0 / 0

تركت العمل المختلط ووالدها يتهمها بقصور العقل

السؤال: 160195

تركت العمل بمدرسة إعدادية مختلطة إرضاء لربى ، وعملا بقوله تعالى :(وقرن في بيوتكن) ولكن واقع هذا الأمر على والديّ غير مقبول ولا يقدرون مدى خطورة هذا الاختلاط علي ، سواء في المدرسة والمواصلات ، وقد قلت لهم ذلك ، ولكنهم يتهمونني بقصر العقل ، ولا زالوا يريدون منى الرجوع للعمل ، وما زالوا يضيقوا علي كثيرا بصفة مستمرة ، ويربطون ذلك بالزواج؛ أي الزوج لا يأتي إلا لمن تعمل ، وأنا أعلم جيدا أن ذلك رزق ، ومن شدة مضايقتهم لي أكاد أن أعق والديّ برفع الصوت وغير ذلك ، وأنا بشر أحيانا أعاملهم بالصبر وأحيانا لا أتمالك ، وفى النهاية لأرضيهم ، قلت لهم : ابحثوا لي عن عمل غير مختلط ، وأنا موافقة . فأرجو توجيهكم ونصيحتكم ودعاءكم ، بارك الله فيكم .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

العمل المختلط الذي يختلط فيه الرجال بالنساء ، عمل محرم ، وقد سبق بيان الأدلة على تحريم الاختلاط من الكتاب والسنة في جواب السؤال رقم : (1200) .
ومفاسد العمل المختلط لم تعد خفية ، فقد ضج منها العالم كله ، حتى المجتمعات الغربية التي عملت على إدخاله وتقنينه في الدول الإسلامية .
فكثير من حالات الطلاق ، وكثير من الجرائم الأخلاقية كان سببها العمل المختلط .
وكل إنسان عاقل سوي الفطرة صادق مع نفسه يعلم تأثير هذا العمل عليه ، وإذا كان الأمر كذلك ، فلا يجوز للأب ولا لغيره أن يكره ابنته على العمل المختلط ، لأنه بذلك يأمرها بمعصية الله ، ويكرهها عليها ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ) رواه البخاري (7145) ومسلم (1840) .
بل الواجب عليه أن يمنعها من هذا العمل إذا كانت هي التي تريده ، وبهذا أفتى علماء اللجنة الدائمة للإفتاء ، كما في جواب السؤال رقم : (45905) .
وترك المرأة للعمل المختلط ، أو بالأحرى : ترك معصية الله ، دليل على كمال العقل ، ورجاحته ، فأكمل الناس عقولاً هم من أطاعوا الله تعالى ، وينقص من عقل الإنسان بمقدار معصيته لله ، ولذلك سيقول أهل النار وهم فيها : (وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ) الملك/10 .
وأما موضوع الزواج ، فهو كما ذكرت .. رزق قدره الله تعالى ، وسوف يأتي لكل إنسان ما قدره الله له ، ولا يجوز للمسلم أن يطلب رزق الله بمعصيته .
فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (أَيُّهَا النَّاسُ ، اتَّقُوا اللَّهَ ، وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ ، فَإِنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا ، وَإِنْ أَبْطَأَ عَنْهَا ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ ، خُذُوا مَا حَلَّ ، وَدَعُوا مَا حَرُمَ) رواه ابن ماجه (2144) وصححه الألباني في “صحيح سنن ابن ماجه” .
وإذا كان هناك من يختار الزوجة الموظفة ولو كانت في عمل مختلط ، فهناك الآلاف الذين يطيعون الله ورسوله ، ويختارون الزوجة المطيعة لربها التي تركت الاختلاط وجلست في بيتها .
وإذا وجد العمل المباح الذي لا اختلاط فيه ، فلا حرج عليك من قبوله .
وينبغي أن تصبري وتحسني معاملة والديك ولو أساؤوا إليك ، وإن بدر منك شيء من الإساءة إليهم فبادري بالتوبة والاعتذار .
ونسأل الله تعالى أن يهديك سواء السبيل وييسر لك أمرك .
والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android