التقريب (3682) .
ولهذا ضعفه الألباني في ضعيف أبي داود .
انظر : ” ضعيف أبي داود – الأصل ” (2/52) .

فتبين بذلك أن جميع الأحاديث
الواردة في السؤال لا تصح ، وعلى فرض صحة بعضها ، فإن ذلك كان لأمر عارض ، ولم يكن
يفعله النبي صلى الله عليه وسلم بعد كل صلاة .
وانظر لمزيد الفائدة جواب السؤال رقم : (21976)
.
والله أعلم.

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android