0 / 0

ابن عمه سيء الأخلاق فهل يوافق على تزوجه بأخته ؟

السؤال: 177659

ابن عمي طلب يد أختي للزواج ، ولكنه سيئ السمعة وكثير الكذب ، ولكن المشكلة أنها تبلغ من العمر 38 عاماً ، بكر ، عمي نفسه لم نره في حياتنا كثيراً ، لا يعرف الأصول ولا صلة الرحم ، زوجته أيضا سيئة السمعة ، الابن يبلغ من العمر 38 عاماً أيضا ، لم يتزوج من قبل ، وتقدم لكثير من بنات العائلة ولكنه يُرفض ، أختي تقول : إنه ليس أمامها فرصة أخرى للزواج ، وأنا أرفضه بشدة ، طلبت منه كنوع من إثبات حسن النية أن يحفظ نصف القرآن فعاد وقال : لا أستطيع ، فصليت استخاره وقبلتُه ، وبعد الخطبة ظهرت المشاكل والكذب ، قال : إنه جهز الشقة التي بناها في بيت والده ثم اتضح أنه أخذ شقة أخيه التي قام بتجهيزها مسبقا ! تغاضينا عن هذا الكلام وحددنا موعدا للزواج ، ظهرت حجج غريبة لترك الموضوع ، حدثت بعض المشاكل وغاب لمدة عام ونصف وظهر ثانية – بدون أي مقدمات – ليطلب يدها مرة أخرى ، وأنا متحير ولا أثق بهذا الشخص ، هل أوافق أم أرفض ؟ مع العلم أن الأب البالغ من العمر موافق والأم مغلوبة على أمرها .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

الذي ننصحكم به ولا نشك أنه الفعل الصواب ، إن شاء الله ، هو رفض ابن عمك وعدم تزويجه أختك ؛ ولو كان في ابن عمك بعض ما ذكرت لكان هذا هو الواجب عليك فعله ، فكيف وقد اجتمعت فيه أمور سيئة للغاية ؟!
وأسوأ ما فيه الكذب الظاهر ، فكيف يأمن الإنسان على كريمته مع مثل هذا الكذاب ؟!
إن الكذب مجانب للإيمان وهو من أقبح الصفات والأخلاق ومن كذب عليك مرة فقد يكذب مائة مرة ، ومثل هذا لا يصلح زوجاً لأختك .
ثم هذا التهاون الظاهر في مسؤوليته أمام الناس ، والتزاماته مع أصهاره ، الذين هم قرابته ورحمه ، فكيف يكون قيامه على شأن ابنتهم ، ورعايته لها بعد ذلك ؟!

وقد شرع الله تعالى موافقة الولي في الزواج لحكمة بالغة ، وذلك أن الرجل أقدر على النصح لموليته والعناية بما يصلح لها في دينها ودنياها ، والرجل أقدر على حسن تقويم الرجال من المرأة ولذا فإنه لا يتم زواج إلا بولي يوافق على إنشاء عقد الزوجية وإلا كان باطلاً .

قالت عائشة رضي الله عنها : ” النكاح رقٌّ ، فلينظر أحدكم أين يضع كريمته ” .
وقال رجل للحسن بن علي رضي الله عنه : ” إن لي بنتاً فمَن ترى أن أزوِّجها له ؟ قال : زوِّجها لمن يتقي الله ، فإن أحبها أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها ” .
وقال الشعبي – رحمه الله – : ” مَن زوَّج كريمته من فاسق فقد قطع رحمها ” .
وقال أبو حامد الغزالي – رحمه الله – : ” والاحتياط في حقِّها أهم ، لأنها رقيقة بالنكاح لا مخلَص لها ، والزوج قادر على الطلاق بكل حال ، ومهما زوَّج ابنتَه ظالماً أو فاسقاً أو مبتدعاً أو شارب خمر : فقد جنَى على دِينه وتعرض لسخط الله ؛ لما قَطَع من حق الرحم وسوء الاختيار ” انتهى من ” إحياء علوم الدين ” ( 2 / 41 ) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – : ” ومَن كان مصرّاً على الفسوق : لا ينبغي أن يُزوَّج ” انتهى من ” مختصر الفتاوى المصرية ” ( 1 / 395 ) .

فلا تقف حائراً واحزم أمرك ، وردَّه ردّاً جميلاً ، مع وعظه في نفسه ونصحه في دِينه وتوجيهه في سلوكه ، فعسى الله أن يهديه ويصلح باله وحاله قولاً وعملاً .
ونسأل الله أن يرزقك أختاً زوجاً صالحاً يتقي الله تعالى فيها ويحسن عشرتها بالمعروف ، وإن تأخر زواج المرأة خير من حياة مع زوج فاسد وقد يُخسرها دينها .
والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android