0 / 0

هل المحسن من أسماء الله ؟ وهل يجوز التسمِّي بـ “عبد المحسن” ؟

السؤال: 155382

هل يجوز التسمي بـ عبد المحسن ؟ .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

لجواب :

أولاً:
القاعدة عند أهل السنَّة أنهم يسمُّون الله تعالى بما سمَّى به نفسه في كتابه وما سمَّاه به رسوله صلى الله عليه وسلم ، من غير تحريف ، ولا تعطيل ، ولا تكييف ، ولا تمثيل .
وانظر في الفرق بين الاسم والصفة جواب السؤال رقم (72870 ) .
وفي جواب السؤال رقم ( 98553 ) ذكر لبعض الكتب المؤلفة في بيان أسماء الله تعالى الحسنى .
وينظر مسائل مهمة في أسماء الله تعالى في جواب السؤال رقم (20476 ) .
وفي جواب السؤال رقم ( 48964 ) بيان للضابط في الأسماء التي يصح إطلاقها على الله تعالى .
وفي جواب السؤال رقم ( 72318 ) تجد إحالتين على رابطين فيهما ذِكر أسماء الله الحسنى .

ثانياً:
و ” المحسن ” من أسماء الله تعالى الثابتة في السنَّة الصحيحة ، وعليه : فيجوز التسمية بـ ” عبد المحسن ” ، ومما يدل على ثبوت الاسم في السنَّة :
1. حديث شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( إِنَّ اللهَ مُحْسِنٌ فَأَحْسِنُوا وَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا قِتْلَتَكُمْ وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ ) .
رواه عبد الرزاق في ” المصنف ” ( 4 / 292 ) والطبراني في ” المعجم الكبير ” ( 7 / 257 ) وصححه الألباني في ” صحيح الجامع ” ( 1824 ) .
2. حديث سمرة بن جندب قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( إنّ الله تعالى مُحْسِنٌ فأحْسِنُوا ) .
رواه ابن عدي في ” الكامل ” ( 6 / 426 ) وصححه الألباني في ” صحيح الجامع ” ( 1823 ) .
3. حديث أنس بن مالك قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( إذا حَكَمْتُمْ فاعْدِلُوا وإذا قَتَلْتُمْ فأَحْسِنُوا فإِنَّ الله مُحْسِنٌ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ ) .
رواه الطبراني في ” المعجم الأوسط ” ( 6 / 40 ) وحسَّنه الألباني في ” صحيح الجامع ” ( 494 ) .‌

ثالثاً:
قد أثبت هذا الاسم لله تعالى طائفة من أهل العلم المحققين منهم شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ، ومن المعاصرين : الشيخان ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله .
1. قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – :
وكان شيخ الإسلام الهروي قد سمَّى أهل بلده بعامة أسماء الله الحسنى ، وكذلك أهل بيتنا غلب على أسمائهم التعبيد لله : كعبد الله ، وعبد الرحمن ، وعبد الغني ، والسلام ، والقاهر ، واللطيف ، والحكيم ، والعزيز ، والرحيم ، والمحسن ، والأحد ، والواحد ، والقادر ، والكريم ، والملك ، والحق .
” مجموع الفتاوى ” ( 1 / 379 ) .
2. وقال ابن القيم – رحمه الله – :
واسم البر المحسن المعطي المنان ونحوها : تقتضي آثارها وموجباتها .
” مدارج السالكين ” ( 1 / 418 ) .
3. قال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – :
التعبيد لا يجوز إلا لله سبحانه ، قال أبو محمد بن حزم الإمام المشهور : اتفقوا ( العلماء ) على تحريم كل اسم معبد لغير الله ، كعبد عمرو ، وعبد الكعبة ، وما أشبه ذلك ، حاشا عبد المطلب . انتهى .
ولا يجوز التسمية بالتعبيد لغير الله ، كعبد النبي ، وعبد الكعبة ، وعبد علي ، وعبد الحسن ، وعبد الحسين ، ونحو ذلك .
أما عبد المحسن : فلا بأس به ؛ لأن المحسن من أسماء الله سبحانه وتعالى .
” مجموع فتاوى الشيخ ابن باز ” (5 / 358 ، 359 ) .
4. وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – :
هل الحنَّان , المنَّان , المحسن , من أسماء الله ؟ .
فأجاب :
” الحنَّان ” : لم يثبت أنها من أسماء الله ، وأما ” المنَّان ” : فثابت أنها من أسماء الله ، و ” المحسن ” : أيضاً من أسماء الله تبارك وتعالى ، ولهذا ما زال الناس يسمون ” عبد المحسن ” ، ” عبد المنان ” ، والعلماء يعلمون بذلك ولا ينكرونها .
” فتاوى نور على الدرب ” ( شريط رقم 325 ) .

وللتنبيه : فقد كان الشيخ العثيمين متردداً في إثبات هذا الاسم لله تعالى في كتابه ” القواعد المثلى ” ثم جزم بأن من الأسماء الحسنى في طبعات لاحقة ، وكذا أثبته في مواضع أخرى كشرحه لصحيح البخاري – كتاب التوحيد ، ( شريط رقم 2 ) – ، و ” فتاوى الحرم المدني ” ( شريط رقم 57 ) ، وغير ذلك .

5. وقد كتب الشيخ عبد الرزاق بن عبدالمحسن العبَّاد رسالة بعنوان ” إثبات أن المُحسن اسم من أسماء الله الحسنى ” ، ونشرها في مجلة ” البحوث الإسلامية ” عدد 36 ( من ص 363 – 376 ) ، وقد ذكر فيها الأحاديث الثلاثة السابقة ، والنقولات عن ابن تيمية وابن القيم – ومنه استفدنا ما نقلناه عنهما – ، ثم ختم الرسالة بقوله :
” وقد سمِّي بـ ” عبد المحسن ” عدد من ذوي الفضل والعلم وغيرهم ، وقد جمعتُ ما وقفتُ عليه ممن سمِّي بذلك إلى نهاية القرن التاسع – دون نقصٍ دقيق – واقتصرت على الذين وجد لهم تراجم … . ” .
” مجلة البحوث الإسلامية ” ( 36 / 368 ) .
وذكرَ – حفظه الله – تسعة وأربعين اسماً .
6. وأثبت هذا الاسم لله تعالى – أيضاً – : الشيخ علوي بن عبد القادر السَّقَّاف ، وذلك في كتابه ” صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنَّة ” ( ص 44 ) .

وبه يتبين أن اسم ” المحسن ” من أسماء الله تعالى ، وأنه يجوز التسمية بـ ” عبد المحسن ” .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android