0 / 0
15,15716/02/2012

خطيبها يتعاطى المخدرات ويعدها بالإقلاع عنها فهل تصبر عليه أم تفسخ الخطبة ؟

السؤال: 176007

تمت خطبتي من شهور ، ولكنى كنت على ارتباط بهذا الشاب قبل الخطبة ، ووالدي كان رافض خطوبتنا وأمي كانت موافقة ، وتمت الخطبة بعد مشاكل عدة بسبب رفض أبي ، وما زال غير مقتنع ، أنا كنت متمسكة به ؛ لأني كنت أحبه ، وهو أيضا ، ولكن والدي كان رافضاً بسبب أمور مادية ، وسنه الصغير (23) سنة ، وشغله غير مستقر ، مع أنه ميسور إلى حد ما .
وأيام ارتباطنا علمت أنه شرب الحشيش ، وانفصلنا عن بعض ، ولكنى رجعت بعد وعود إنه لن يرجع له مرة أخرى ، ولم أقدر أبلغ أهلي ، لأنهم لو عرفوا سيفسخوا خطوبتي فورا ، ووعدني أنه سيتركها ، وأعمل له تحليل في أي وقت .
وأنا مش عارفة ماذا أفعل ، وأصبحت أشك فيه لأبعد الحدود ، لأنه كان بيقسم بالله إنه لا يشرب ، وانخدعت فيه .
هل أكمل معه ، وأساعده ، ولا أفسخ خطوبتي ، مع صعوبة هذا الأمر بعد ارتباط 5 سنين ، مع العلم أنه يعاملني معاملة طيبة ، ويصلي ، لكنه غير مواظب .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
تلك نصيحة لكل فتاة مسلمة : إياك وما يسمى بالحب ، وما يتبعه من العواطف الكاذبة والأماني الفاسدة واللقاءات الحارة ، وما يُتمنى به من عش الزوجية الهنيء ، فإنه لا هناء في معصية الله ، ولا سعادة في خلاف أمر الله ، إنما هي شهوة وقعت ، وهوى استحكم في القلب ، ثم ما يلبث أن ينكشف الغطاء ، ويقع البلاء وتحصل الفتنة ويكون الندم ، وكثيرا ما يكون بعد فوات الأوان.
يقول شيخ الإسلام رحمه الله :
” عشق الأجنبية فيه من الفساد ما لا يحصيه إلا رب العباد ، وهو من الأمراض التي تفسد دين صاحبها ، ثم قد تفسد عقله ثم جسمه ” انتهى من . “مجموع الفتاوى ” (10/132) .
ويقول ابن القيم رحمه الله :
” العشق مرض من أمراض القلب ، مخالف لسائر الأمراض فى ذاته وأسبابه وعلاجه ، وإذا تمكن واستحكم ، عز على الأطباء دواؤه ، وأعيى العليل داؤه ” انتهى من “زاد المعاد” (4 /265) .
ثانيا :
إذا كان هذا الشاب بالحال التي تصفينها ، من تعاطي المخدرات ، ولو أحيانا ، وعدم المحافظة على الصلوات ، وعدم الثقة بكلامه ، أو يمينه ؛ فمثل هذا لا يؤمن عليك ، ولا ينبغي لك أن تقبليه أصلا ، فضلا عن أن تحرصي عليه ؛ فأين دينه ، وخلقه ، وصدقه ، ومروءته ؟
فكيف إذا كان والدك غير متقبل له من حيث الأصل ؟

والحاصل : أن الذي نراه لك أن مثل هذا الشاب لا يصلح لك ، ولا ينبغي لك أن تتعلقي به ، ولا تأسفي على فواته ، وافتقري إلى الله أن يمن عليك بمن هو خير وأصلح لك منه .
وما أحسن ما قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
” يجب على الولي أن يتقي الله عز وجل في من ولاه الله عليها ، فإذا خطبها من هو كفء زوجها إذا رضيت ، وإذا خطبها من ليس بكفء لم يزوجها حتى لو رضيت هي بهذا الرجل وهو ليس كفئا بدينه ، فإنه لا يجوز لوليها أن يزوجها ؛ لأنه مسئول عنها ، فلو خطبها من لا يصلي لا يزوجه ، ولو خطبها من كان معروفا بالفجور وبشرب الخمر وبالحشيش لا يزوجها ، حتى لو رضيت هي وقالت : أنها تريد هذا الرجل فإنه لا يزوجها ، لو قالت : لا تريد أن تتزوج بغيره هل يزوجها ؟ لا ، لا يزوجها ، حتى لو ماتت وهي لم تتزوج فليس عليه إثم ؛ لأن هذه أمانة يجب عليه أن يختار من هو كفء في دينه وخلقه ؛ لأنه مؤتمن على هذه المرأة ” انتهى .
“لقاء الباب المفتوح” (159 /4)
وللمزيد يراجع السؤال رقم : (101686) ، (106436) .
والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android