تنزيل
0 / 0

يريد النصيحة لأمه التي تقع في الناس ، وتغضب إن قصّر أحد في مدحها

السؤال: 158757

أرجو أن تفيدونى : كيف أنصح والدتي ، فهي مصلية وتقوم بأداء فريضة العمرة كل عام تقريباً ، ولكنها تحمل صفات وطباعاً نهى عنها الشرع ، فهي كثيرة الكلام عن الناس ، تحب إن أحسنت إلى أحد أن يمجدها ، وإن لم يفعل لا تعطيه ، بل إنها تحاول ألا يعطيه غيرها ، ولا تتسامح فى معاملاتها ، نحاول نحن جميع أبنائها أن نشرح لها أن هذا يحبط أعمالها الصالحة ، ولكن لا تستجيب ، بل ممكن تغضب على من يعارضها فيما تقول ، فنحاول ألا نغضبها ، علماً بأنها تتصدق بالمال الكثير ، وتثقل على والدي بالمصاريف ، بل وتثقل علينا نحن أبناءها ، ولكن نحن والحمد لله نستطيع .
أرجوا الإفادة فى طريقة لنصح أمي ، فأنا كثيراً ما أنفعل عليها ، فتغضب فأرضيها بأن أجاريها فيما تقول ، الله يعلم أني غير راض عما تقول .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :
لا شك أن بر الوالدين ، وحسن صحبتهما ، ولا سيما الأم ، من أعظم القربات ، وأجل
الطاعات ، لمن وفقه الله لذلك .
غير أن حسن الصحبة لا يعني أن يجاري الإنسان أمه فيما تفعله من الخطأ أو الذنب ،
فهذا ليس براً ، ولا حسن صحبة ، وإنما حقها الأكيد عليك أن تمنعها مما يغضب الله
تعالى عليها ، وينقص أجرها وعملها . قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ
وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا
أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) التحريم/6 .
لكن البر هنا يأتي في حسن التلطف بها ، والشفقه عليها ، وتخير الأسلوب الحكيم
لنصحها ؛ فلا يحل لك أن تغلظ عليها في القول أو الفعل ، ولا أن تحرجها أمام الناس ،
لكن عظها بلطف ، ومرها برفق ، واصطبر عليها ، وادع الله أن يهدي قلبها ، ويشرح
صدرها للحق والهدى .
واجتهد أنت وإخوتك أن تصرفوها عن أعراض الناس ، وأن تشغلوها عن الإساءة إلى الغير ،
بالقول أو بالفعل ، وأن تنصحوها بعدم الإثقال على والدكم في المصاريف والنفقات ،
لاسيما إذا كانت تثقل عليه لتتصدق من هذا المال ، فإحسانها لزوجها وعدم إضجاره
بالنفقة الكثيرة أولى من صدقتها .
ولها أن تتصدق من مال زوجها بالشيء اليسير الذي يتسامح فيه الناس عادة، وانظر
للفائدة السؤال رقم (47705).
فإذا اجتهدت أنت وإخوتك في إرشادها إلى الخير ، وأمرها بالمعروف ، ونهيها عن المنكر
، بالحكمة واللين والموعظة الحسنة ، فشق ذلك عليها ، وثقل عليها أن تدع خطأها ، أو
أن ينهاها أبناؤها ، فغضبت على أحدكم لأجل ذلك ، فلا إثم عليكم ولا حرج ، وليس لكم
أن تسترضوها بالوقوع في المعصية ، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، وإنما
استرضاؤكم لها بأن تشغلوها عن المعصية بما هو خير لكم ولها وأنفع ، ولا بأس أن
تفرحوها بشيء من الهدايا ، أو مما تحبه .
وننبه أخيراً ، إلى أن العمرة في كل عام ليست فريضة ، بل هي نافلة ، وإنما الفريضة
مرة واحدة في العمر .
نسأل الله أن يبارك لكم في أمكم ، ويصلح حالها ، ويعينكم على برها وإرشادها لما فيه
الخير.
والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android