0 / 0

هل يمكن للمتزوج بأكثر من زوجة أن يسبِّب أمراضاً لهن بسبب التعدد؟!

السؤال: 172299

الإسلام طهارة ، لماذا تتعدد الزوجات إلى أربع نساء ، وهذا ينقل الفيروسات والباكتيريا ، فلماذا تعددت إلى أربع زوجات ؟ .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً:
يجب على كل مسلم أن يعتقد اعتقاداً راسخاً أنه ما شرعه الله لعباده ، أو أمرهم به : لا يمكن أن يكون فيه مضرة أو مفسدة خالصة ، بل ولا غالبة ، وإنما تكون منفعته خالصة ، أو يكون ما فيه من المصلحة والمنفعة ، أعلى وأزيد مما يمكن أن يكون فيه من المضار .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – :
” فالواجبات والمستحبات لا بد أن تكون المصلحة فيها راجحة على المفسدة ؛ إذ بهذا بعثت الرسل ونزلت الكتب ، والله لا يحب الفساد ، بل كل ما أمر الله به فهو صلاح ” انتهى من” مجموع الفتاوى ” ( 28 / 126 ) .
وقال – رحمه الله – :
” وهذا مذهب جمهور المسلمين من السلف والخلف : أن ما أمر الله به لا بد أن تكون مصلحته راجحة ومنفعته راجحة ، وأما ما كانت مضرته راجحة : فإن الله لا يأمر به ، وأما ” جَهم ” ومن وافقه من الجبرية فيقولون : إن الله قد يأمر بما ليس فيه منفعة ولا مصلحة ألبتة ، بل يكون ضرراً محضا إذا فعله المأمور به ، وقد وافقهم على ذلك طائفة من متأخري أتباع الأئمة ممن سلك مسلك المتكلمين – أبي الحسن الأشعري وغيره – في مسائل القدر فنصر مذهب جهم والجبرية ” انتهى من ” مجموع الفتاوى ” ( 16 / 165 ، 166 ) .
ثانياً:
ما قد يحدث من أمراض بين الأزواج لا علاقة له بتعدد الزوجات ؛ إذ قد يحصل للزوج وله زوجة واحدة ! وإنما يكون ذلك بسبب مخالفتهم لشرع الله تعالى إما بالجماع في الحيض أو في الدبر ، أو بتركهم التطهر والتنظف الذي أُمر به المسلمون عموماً – كالاستنجاء – ، أو بعد الجماع على وجه الخصوص – كالوضوء والاغتسال – ، أو غير ذلك من الأسباب ، مما لا تعلق له بأصل التشريع ، فيبحث عن سبب ذلك ، ويعرف أسباب الوقاية منه .
إن هذه الأمراض الجنسية لا تُعرف في المجتمعات الطاهرة النظيفة ولا يُمكن أن تكون بسبب علاقة مباحة حلال ، إلا أن يكون ذلك لأسباب أخرى ، وهذه الأمراض الجنسية إنما تُعرف بين المخالفين لشرع الله والشاذين في علاقاتهم كما هو مشاهد ومعلوم .
قال الدكتور علاء بكر – وفقه الله – وهو طبيب بشري – :
” فمِن عجائب الأمراض الجنسيَّة الدالة على أنها عقوبة خاصة للمصابين بها دون غيرهم من الذين لا يشاركونهم هذه المتع المحرمة :
1. أن هذه الأمراض لا تظهر إلا عند الممارسين للمتع المحرمة من البالغين المكلفين فهي تنتشر بين هذه النوعية من البشر دون غيرهم ، فالحيوانات على اختلافها وكثرتها وممارستها للجنس بلا ضوابط لا تصيبها هذه الأمراض الجنسية ، وكذلك المتزوجون الذين يمارسون الاتصال الجنسي بصورة شرعية داخل إطار الزواج الشرعي لا تصيبهم هذه الأمراض الجنسية ، حتى مع تعدد الزوجات الشرعيات ، فهي أمراض لا تصيب إلا الإنسان ، ولا تعيش إلا عليه ، ولا تنتقل من إنسان إلى آخر إلا عبر الاتصال الجنسي الحرام ، فهي عقوبة للعصاة دون غيرهم.
2. أن الممارس للمتعة الحرام معرض للإصابة بأكثر من مرض جنسي واحد ، بمجرد ممارسة الجنس المحرم لمرة واحدة فقط ، فقد يكتشف الزاني أنه قد أصيب بأكثر من مرض جنسي في وقت واحد ، وهو بعد ذلك قد ينقل هذه الأمراض التي أصابته كلها إلى غيره ممن يعاشره معاشرة جنسية بعدها ” انتهى .
http://www.anasalafy.com/play.php?catsmktba=3786

والله أعلم

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android