أنا مستحاضة وأستيقظ أحيانا وأجد دما لزجا ، فأشك إن كان هو مني مختلط بدم أولا , فكنت أغتسل كثيرا تقريبا 3مرات في الأسبوع وقد تزيد أحيانا .
واليوم نمت قبل الفجر بحوالي ساعتين وكان نوما غير مستقر جدا ، بل كنت كثيرة التقلب وكنت أحس برطوبة من قبل أن أنام ، ولما استيقظت وجدت دما لزجا أيضا ، وكنت في اليوم الذي قبله وجدت ما يشابه هذا الدم ، فاغتسلت ذلك اليوم لأنه قد يكون منيا، لكن في هذا اليوم لم أغتسل ، فقد أصابتني المشقة والبرد شديد ، ولست متأكدة من كونه منيا ، بالإضافة إلى عدم استغراقي الشديد في النوم ، وكذا تكرر هذا الأمر معي لأكثر من مرة ، وعدم وجود رائحة المني ولا أذكر في نومي احتلاما .
كل هذا جعلني اغلب جانب الطهارة وأنه ليس بمني ولذلك لم أغتسل ، فهل فعلي صحيح ؟ أرشدوني أثابكم الله ، مع العلم أني كلما استيقظت غالبا وجدت الدم اللزج ينزل مني فيصيبني الحرج هل أغتسل أم لا ، خاصة أن صفات المني لا تتبين يسبب الدم ، وحتى أهلي يستغربون مني كثرة اغتسالي ، فما هو الفعل الصحيح ؟
جزاكم الله خيرا .
كيف تعرف المستحاضة هل الخارج منها بعد الاستيقاظ من النوم مني أو لا ؟
السؤال: 178795
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا :
مَنِيّ المرأة معروف بلونه ورائحته ، فهو أصفر رقيق له رائحة كرائحة طلع النخل أو العجين ، تشعر المرأة بالفتور بعد خروجه .
قال النووي رحمه الله :
” وَأَمَّا مَنِيّ الْمَرْأَة فَهُوَ أَصْفَر رَقِيق , وَقَدْ يَبْيَضّ لِفَضْلِ قُوَّتِهَا , وَلَهُ خَاصِّيَّتَانِ يُعْرَف بِوَاحِدَةٍ مِنْهُمَا : إِحْدَاهُمَا : أَنَّ رَائِحَته كَرَائِحَةِ مَنِيّ الرَّجُل ، وَالثَّانِيَة التَّلَذُّذ بِخُرُوجِهِ وَفُتُور شَهْوَتهَا عَقِب خُرُوجه ” انتهى من “شرح النووي على مسلم” (3 /223) .
ومعلوم أن المرأة يخرج منها عادة إفرازات طبيعية ، وهي التي يطلق عليها كثيرا ” رطوبة فرج المرأة ” .
جاء في “الموسوعة الفقهية” (32 /85) : ” رُطُوبَةُ فَرْجِ الْمَرْأَةِ هِيَ مَاءٌ أَبْيَضُ مُتَرَدِّدٌ بَيْنَ الْمَذْيِ وَالْعِرْقِ يَخْرُجُ مِنْ فَرْجِ الْمَرْأَةِ ” انتهى.
فإن كان هناك إفرازات اختلطت بالدم فإذا تبين بعد قيامك من النوم أنها تشبه أوصاف المني المتقدمة ، سواء بلونها أو رائحتها أو الشعور بالفتور الذي يحصل عادة بعد نزول المني ، فهو مني يجب الاغتسال منه ، وإذا لم يتبين شيء من ذلك ، وخاصة مع حصول ذلك كثيرا وتكراره فهذا الدم اللزج الذي ترينه بعد قيامك من النوم ، الراجح أنه دم استحاضة اختلط بما ينزل عادة من إفرازات طبيعية من الفرج .
ولمعرفة حكم رطوبة الفرج تراجع إجابة السؤال رقم (44980) .
ثانيا :
إذا رأى الرجل أو رأت المرأة بعد النوم بللا : فإما أن يكون منيا بيقين ، أو يكون ليس بمني يقينا أو يكون على الشك ، وعند حصول الشك نعمل بالراجح منه .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
” إذا استيقظ الإنسان فوجد بللا ، فلا يخلو من ثلاث حالات :
الحال الأولى : أن يتيقن أنه مني، فيجب عليه حينئذ الاغتسال سواء ذكر احتلاما أم لم يذكر .
الحال الثانية : أن يتيقن أنه ليس بمني ، فلا يجب عليه الغسل في هذه الحال، ولكن يجب عليه أن يغسل ما أصابه ، لأن حكمه حكم البول.
الحال الثالثة : أن يجهل هل هو مني أم لا ؟ ففيه تفصيل :
أولا : إن ذكر أنه احتلم في منامه ، فإنه يجعله منيا ويغتسل ؛ لحديث أم سلمة رضي الله عنها حين سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل، هل عليها غسل ؟ قال: ( نعم إذا هي رأت الماء ) ، فدل هذا على وجوب الغسل على من احتلم ووجد الماء.
ثانيا : إذا لم ير شيئا في منامه ، فإن كان قد سبق نومه تفكير في الجماع جعله مذيا .
وإن لم يسبق نومه تفكير ، فهذا محل خلاف : قيل : يجب عليه الغسل احتياطا .
وقيل : لا يجب ، وهو الصحيح لأن الأصل براءة الذمة ” .
انتهى “مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين” (11 /159) .
وحيث إنه لا يخرج منك إلا الدم اللزج ، ولا تشعرين عادة بعد خروجه بالفتور المعروف بعد الإنزال ، ويخرج أحيانا منك بعد نوم غير مستغرق ، ويخرج منك كثيرا ، وتشعرين – أيضا – برطوبة في الموضع قبل النوم : فالراجح أنه لم يحصل احتلام ، ولم ينزل مني أصلا ، فلا يجب عليك الاغتسال ، وخاصة أن مني المرأة ليس بلزج .
والذي ننصح به الذهاب إلى أخصائية لعرض هذه المشكلة عليها ، لتتبين حقيقة هذه الإفرازات الخارجة من الفرج المختلطة بالدم ، والذي نعرفه أن هذه الإفرازات لها أسباب متعددة ، وقد تخرج باللون الأبيض أو الأصفر أو غير ذلك .
وينظر إجابة السؤال رقم (156033) .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة