0 / 0
26,00105/11/2011

لا حرج في اختيار الشاب الزواج من فتاة ذات أصول معينة

السؤال: 175088

أود أن أعرف هل هناك ضير في أن أفضل امرأة على أخرى فيما يتعلق بأمر الزواج ، فأنا أمريكي من أصول إفريقية ، وأجد أني أرغب في الزواج بأخت من الشرق الأوسط ، وهذا لا يعني أني لا أريد الزواج بأية أخت أخرى ( فزوجتي الأولى كانت سوداء )، لكني لسبب ما مؤخرا أرغب في الزواج بأخت شرق أوسطية ، والجزء الآخر من السؤال هو أني بما أني أمريكي أفريقي فإني أجد من الصعوبة بمكان أن أتزوج بباكستانية أو أخت شرق أوسطية ، وأنا أعد نفسي مسلما مهذبا ومحترما (والله أعلم)، لكني مع ذلك أجد صعوبة في ذلك ، فأود أن تمدوا لي يد العون في هذا الخصوص . وشكرا .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

لا حرج في اختيار الشاب الزواج من فتاة ذات أصول معينة دون أصول أخرى وذلك للأسباب الآتية :
أولا :
لم نجد في الشريعة ما يدل على الترغيب عن هذا الأمر أو ذمه والتنفير منه ، وإنما المذموم هو المفاضلة بين الناس فكرا ومعاملة وتعصبا تبعا لتفاوت أصولهم ، فميزان المفاضلة الحقيقي هو الإيمان والتقوى ، كما قال الله عز وجل : ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) الحجرات/13.
يقول العلامة السعدي رحمه الله :
” الكرم بالتقوى ، فأكرمهم عند الله أتقاهم ، وهو أكثرهم طاعة وانكفافًا عن المعاصي ، لا أكثرهم قرابة وقومًا ، ولا أشرفهم نسبًا ، ولكن الله تعالى عليم خبير ، يعلم من يقوم منهم بتقوى الله ، ظاهرًا وباطنًا ، ممن يقوم بذلك ظاهرًا لا باطنًا ، فيجازي كلا بما يستحق ” انتهى من ” تيسير الكريم الرحمن ” (ص/802)
واختيار الشاب الزواج من فتاة ذات أصل معين لا يستلزم أنه يعتقد أن هذا الجنس أفضل من غيره ، وإنما يرى أن ذلك سيكون أكثر ملاءمة لنفسه وطباعه وعاداته ، وفرق بين الأمرين ، فالأول مذموم لما فيه من تعصب مقيت للجنس أو العرق أو اللون ، والله عز وجل حرم علينا التعصب لهذه الأمور ، وبناء الولاء والبراء عليها ، كما قال عليه الصلاة والسلام : ( دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ ) رواه البخاري (4905) ومسلم (2584)

ثانيا :
الزواج من الجنس أو الأصل المرغوب لدى كل من الشاب والفتاة من أسباب نجاح الزواج وسعادة الزوجين ؛ لأن توافر الرغبة بالاقتران بفتاة معينة يعين على بذلك الجهد لتفهمها والتعايش معها وقبول صفاتها وعاداتها ، فإن عدمت الرغبة ضعفت هذه القدرة ، وعدمت التضحية ، وأصبح الزواج هشا معرضا لكل قاطع أو سبب مفسد ، ولكن ذلك مشروط بتوافق الطرفين وتجانسهما نفسيا وقلبيا ، وقبول كل منهما بالاقتران من الآخر رغم اختلاف أصليهما .
يقول الإمام الماوردي رحمه الله :
” المواصلة نتيجة التجانس ، والسبب فيه وجود الاتفاق ؛ لأن عدم الاتفاق منفِّر ” انتهى من ” أدب الدنيا والدين ” (ص/163)

ثالثا :
في تاريخنا الإسلامي الخالد نماذج من الرجال العظام أصحاب البشرة السوداء ، أولهم لقمان الحكيم ، فقد ورد عن مجاهد رحمه الله أنه قال : ” كان لقمان عبدا أسود ، عظيم الشفتين ، مشقَّق القدمين ” رواه الطبري في ” جامع البيان ” (20/135)، ومن أشهرهم الصحابي الجليل بلال بن أبي رباح ، والتابعي الجليل عطاء بن أبي رباح ، وغيرهم ، لم تكن أصولهم أو بشرتهم سببا لحرمانهم أو تمييزهم ، بل كانوا نماذج عظيمة في التاريخ ، وتبوؤوا المقامات العليا بين الناس ، ولم يكن ذلك سببا في النفور منهم أو التباعد عن الاقتران بهم .
عن عبد الرحمن بن حرملة قال : جاء أسود إلى سعيد بن المسيب يسأل ، فقال له سعيد : لا تحزن من أجل أنك أسود ، فإنه كان من خير الناس ثلاثة من السودان : بِلال ، ومهجِّع مولى عمر بن الخطاب ، ولقمان الحكيم كان أسود نوبيا ذا مشافر . رواه الطبري في ” جامع البيان ” (20/135)

رابعا :
وقد سبق في موقعنا بيان جواز تطلب الصفات الدنيوية في المخطوبة إلى جانب الخلق والدين ، وذلك في الجواب رقم : (125907)، وانظر: (131257)
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android