0 / 0
40,56327/04/2011

أصيب بالإحباط وفقدان الثقة بعد توبته من اللواط

السؤال: 168497

لقد مارست الشذوذ لفترة طويلة ، لكني تركتها والحمد لله منذ أكثر من 3 سنوات . أنا الآن أعاني من عدم ثقة بنفسي ، وفي كثير من الأحيان عندما أنظر إلى أي شخص يفعل معصية فيأتي في نفسي بأنه أفضل مني ، على الأقل هو رجل . أنا محبط ، وأشعر بأني ليس لي مستقبل ، أحلم بفعل أشياء كثيرة ، وكثيرا ما أحدد أهدافي وأكتبها ، ولكني سرعان ما أشعر بفتور ، وكثيرا ما أتساءل : لماذا أصبحت شاذا ؟ لماذا اختارني ربي لأكون هكذا ؟ ما الذنب الذي اقترفته لأكون كذلك ؟ أنا أعلم أن بعضا من جيراني وأصحابي يعرفون أنى شاذ ، وأخاف جدا أن يعلم أصدقائي الآخرون بذلك ؟ وشيء لم أذكره : هو أني أريد الزواج ؛ فهل يمكنني الزواج أم لا ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
لا شك أن اللواط جريمة من أشنع الفواحش ، وأبعدها عن الطبيعة الإنسانية السوية .
وقد كانت هذه الفاحشة سببا في هلاك قوم لوط وخسرانهم .
وينظر جواب السؤال رقم (5177)ورقم (27176) .
ثانيا :
إن ما ذكرته من التساؤل والحيرة : لماذا اختارني ربي لأكون هكذا؟ وما الذنب الذي اقترفته؟
إن هذا التساؤل من أعجب العجب ، ومن أعظم الأبواب التي أضل الشيطان بها عباد الله ، حين أوقعهم في الذنب أولا ، ثم أوقعهم بعد الذنب فيما هو أشد منه : أن يحمل الذنب على ربه وخالقه ، الذي هو أولى بكل جميل ، وأهل لكل خير وبر سبحانه: ( كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ * فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ * وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ) المدثر/55-57
وهذه ـ أيضا ـ حجة قديمة ، قد حكاها الله تعالى عن المكذبين لرسله ، المحادين لشرعه ، وما حكاها ـ قط ـ عمن آمن به ، وعرف شرعه : ( وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ * قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ * فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ) الأعراف/28-30
إن الله تعالى لا يرضى لك ، ولا لأحد من عباده ، فعل الفاحشة ، أو الكفر به ، سبحانه ؛ إنما يرضى لك الطهر والعفاف ، والهدى والصلاح ، وأمرك بهذا ، وبين لك سبيله ، وأعطاك القدرة عليه ، وأرسل لك رسولا يدعوك إليه ؛ فماذا بعد كل ذلك ، يا عبد الله ؟!
دع عنك وساوس الشيطان في قلبك ، يا عبد الله ، واحرص على ما ينفعك ، كما أمرك نبيك صلى الله عليه وسلم ، وإياك أن يلقي الشيطان في قلبك الضعف والوهن والفتور ، أو يصرفك عن الحرص على ما ينفعك :
روى مسلم في صحيحه (2664) عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ ؛ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا ، وَلَكِنْ قُلْ : قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ ) .
لقد بين لك رسول الله ما يحبه الله منك ، من القوة في عمل الخير ، ودلك على سبيل تلك القوة: أن تكون حريصا على ذلك الخير ، جادا فيه ، وأن تلجأ إلى ربك ، وتركن إلى جنابه ، وتستعينه على فعل الخير ، وترضى بما قسمه لك ، سبحانه .
وانظر جواب السؤال رقم (85362) .
ثالثا :
الذي ينبغي عليك الآن أن تدع ذلك الضعف والوهن الذي يلقيه الشيطان في نفسك ، وأن تكون جادا في أمر الله تعالى ، وابتعد عن كل ما يذكرك بتلك الفاحشة ، أو يعيدك إليها ، وإذا كنت تعاني من نظرة الآخرين إليك ، أو تخشى انتقال الفكرة عنك إلى أصدقائك ، فلا بأس عليك أن تنتقل من ذلك المكان الذي عرفت فيه بذلك ، وتقيم في مكان آخر يكون أدعى لبعدك عن ذكرى السوء ، وأعوان الشر ، ولو كان ذلك في بلد آخر ، تسافر إليه كما يسافر الناس لطلب الدنيا .
فإن لم يتيسر لك ذلك ، فإن الظن بالله جل جلاله أن يحفظ من أقبل عليه ، ورغب في جنابه ، ولجأ إليه ، وأنزل حاجته به : متى كان صادقا مقبلا على ربه .
وأما الزواج : فلا مانع يمنعك منه إن شاء الله ، ما دمت قد تبت من ذلك ، وثبت على توبتك هذه المدة كلها ، بل الزواج أعون لك على الطهر والعفاف ، إن شاء الله ، وأبعد لك عن فاحشة السوء ، وطرق الفساد .
نسأل الله أن يتوب عليك ، وأن يرزقك الهدى والتقى ، والعفاف والغنى .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android