0 / 0

هل يلزم استئذان الوالدين في السفر لطلب العلم ؟

السؤال: 179003

لدي سؤال بخصوص الدراسة بجامعة المدينة ، أريد أن أسافر لأدرس بالجامعة الإسلامية بالمدينة ، ولكن والدي يرفض ذلك ، معللا ذلك بأنه يخاف أن تعتبرني الولايات المتحدة الأمريكية “مشتبه به” في حال عودتي ، مما قد يسبب لي مشاكل في الإقامة مرة ثانية في الولايات المتحدة ، وأمي توافق على سفري إلا أن أبي يرفض .

فهل يمكنني أن أسافر في سبيل الله لأدرس الإسلام بدون موافقة أبي؟ أم يجب عليّ إقناعهما بسفري ؟
فالسفر للدراسة أمنية من أمنياتي حياتي أسأل الله أن يعطيني إياها.

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

طلب العلم من آكد الأعمال ، وأجل القربات ، وهو نوعان :
واجب : وهو علم ما تصح به عقيدة الإنسان وعبادته .
والثاني : تطوع ، وهو ما عدا الواجب .
وللابن أن يسافر دون إذن والديه المسلمين لطلب العلم الواجب ، إذا لم يمكنه معرفته في بلده .
وأما غير الواجب فلا يسافر إليه إلا بإذنهما .
قال ابن قدامة رحمه الله : ” إذا وجب عليه الجهاد ، لم يعتبر إذن والديه ; لأنه صار فرض عين وتركه معصية , ولا طاعة لأحد في معصية الله ، وكذلك كل ما وجب مثل الحج , والصلاة في الجماعة والجمع , والسفر , للعلم الواجب .
قال الأوزاعي لا طاعة للوالدين في ترك الفرائض والجمع والحج والقتال ; لأنها عبادة تعينت عليه , فلم يعتبر إذن الأبوين فيها , كالصلاة , ولأن الله تعالى قال : ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ) ولم يشترط إذن الوالدين ” انتهى من “المغني” (9/ 171).

وقال ابن مفلح في “الآداب الشرعية” : (1/ 462): ” والمراد والله أعلم أنه لا يسافر لمستحب إلا بإذنه كسفر الجهاد ، وأما ما يفعله في الحضر كالصلاة النافلة ونحو ذلك فلا يعتبر فيه إذنه، ولا أظن أحدا يعتبره ، ولا وجه له ، والعمل على خلافه والله أعلم ” انتهى .

ومن أهل العلم من فرق بين السفر الآمن وغير الآمن . وينظر : الموسوعة الفقهية (29/ 83).

والأصل في ذلك : ما روى البخاري (3004) ومسلم (2549) عن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَأْذَنَهُ فِي الْجِهَادِ ، فَقَالَ : ( أَحَيٌّ وَالِدَاكَ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ ) .
ونحوه من الأحاديث .
ولا يخفى أن العلم الواجب يمكن تحصيله اليوم دون سفر ، عن طريق الكتب والأشرطة والإنترنت ، أو عن طريق الشيوخ إن وجدوا .
وعليه : فليس لك أن تسافر للدراسة إلا بإذن والديك ، فاجتهد في إقناع والدك ، واستعن في ذلك بمن يوثق فيه من صديق أو قريب ، لعل الله أن يحقق لك أمنيتك .
وينظر جواب السؤال رقم (170555) .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android