أنا متزوجة منذ سنتين ، و كتبت كتابي قبل الزواج بسنة عمري ٣١ سنة
زوجي يعمل و يقيم في إيطاليا منذ ٢٠ سنة ، لا أراه سوى مرتين في السنة ، أنا لست راضية و لا مرتاحة بهذه الوضعية ، و متضررة نفسياً ، وعدني بالسفر معه ، لكنه لم يفعل قال لي أنه دفع أوراقي بعد الزواج ، والأمر يحتاج وقتاً طويلا ، تصور يا شيخ سنتين ولم تحضر الأوراق ، بينما هناك العديد يتمكنون في ٦ أشهر وسنة في أقصى تقدير
من إحضار الأوراق ، عندما قلت له لماذا لم تدفعها منذ أن عقدنا العقد ؟ قال لي : أنه ليس لديه مال ، و قد اكتشفت بعد الزواج أنه لديه حسابان ، واحد هنا في بلده و به٨ ملايين و أخر في إيطاليا به ١٢ ألف يورو ، أي حوالي ٢٤ مليون بالعملة المحلية ، أي أنه لده مال لكن ليس حريصاً على سفري معه .
ولديه منزل كبير هنا ، لكني لا أستطيع أن أعيش فيه بمفردي ، أنا أعيش مع أهلي ، يبعث لي النفقة كل شهر ، فانا لا أحتاج من الزواج المال فقط ، فلو كان كذلك لذهبت أشتغل فانا حاصلة على شهادة الماجستير في الاقتصاد ، ولم أشتغل لأني أريد أن أكون أسرة لكني لم أتحصل على الاثنين ، و الذي زاد المشكلة تعقيداً أنا زوجي لديه علاقة مع امرأة هناك أمريكية الأصل ، يكلمها و تكلمه في الهاتف باستمرار، هي ليس لديها زوج ، ولديها ابنة كبيرة ، زوجي يزورها في منزلها دائماً ، علما أنه ملتزم وملتحي ، يحافظ على الصلوات في المسجد ، ويحضر الدروس كل أسبوع ، تاب منذ ٥ سنوات ، لكنه كان على علاقة محرمة بهذه المرأة قبل التزامه ، وهي تكبره بحوالي ١١ سنة ، عندما واجهته قال لي : أنها مجرد صديقة فقط ، و تعينني في الأوراق اللازمة لسفري معه ، ولم يخبرني بها من قبل مطلقا ، و كنت دائما عندما أتصل به أسمع صوت امرأة بجانبه أو أحد بجانبه ، لكنه يقول لي إني أتوهم وهو وحده ، علما أنه قال لي : أنه يسكن بمفرده ، و يحلف أنه ليس بجانبه أحد ، و أنا أسمع ذلك ، قلت له : أنه لا يجوز أي علاقة مع أجنبية تحت أي عذر ، ولا يجوز أن تذهب إليها و تختلي بها ، قال لي : أنها ليست وحدها معها ابنتها وهذا عادي هناك في إيطاليا ، و أنا أستغرب ذلك منه خاصة أنه ملتزم ، فانا لم أعد أقوى على الصبر أشك أنه متزوج منها ، ولا يريد سفري معه ، علما أنه يمزح معي في بعض الأحيان أنه يريد أن يتزوج ، لكنه يقول لي : أنه يمزح ، و قد حلف لي على المصحف أنه غير متزوج منها ، لكن تصرفاته تقول غير ذلك ،عذرا على الإطالة ،
ما رأي الشرع في هذه التصرفات ، وفي علاقة الصداقة هذه ؟ و هل يجوز له أن تكون له زوجة أخرى يعيش معها ولا يخبرني بذلك حتى قبل أن يتقدم لي وأنا لا أراه سوى مرتين في السنة وماذا علي أن أفعل بالله عليكم ؟
زوجها يعيش بعيداً عنها وعلى علاقة بامرأة أجنبية فماذا تفعل ؟
السؤال: 171229
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا :
الأمر كما قلت – أيتها السائلة الكريمة- من أن المسلم لا يحل له أن يقيم علاقة بامرأة أجنبية عنه، خارج إطار الزواج ؛ بل الحال التي وصفتها هي حال أهل الجاهلية والعياذ بالله في اتخاذ الأخدان ، وقد بين الله لعباده أنهم ليس لهم أن يطلبوا النساء من طريق اتخاذ الأخدان ، بل من طريق الزواج الطاهر الحلال ، قال الله تعالى : ( الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) المائدة/5 ، وهو نفس الحكم الذي وجهه للنساء : ( فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ) النساء/25 .
ثانيا :
لسنا ندري ماذا نقول لك يا أمة الله ؛ فلو كان زوجك هو الذي توجه إلينا بسؤاله ، لكان أيسر علينا في نصحه ووعظه ؛ إننا نقول لك : ليته كان متزوجا من هذه المرأة ، إذ كان أهون لذنبه من أن يبقى على علاقة محرمة بها .
وأما حاله معك: فلا شك أنه لا يحل له أن يتركك هذه المدة التي تحتاجينه فيها، بل يجب عليه أن يعاشرك بالمعروف، ولا أن يهجرك لأجل تحصيل الدنيا، لو لم يكن يقع في أمر محرم
وإذا كان له هناك زوجة أخرى : فلا يحل له أن يقيم عندها ويدعك ، بل إما أن يعيش معكما في مكان واحد ، حتى يتمكن من العدل في القسمة بينكما ، الذي هو واجب عليه .
وإما أن يقسم لك بقدر ما أقام عندها، ويقيم معك مثل ذلك.
هذا إذا أحسنا الظن، وقلنا إنه متزوج، لكنه فقط يكذب !! ولا حول ولا قوة إلا بالله .
على أية حال :
حاولي أن تتفاهمي مع زوجك قدر الإمكان ، واشرحي له حاجتك إلى أن تكوني بجانبه ، ولو أمكن أن يتوسط بعض أهلك ، أو بعض أهله ، بحكمة وروية ، ليقنعه بذلك ، ويجمع شملكما ، فهو خير إن شاء الله .
نسأل الله أن يصلح لك زوجك ، وأن يجمع بينكما في خير .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب