0 / 0

تريد أن تتخيل الحياة الزوجية في المستقبل

السؤال: 161077

أعرف أن المصاحبة والتعرف على الشباب ومصادقتهم حرام ، ولم يسبق لي – ولله الحمد – أن صادقت أو صاحبت شابًا ، ولا أنوي فعل ذلك أيضًا. لكن سؤالي هو : هل يجوز للفتاة أن تتخيل حياتها الزوجية في المستقبل.. كأن تتخيل كيف ستكون العائلة ، الحياة العاطفية بينها وبين زوجها ، العمل ، الأطفال…الخ ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

لا تحرم الشريعة على المسلم أن يسرح في خياله في الأمور المباحة ، فتلك طبيعة البشر ، خلق الله عز وجل في أنفسهم عالما عجيبا من الخيال والصور والأحاديث التي ترد على الخواطر ، وقد لا يملك الإنسان دفعها بالكلية ، ولكنه يملك ضبطها والوقاية من الضار منها .
ولا يخفى أن بعض الخيالات التي يستغرق الإنسان فيها تنقلب إلى نوع من الأوهام ، فتؤدي إلى إرهاق الفكر ، وشتات البال ، وفي أحيان كثيرة ينتج عن ذلك واقع عملي مليء بالإحباط واليأس ، أو سلوك خاطئ يدفع إليه هاجس نفسي متكرر ، كان الإنسان في غنى عنه لو أنه حفظ عقله من هذه المتاهات .
وفي ظننا أن الخيال الناجح هو الخيال الواقعي ، الذي يخطط لمستقبل أفضل ، ويدور في حدود الممكنات وليس المستحيلات ، ويسعى كي يترجم نفسه سلوكا عمليا نحو النجاح في الحياة الأسرية والعلمية والاجتماعية ، من خلال القراءة النافعة ، والعمل الصالح ، والخلق الحسن ، وإذا لم تسعف الفرصة لتحقيق ذلك فالصبر والرضا أصلان حاضران في قلب العبد المؤمن .
هذا هو الفرق بين الخيال الفاسد الضار ، وبين الخيال الواقعي النافع ، ينبغي على الشباب والفتيات خاصة الانتباه له ، والحذر من الانجرار في خطوات الشيطان ، الذي يفتح عن طريق ” الخيالات ” أبوابا من الشرور والآثام ، فالمعصية بدايتها فكرة ونهايتها حسرة ، وإذا كان المقصود بتخيل الحياة العاطفية هو تصور المعاشرة الجنسية مع شاب معين على أمل أن يكون زوجا في المستقبل : فهذا من الخيالات الفاسدة التي لا ترجع على القلب إلا بالألم والحسرة والتفكير في المعصية ، وقد سبق بيان ذلك في موقعنا بالتفصيل ، في الجواب رقم : (84066)
يقول أبو حامد الغزالي رحمه الله :
” اعلم أن القلب مثاله مثال هدف تنصب إليه السهام من الجوانب .
أو هو مثال مرآة منصوبة تجتاز عليها أصناف الصور المختلفة ، فتتراءى فيها صورة بعد صورة ، ولا تخلو عنها .
أو مثال حوض تنصب فيه مياه مختلفة من أنهار مفتوحة إليه .
وإنما مداخل هذه الآثار المتجددة في القلب في كل حال إما من الظاهر فالحواس الخمس ، وإما من الباطن ؛ فالخيال والشهوة والغضب والأخلاق المركبة من مزاج الإنسان…وينتقل الخيال من شيء إلى شيء ، وبحسب انتقال الخيال ينتقل القلب من حال إلى حال آخر .
والمقصود أن القلب في التغير والتأثر دائما من هذه الأسباب ، وأخص الآثار الحاصلة في القلب هو الخواطر ، ثم الخاطر يحرك الرغبة ، والرغبة تحرك العزم ، والعزم يحرك النية ، والنية تحرك الأعضاء .
والخواطر المحركة للرغبة تنقسم إلى ما يدعو إلى الشر ، وإلى ما يدعو إلى الخير ، فهما خاطران مختلفان ، فالخاطر المحمود يسمى إلهاما ، والخاطر المذموم يسمى وسواسا ” انتهى باختصار من ” إحياء علوم الدين ” (3/26)
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android