0 / 0

هل ترك الابن المتزوج السكن مع أمه يعد عقوقا لها ؟

السؤال: 175218

أسكن مع أم زوجي وأخته منذ سنتين ، المشكلة هو أن أمه متزوجة وزوجها يسكن معنا ، مما يعرضني لكثير من الموقف المحرمة ، كالانفراد به أو دخوله علي فجأة وأنا بغير حجاب ، كما أن هذا السكن المشترك يحرمنا من الاستمتاع الكامل ببعضنا ، ويحرمنا من الكثير من حقوقنا أنا وزوجي ، كنت أعلم منذ البداية أني سأسكن مع أهل زوجي ، لكني لم أقدر أن الوضع سيكون صعبا ، وأنه سيسبب لي عذابا نفسيا وإحساسا بالحرمان ، أنا أصبحت أرغب في سكن مستقل الآن ، وزوجي أيضا ، لكن أمه ترفض بحجة أنها مريضة وبحاجة إليه ، علما بأنها ما زالت تعمل رغم مرضها وتمارس حياتها بشكل طبيعي في أغلب الأحيان ، كما أن ابنتها الصغرى تسكن معها ، والكبرى تسكن بجوارها في بيت أعطته لها ، وتزورها باستمرار ، كما أن لديها ثلاث مساكن أخرى مكتراة ، وترفض إعطاءنا مسكنا منهم وترفض أن نسكن إلا معها ، وتعتبر رغبتنا في السكن المستقل خيانة مني وعقوقا من زوجي ؛ فما الحل ؟ أرجوكم أفيدونا أنا وزوجي وشكرا .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

السكن حق من حقوق الزوجة الواجبة على زوجها اتفاقا ؛ لأن الله تعالى جعل للمطلقة الرجعية السكنى على زوجها فقال سبحانه: ( أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ ) الطلاق/6 ، فوجوب السكنى للتي هي في صلب النكاح أولى ؛ ولأن الله تعالى أوجب المعاشرة بين الأزواج بالمعروف فقال : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ )النساء/19 ، ومن المعروف المأمور به أن يسكنها في مسكن تأمن فيه على نفسها ومالها , كما أن الزوجة لا تستغني عن المسكن ; للاستتار عن العيون والاستمتاع وحفظ المتاع ، فلذلك كانت السكنى حقا لها على زوجها .
وقد ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة إلى أن للزوجة الحق في سكن مستقل عن أقارب الزوج ، وأن لها الامتناع من السكن مع أبيه وأمه أو أحدهما .
ينظر : الموسوعة الفقهية (25/109) .
وينظر : سؤال رقم (7653) .

وإذا قبلت الزوجة السكن مع أهل الزوج ، فلا حرج في ذلك ، لأنه تنازل منها عن حقها ، بشرط الأمن من الوقوع في محظور الخلوة أو النظر ، ولها أن ترجع عن هذه الموافقة في أي وقت ؛ لأن حقها في السكن المستقل لا يسقط بتنازلها .
وما ذكرت من احتمال الخلوة مع من لا يحل لك ، واحتمال مفاجأته لك وأنت على غير حجاب ، يؤكد ضرورة المسارعة إلى اتخاذ سكن مستقل ، ولا تجب طاعة الأم في خلاف هذا ؛ لأن الطاعة في المعروف ، وبقاؤكما في هذا المسكن العائلي فيه مفسدتان ظاهرتان :
الأولى : فقدان الراحة والاستمتاع الذي يرغب فيه الزوجان .
والثانية : التعرض للوقوع في الحرام .
فنصيحتنا لزوجك أن يبادر إلى إيجاد سكن مستقل لكما ، ويسعى في إرضاء أمه بالقول الحسن ، والإكثار من زيارتها ، وتفقد أحوالها ، وبالهدية ونحوها ، وليعلم أن خروجه من بيت أمه لا يعد عقوقا .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android