تنزيل
0 / 0
59,55102/03/2011

هل سألتقي في الآخرة بطفلي الذي مات رضيعا ؟

السؤال: 161315

لدي طفل ، مات عمره ثلاثة شهور ، هل في الآخرة سوف يصبح عمره ثلاثة شهور ، وهل سنلتقي به ، ونعتني به ، وإذا أعمالي لم تدخلني الجنة هل يمكن أن نلتقي في الآخرة ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
جاءت الأدلة الصحيحة الصريحة تدل على أن أطفال المسلمين من أهل الجنة ، ولا يدخلون النار أبدا ، ولعل أصرح هذه الأدلة ما جاء عن أبي حسان قال :
( قلتُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ : إنَّه قَدْ مَاتَ لِي ابنانِ ، فَمَا أَنْتَ مُحَدِّثِي عَنْ رَسُولِ اللهِ بِحَدِيْثٍ تُطَيِّبُ بِهِ أَنْفُسَنَا عَنْ مَوْتَانَا ؟ قالَ : نَعَمْ ، صِغَارُهُم دَعَامِيْصُ الجَنَّةِ ، يَتَلَقَّى أَحَدُهُم أَبَاهُ – أَوْ قَالَ أَبَوَيْهِ – فَيَأْخُذُ بِثَوْبِهِ ، – أَوْ قَالَ بِيَدِهِ – كَمَا آخُذُ أَنَا بِصَنَفَةِ ثَوْبِكَ هذا ، فَلَا يَتَنَاهَى حتى يُدخِلَه اللهُ وَأَبَاهُ الجَنَّةَ ) رواه مسلم (2635) .
وقد نقل الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله إجماع من يعتد بقولهم من أهل العلم ، فقال رحمه الله: ” ليس فيهم اختلاف أنهم في الجنة ” انتهى من “المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة ” (1/170) .
ونقل الإجماع أيضا آخرون كثيرون من أهل العلم ، يمكن مراجعة أقوالهم في موقعنا في الأجوبة الآتية : (6496) ، (117432) .

ثانيا :
وإذا دخل أفراد الأسرة الجنة فلا شك أنهم يتلاقون ويتعارفون ويتنعمون بحياة حقيقية في جنة الخلد عند ربهم الرحمن جل وعلا .
ولكن العلماء اختلفوا في أعمار الأطفال الذين يدخلون الجنة ، هل يمكثون فيها صغارا أطفالا ، أم يزيد الله في أعمارهم إلى سن ثلاثة وثلاثين كما ورد في بعض الأحاديث .
سبق في موقعنا الكلام على هذه المسألة ، وترجيح القول بأنهم يبقون فيها صغارا ، وذلك في الجواب رقم : (117432) .

ثم إن الله عز وجل يرفع درجات الآباء والأبناء ليكونوا في منزلة واحدة في الجنة ، ويستأنفون سعادتهم الأسرية بعد أن قطعتها أهوال الموت والحشر والحساب .
يقول الله عز وجل : ( جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ ) الرعد/23.
ويقول سبحانه وتعالى : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ) الطور/21.
ويقول سبحانه في حكاية دعاء الملائكة للمسلمين : ( رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) غافر/8.
وانظري جواب السؤال رقم : (5981) .

ولا شك أن الطريق إلى اجتماع الأسرة في الجنة ، ولم شملهم في رحمة الله تعالى إنما يكون بالاستقامة على الدين العظيم ، والأخلاق الفاضلة ، والثبات على الإيمان الذي هو سبب السعادة في الدنيا والآخرة ، وإذا ما قضى أحد أفراد الأسرة أجله ، فالواجب على الآخرين الصبر والرضا بالقضاء ، واحتساب الأجر عند الله عز وجل ، فذلك طريق اللقاء من جديد في مقعد صدق عند مليك مقتدر .
عن أبي موسى الأشعريِّ رضيَ اللهُ عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم قال :
( إِذَا ماتَ ولدُ العَبْدِ قالَ اللهُ لمَلَائِكَتِهِ : قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي ؟ فَيَقُولُونَ : نَعَمْ . فَيَقُولُ : قَبَضْتُم ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ ؟ فَيَقُولُونَ : نَعَمْ . فَيَقُولُ : مَاْذَا قالَ عَبْدِيْ ؟ فَيَقُولُونَ : حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ . فَيَقُولُ اللّهُ : ابْنُوا لِعَبْدِيْ بَيْتًا فِيْ الجَنَّةِ وَسَمُّوهُ بيتَ الحَمْدِ ) رواه الترمذي (1021) وقال: حديث حسن غريب .
يقولُ النوويُّ رحمهُ الله :
” موتُ الواحدِ من الأولادِ حجابٌ منَ النار ، وكذا السقطُ ” انتهى من ” المجموع ” (5/287) .
وانظري جواب السؤال رقم : (49812) .

وإذا دخل الوالدان ، أو أحدهما النار فلن يخلد فيها ما دام من المسلمين ، فإذا خرج منها التقى بذريته فيها ، إن شاء الله .
نسأل الله تعالى أن لا يحرمنا جنته .
والله أعلم .

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android