تنزيل
0 / 0

الفرق بين القلم الذي كتب مقادير كل شيء بأمر الله وبين القلم الذي يكتب به الناس

السؤال: 179685

هل يجوز قول إن القلم اختراع بشري ؟ وهل هذا يتعارض مع ما ورد من أن أول ما خلق الله القلم ؟ علما بأننا نقصد بالقلم ، القلم الذي له جرم ، ويستخدم في الكتابة العادية ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

لابد أن نفرق بين القلم الذي كتب مقادير كل شيء بأمر الله وبين القلم الذي يكتب به الناس .
فالقلم الذي كتب المقادير شأنه عظيم بلا شك ، وهو قلم حقيقي ، كالذي يفهم الناس من معاني القلم ، وله جرم أيضا ، لكن لا يقدر قدره ، ولا يعلم حقيقة أمره إلا الله ؛ فقد روى الترمذي (2155) عن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ فَقَالَ اكْتُبْ فَقَالَ مَا أَكْتُبُ؟ قَالَ اكْتُبْ الْقَدَرَ مَا كَانَ وَمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى الْأَبَدِ )
صححه الألباني في “صحيح الترمذي” .

قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :
” لا يعلم كيفية اللوح والقلم إلا الله ، وهما مخلوقان من مخلوقات الله عز وجل ، نؤمن بذلك ” انتهى من “شرح العقيدة الطحاوية” (ص 111) .

وقال الشيخ يوسف الغفيص :
” وأما تفاصيل ماهية اللوح والقلم فإن هذا لم تفصله النصوص ” انتهى من “شرح العقيدة الطحاوية” (ص 136) .

وهو من نور ؛ كما روى الطبراني في “المعجم الكبير” (10605) عن ابن عباس قال : ” لوددت أن عندي رجلا من أهل القدر فوجأت رأسه ” !! قالوا : ولم ذاك ؟ قال : ” لأن الله خلق لَوحا محفوظا من درة بيضاء ، دفتاه ياقوتة حمراء ، قلمه نور وكتابه نور ” .
قال الهيثمي في “مجمع الزوائد” (7 /393): ” رواه الطبراني من طريقين ، ورجال هذه ثقات “.

وقد خلقه الله عز وجل بيده ؛ كما روى الحاكم في “المستدرك” (3244) والآجري في “الشريعة” (750) عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ” خلق الله عز وجل أربعة أشياء بيده : آدم عليه السلام ، والعرش ، والقلم ، وجنات عدن ، ثم قال لسائر الخلق : كن فكان ” وصححه الألباني في “مختصر العلو” (75) .

أما القلم الذي نكتب به فأمره معروف ، وحقيقة ماهيته لا تخفى على أحد ، ولا حرج من القول بأنه من اختراع البشر وابتكاراتهم ، ولا يتعارض ذلك مع إيماننا بأن أول ما خلق الله تعالى هو القلم ؛ لأن هذا القلم الذي كتب الله به مقادير كل شيء غير تلك الأقلام التي يستعملها الناس ويصنعونها على أشكال مختلفة وبصور متعددة ، وقلم القدر خلقه الله بيده ، أما هذه الأقلام فمن صنع البشر .
مع أن هذه الأقلام التي يصنعها البشر ، بل كل ما يصنعونه ويعملونه : هو أيضا من خلق الله تعالى ، ولا تعارض بين الأمرين ؛ فالله جل جلاله هو خالق العباد ، وخالق أعمالهم ، وهو خالق ما في الكون كله ، والعبد صانع لما يصنعه ، ولا تعارض بين الأمرين ؛ فإذا كان الله هو خالق العباد ، فهو خالق لما يعمله العباد .

والله تعالى أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android