ما معنى أول ثلاث آيات من سورة الطارق؟ حيث إني وجدت لها تفاسير مختلفة ومتنوعة. (والسماء والطارق وما أدراك ما الطارق النجم الثاقب) الطارق/ 1-3.
معنى النجم الثاقب
السؤال: 178888
ملخص الجواب
يقسم سبحانه بالسماء والطارق، والطارق هو النجم الثاقب، أي المضيء الذي يثقب نوره فيخرق السماوات فينفذ حتى يُرى في الأرض، وهو اسم جنس يشمل سائر النجوم الثواقب. وأما الأمر الذي أقسم الله جل جلاله بهذه الآيات الباهرة، على أنه حاصل وكائن لا محالة، فهو قوله تعالى (إن كل نفس لما عليها حافظ) أي كل نفس عليها من الله حافظ يحرسها من الآفات.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
قال الله تعالى في أول سورة الطارق: وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ.
يقسم سبحانه بالسماء والطارق، والطارق هو النجم الثاقب، أي: المضيء، الذي يثقب نوره، فيخرق السماوات فينفذ حتى يُرى في الأرض، وهو اسم جنس يشمل سائر النجوم الثواقب. "تفسير السعدي" (ص 919).
قال الطبري رحمه الله في "تفسيره" (24/351):
" أقسم ربنا بالسماء، وبالطارق الذي يطرق ليلا من النجوم المضيئة، ويخفى نهارًا، وكل ما جاء ليلا فقد طرق " انتهى.
وقال قتادة وغيره: "إنما سمي النجم طارقا؛ لأنه إنما يرى بالليل ويختفي بالنهار ". انتهى من "تفسير ابن كثير (8 /374).
وقال ابن القيم رحمه الله:
" أقسم سبحانه بالسماء ونجومها المضيئة وكل منها آية من آياته الدالة على وحدانيته، وسمى النجم طارقا لأنه يظهر بالليل بعد اختفائه بضوء الشمس، فشبه بالطارق الذي يطرق الناس أو أهلا ليلا، قال الفراء: ما أتاك ليلا فهو طارق، وقال الزجاج والمبرد: لا يكون الطارق نهارا " انتهى من "التبيان في أقسام القرآن" (ص 63).
وقال الطبري أيضا (24/352):
وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: وما أشعرك يا محمد ما الطارق الذي أقسمتُ به؟ ثم بين ذلك جلّ ثناؤه فقال: هو النجم الثاقب، يعني: يتوقد ضياؤه ويتوهَّج " انتهى.
قال ابن كثير رحمه الله:
" قوله: الثاقب قال ابن عباس: المضيء، وقال السدي: يثقب الشياطين إذا أرسل عليها، وقال عكرمة: هو مضيء ومحرق للشيطان " انتهى من "تفسير ابن كثير" (8 /375).
وأما الأمر الذي أقسم الله جل جلاله بهذه الآيات الباهرة، على أنه حاصل وكائن لا محالة، فهو قوله تعالى بعد ذلكإِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ.
قال ابن كثير رحمه الله (8/37):
" أي: كل نفس عليها من الله حافظ يحرسها من الآفات، كما قال تعالى: لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ الرعد/11".
وقال ابن القيم رحمه الله:
"والمقسم عليه ههنا حال النفس الإنسانية، والاعتناء بها، وإقامة الحفظة عليها، وأنها لم تترك سدى، بل قد أرصد عليها من يحفظ عليها أعمالها ويحصيها. فأقسم سبحانه أنه ما من نفس إلا عليها حافظ من الملائكة يحفظ عملها وقولها ويحصي ما تكتسب من خير أو شر. "انتهى من "التبيان في أقسام القرآن" (ص 64).
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة