لقد حضرت محاضرة دينية منذ أيام ، وسمعت فيها بعض الأحاديث التي أرغب معرفة مدى صحتها ، إنها أحاديث متعلقة بالصحابة رضي الله عنهم .
لقد ذكر المُحاضِر أن الصحابة بلغوا من الإيمان إلى درجة أنهم كانوا يطلعون على بعض الأمور الغيبية ، وساق الأدلة التي عزاها إلى كتاب فضائل الأعمال – وهو كتاب معروف لدى جماعة التبليغ -.. من ضمن هذه الأحاديث :
أن عبد الله بن عمر رضي الله عنه مرّ ذات مرة بالمكان الذي وقعت فيه غزوة بدر ، فرأى قبراً مفتوحاً ، ورأى في ذلك القبر شخصاً يُعذب ويصرخ : أعطني ماءً.. ولكنه كان يُمنع من أن يأخذ الماء.. وعندما ذُكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم قال : نعم ، هذا أبو جهل يُعذب هكذا إلى يوم القيامة .
وحديث آخر : أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً نائماً في المسجد ، فأيقظه وسأله عن إيمانه ، فرد عليه الرجل وقال : إيماني على أكمل حال . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : وما علامة ذلك ؟ فرد الرجل وقال : أنه يرى عرش الرحمن ، وملائكة الرزق.. – وذكر واحدة ثالثة لا أستذكرها الآن -… فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم : إيمانك كامل فاحرص عليه .
فما صحة هذه الأحاديث ، وإذا كانت صحيحة فهل معنى ذلك أن الصحابة كانوا يشاهدون بعض الأمور الغيبية ، وما صحة كتاب ” فضائل الأعمال ” ؟
أرجو التوضيح والتفصيل وجزاكم الله خيراً .
روايات مكذوبة في كتاب فضائل الأعمال
السؤال: 161328
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا :
أما قصة رؤية عبد الله بن عمر عذاب أبي جهل بن هشام في بدر ، فهذا سرد متنها :
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال : ( بَيْنَا أَنَا سَائِرٌ بِجَنَبَاتِ بَدْرٍ ، إِذْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ حُفَيرٍ ، فِي عُنُقِهِ سِلْسِلَةٌ ، فَنَادَانِي : يَا عَبْدَ اللَّهِ اسْقِنِي ، يَا عَبْدَ اللَّهِ اسْقِنِي ، فَلَا أَدْرِي ، أَعَرفَ اسْمِي أَوْ دَعَانِي بِدِعَايَةِ الْعَرَبِ ، وَخَرَجَ أَسْوَدُ مِنْ ذَلِكَ الْحُفَيْرِ ، فِي يَدِهِ سَوْطٌ ، فَنَادَانِي : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، لَا تَسْقِهِ ، فَإِنَّهُ كَافِرٌ ، ثُمَّ ضَرَبَهُ بِالسَّوْطِ حَتَّى عَادَ إِلَى حُفْرَتِهِ ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْرِعًا ، فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ لِي : أَوَ قَدْ رَأَيْتَهُ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ . قَالَ : ذَاكَ عَدُوُّ اللَّهِ أَبُو جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ ، وَذَاكَ عَذَابُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ )
رواه الطبراني في ” المعجم الأوسط ” (6/335) قال : حدثنا محمد بن أبي غسان ، ثنا عمرو بن يوسف بن يزيد البصري ، ثنا عبد الله بن محمد بن المغيرة ، عن مالك بن مغول ، عن نافع ، عن ابن عمر فذكره . ثم قال :
“لم يرو هذا الحديث عن مالك بن مغول إلا عبد الله بن محمد بن المغيرة الكوفي ” انتهى .
وهذا إسناد ضعيف جدا بسبب عبد الله بن المغيرة الكوفي ، قال فيه أبو حاتم : ليس بقوي ، وقال ابن يونس : منكر الحديث ، وقال ابن عدي : عامة ما يرويه لا يتابع عليه ، وقال النسائي : روى عن الثوري ومالك بن مغول أحاديث كانا [يعني: الثوري ومالكا] أتقى الله من أن يحدثا بها ، وسرد له الإمام الذهبي بعض الأحاديث ثم قال : هذه موضوعات . انظر : ” ميزان الاعتدال ” (2/487-488)
قال الهيثمي رحمه الله :
” وفيه عبد الله بن محمد بن المغيرة، وهو ضعيف ” انتهى من ” مجمع الزوائد ” (3/57)
وقال أيضا :
” وفيه من لم أعرفه ” انتهى من ” مجمع الزوائد ” (6/81)
وروى ابن أبي الدنيا في ” القبور ” (ص/93، رقم/92) قال : حدثنا أبي ، ثنا هشيم ، ثنا مجالد ، عن الشعبي : أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : إني مررت ببدر فرأيت رجلا يخرج من الأرض فيضربه رجل بمقمعة معه حتى يغيب في الأرض ، ثم يخرج فيفعل به مثل ذلك مرارا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ذاك أبو جهل بن هشام يعذب إلى يوم القيامة .
وهذا كما ترى حديث مرسل ، فالشعبي ليس من الصحابة ولا من كبار التابعين ، وله مراسيل كثيرة عن الصحابة .
وفيه أيضا مجالد بن سعيد ، ضعفه يحيى القطان ، وأبو حاتم ، وأحمد ، وابن معين ، والنسائي وغيرهم ، انظر : ” تهذيب التهذيب ” (10/41)
ثانيا :
أما الحديث الثاني الوارد في السؤال ، فلعل المراد به حديث الْحَارِثِ بْنِ مَالِكٍ الأشعري :
( أَنَّهُ مَرَّ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ : كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا حَارِثَةُ ؟ قَالَ : أَصْبَحْتُ مُؤْمِنًا حَقًّا . قَالَ : انْظُرْ مَا تَقُولُ ، إِنَّ لِكُلُّ حَقٍّ حَقِيقَةً ، فَمَا حَقِيقَةُ إِيمَانِكَ ؟ قَالَ : عَزَفَتْ نَفْسِي عَنِ الدُّنْيَا ، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عَرْشِ رَبِّي بَارِزًا ، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ يَتَزَاوَرُونَ فِيهَا ، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ النَّارِ يَتَضَاغَوْنَ فِيهَا . قَالَ : يَا حَارِثَةُ ! عَرَفْتَ فَالْزَمْ – قَالَهَا ثَلَاثًا -)
وقد روي على وجهين : مرسل ومتصل .
أما المرسل : فقد جاء من أسانيد عدة :
1- ابن نمير ، قال : حدثنا مالك بن مغول ، عن زبيد مرسلا .
رواه ابن أبي شيبة في ” المصنف ” (6/170)
2- عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن صالح بن سمار وجعفر بن برقان : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للحارث بن مالك …الحديث .
رواه البيهقي بإسناده في ” شعب الإيمان ” (13/160) وقال : ” هذا منقطع “.
3- أخبرنا معمر ، عن صالح بن مسمار ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال.
رواه ابن المبارك في ” الزهد ” (1/106)، ومن طريقه ابن عساكر في ” تاريخ دمشق ” (54/227)
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : ” وهو معضل ” انتهى من ” الإصابة ” (1/689)
4- قال الحافظ ابن حجر : ” أخرجه – يعني عبد الرزاق – في التّفسير عن الثّوريّ ، عن عمرو بن قيس الملائي ، عن يزيد السلمي قال : قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم للحارث:….” انتهى من ” الإصابة ” (1/689)
5- قال ابن أبي شيبة : حدثنا يزيد بن هارون ، أنا أبو معشر، عن محمد صالح الأنصاري : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي عوف بن مالك فقال : كيف أصبحت يا عوف بن مالك ؟ انتهى من ” الإيمان ” لابن أبي شيبة (ص/43)
وأما الوجه المتصل فقد جاء أيضا بأسانيد عدة :
1- من طريق زيد بن الحباب ، ثنا ابن لهيعة ، عن خالد بن يزيد السكسكي ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن محمد بن أبي الجهم ، عن الحارث بن مالك الأنصاري .
رواه عبد بن حميد كما في ” المنتخب من المسند ” (165)، والطبراني في “المعجم الكبير” (3/166) وعنه أبو نعيم في ” معرفة الصحابة ” (2/777)، ورواه البغوي في ” معجم الصحابة ” (2/75)، والبيهقي في ” شعب الإيمان ” (13/159)
وهذا إسناد ضعيف بسبب ابن لهيعة ، وبسبب محمد بن أبي الجهم ، لم نقف على توثيق له إلا ذكر بعض المترجمين له في الصحابة ، ولكن في ثبوت صحبته نظر .
وقد قال أبو نعيم رحمه الله :
” لا أراه صحابيا ” انتهى من ” معرفة الصحابة ” (1/202)
وقال ابن حجر رحمه الله :
” بل هو من أتباع التابعين ، روى حديثا فأرسله ، فغلط بعض رواته في لفظ متنه ” انتهى من ” الإصابة ” (6/261)
وقد سكت عنه ابن أبي حاتم في ” الجرح والتعديل ” (7/224).
وباقي رجاله روايتهم مقبولة .
2- قال البيهقي في ” الزهد الكبير ” (ص/355) : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو حامد أحمد بن علي بن الحسن المقرئ من كتاب عتيق ، ثنا أبو فروة يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان ، ثنا زيد بن أبي أنيسة ، عن عبد الكريم – هو ابن الحارث كما سماه في إسناده ابن مندة -، عن الحارث بن مالك .
وهذا إسناد ضعيف جدا ، فيه أبو فروة يزيد بن محمد ، قال فيه الدارقطني : متروك. انظر: ” موسوعة أقوال الدارقطني ” (2/723)
3- قال أبو نعيم رحمه الله : ” ورواه محمد بن الفضل بن عطية ، عن غياث بن المسيب ، عن سليمان بن سعيد بن أبي بردة ، عن الربيع بن لوط ، عن الحارث بن مالك الأنصاري أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه ” انتهى من ” معرفة الصحابة ” (2/777)
وهذا إسناد متوقف فيه أيضا ، إذ لم نقف على ترجمة مفيدة لسليمان بن سعيد بن أبي بردة ، بل ولم نقف على ذكر له في كتب أهل العلم ، وأيضا فيه غياث بن المسيب ، قال فيه الإمام الذهبي رحمه الله : ” مجهول ” انتهى من ” ميزان الاعتدال ” (3/338)
والذي يتحصل للقارئ أن جميع الأسانيد السابقة لا تخلو من نكارة وضعف ، فعمادها على المراسيل والمجاهيل والضعفاء ، ومثلها لا يقوي بعضها بعضا ، كما أن شواهد الحديث عن أنس بن مالك وأبي هريرة لا تقوي القصة ، ولا تدل على ثبوتها .
لذلك ضعف العلماء هذا الحديث ، ولم نقف على تصحيحه عند أحد منهم .
قال العقيلي رحمه الله :
” ليس لهذا الحديث إسناد يثبت ” انتهى من ” الضعفاء الكبير ” (4/455)
وقال ابن تيمية رحمه الله :
” في الحديث الذي رواه ابن عساكر مرسلا ، وروي مسندا من وجه ضعيف لا يثبت ” انتهى من ” الاستقامة ” (1/194)
وقال ابن رجب رحمه الله :
” وهو حديث روي من وجوه مرسلاً ، وروي مسنداً متصلاً من رواية يوسف بن عطية الصفار ، وفيه ضعف ، عن ثابت ، عن أنس …والمرسل أصح ” انتهى باختصار من ” التخويف من النار ” (45)
وقال أيضا :
” روي من وجوه مرسلة، وروي متصلا، والمرسل أصح ” انتهى من ” جامع العلوم والحكم “
(1/127)
وقال العراقي :
” كلا الحديثين – يعني حديث الحارث الأشعري وشاهده حديث أنس بن مالك – ضعيف ” انتهى من ” المغني عن حمل الأسفار ” (1575)
وقال الهيثمي رحمه الله :
” فيه ابن لهيعة ، وفيه من يحتاج إلى الكشف عنه ” انتهى من ” مجمع الزوائد ” (1/57)
وقال البوصيري :
” رواه عبد بن حميد بسند ضعيف لضعف عبد الله بن لهيعة ” انتهى من ” إتحاف الخيرة المهرة ” (7/454)
ثم إن الحديث – على فرض صحته – لا يدل على أن الحارث الأشعري قصد كونه يرى العرش عيانا ، وإنما يريد التمثيل للدلالة على قوة الإيمان بالله عز وجل ، حتى كأنه يرى الغيب رأي العين ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح المشهور في تعريف الإحسان : ( أن تعبد الله كأنك تراه )
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله :
” أن يشهد العبد بقلبه ذلك شهادة ، فيصير كأنه يرى الله ويشاهده ، وهذا نهاية مقام الإحسان ، وهو مقام العارفين ، وحديث حارثة هو من هذا المعنى ؛ فإنه قال : ( كأني أنظر إلى عرش ربي بارزا ، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها ، وإلى أهل النار يتعاوون فيها . فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : عرفت فالزم ، عبد نور الله الإيمان في قلبه ) وهو حديث مرسل ، وقد روي مسندا بإسناد ضعيف . وكذلك قول ابن عمر لعروة – لما خطب إليه ابنته في الطواف فلم يرد عليه ثم لقيه فاعتذر إليه – وقال : كنا في الطواف نتخايل الله بين أعيننا …
” انتهى باختصار من ” فتح الباري ” لابن رجب (1/212-214)
ثالثا :
كتاب ” فضائل الأعمال ” واسمه القديم الذي طبع به أولا : ” تبليغي نصاب ” ، لمؤلفه : محمد زكريا الكاندهلوي ، مليء بالخرافات التي لا يجوز نقلها ولا حكايتها ، فضلا عن الإيمان بمحتواها .
يقول الشيخ حمود التويجري رحمه الله :
” فيه من الشركيات والبدع والخرافات والأحاديث الموضوعة والضعيفة شيء كثير ، فهو في الحقيقة كتاب شر وضلال وفتنة ” انتهى من ” القول البليغ ” (ص/11)
ويقول الشيخ شمس الدين الأفغاني رحمه الله :
” لكبار أئمة الديوبندية كتب يقدسها الديوبندية ، وهي مكتظة بالخرافات القبورية والوثنيات الصوفية ، نحو : – وذكر كتبا منها – ” تبليغي نصاب ” أي : نصاب التبليغ ومنهج التبليغ . وهؤلاء الديوبندية لم يعلنوا البراءة من هذه الكتب ، ولا حذروا منها ، ولا أوقفوا طباعتها ، ولا منعوا بيعها ولا شراءها ، وأسواق الهند وباكستان وغيرها مكتظة بها ” انتهى من ” جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية ” (2/776)
وجاء في ” فتاوى اللجنة الدائمة ” :
” ما نقل في هذه الكتب – منها كتاب ” فضائل الأعمال ” – مما ذكر في السؤال من البدع المنكرة ، والخرافيات التي لا تستند إلى حقيقة شرعية ، ولا إلى أصل من كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ” انتهى من (المجموعة الثانية 2/99)
عبد العزيز بن عبد الله بن باز – عبد العزيز آل الشيخ – عبد الله بن غديان – صالح الفوزان – بكر أبو زيد .
وقد سبق التحذير من هذا الكتاب في الجواب رقم : (108084).
رابعا :
أما ادعاء معرفة الغيب من قبل البشر فذلك ما لا يصدر عن مؤمن تقي ، فكيف بالعلماء والصالحين من الصحابة والتابعين ، فقد قال الله عز وجل : (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا . إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ) الجن/26-27. فإذا كان الأنبياء لا يعرفون الغيب إلا بقدر يسير يطلعهم الله عليه ليكون ذلك آية لهم على نبوتهم ، فكيف بغيرهم ممن يدعي معرفة الغيب المطلق ، والاطلاع على اللوح المحفوظ .
جاء في متن ” العقيدة الطحاوية “:
” العلم علمان : علم في الخلق موجود ، وعلم في الخلق مفقود ، فإنكار العلم الموجود كفر ، وادعاء العلم المفقود كفر ، ولا يثبت الإيمان إلا بقبول العلم الموجود وترك طلب العلم المفقود”
وكان من تعليق الشيخ ابن أبي العز الحنفي رحمه الله :
” من ادعى علم الغيب كان من الكافرين ” انتهى من ” شرح الطحاوية ” (ص/262)
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة