0 / 0
5,07430/06/2012

هل تتنازل عن جنسيتها لتتزوج بشاب في بلدها أم تحافظ عليها ولها فيها مصالح ؟

السؤال: 180277

أنا فتاة أبلغ من العمر 28 عاماً ، منذ ثلاث سنوات قدمت إلى ” قطر ” لأحصل على الجنسية لأن أبي من قطر وتزوج أمي من ” الهند ” ، وقد توفي والدي وأنا صغيرة ، وبعد عدة سنوات قدمنا أنا وأمي إلى ” قطر ” وحصلنا على الجنسية ، وكنت على وشك أن أتزوج ولكن لم يقدر الله ذلك بعد .
والآن أنا مضطرة للحصول على إذن من الحكومة لأن القطريات لا يمكنهم الزواج خارج البلد إلا بعد موافقة مجلس التعاون الخليجي ، والآن أنا محتارة جدّاً ولا أعرف ماذا أفعل ، هل الأفضل لي أن أترك جنسيتي لأتزوج في ” الهند ” أو أعيش هنا وأنتظر حتى تعطينا الحكومة الإذن بعد عدة سنوات كما أنهم قد يرفضون طلبي ؟ .
الحياة في قطر جميلة ولكن المشكلة في الشاب الذي ينتظرني منذ سنوات ، حيث إني لا أريد أن أخدعه ولا أطيل عليه ، لقد أديت صلاة الاستخارة ولكن ما زلت محتارة ولا أعرف ما الذي ينبغي عليّ أن أفعله ، وللعلم فأمي لم تحصل على الجنسية القطرية لأنها لا تريد المعيشة هنا حيث إن حالتها الصحية تسوء هنا ، لذلك أرسل أخي لها ولأختي الأكبر مني لتأتي إلى ” قطر ” والتي حصلت هي الأخرى على الجنسية .
أنا هنا مع أخي الذي يعمل في الشرطة ، وهو يرغبني في العيش هنا في ” قطر ” وينصحني بأنه هو الأفضل لي أن أعيش هنا ليس من الناحية المالية فقط ولكن من الناحية الدينية أيضاً .
الرجاء يا شيخ أفيدوني ماذا ينبغي عليّ أن أفعل ؟ وهل إذا تركت الجنسية وتزوجت في ” الهند
” هل سيكون هناك مشاكل حيث إن بعض الناس أخبرني بأنني سأندم إذا فعلت ذلك وتركت ” قطر ” ، وأن هذه فرصة ذهبية لي ؟ .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

الذي نختاره لك البقاء في ” قطر ” والمحافظة على جنسية بلدك؛ لأن في ذلك مصلحة لك في دينك ودنياكِ ، ولا شك أن اهتمام المسلم ينبغي أن ينصبَّ فيما يصلح دينه ويعينه على طاعة ربه تعالى ، ولم تشرع الهجرة في الأصل إلا من أجل الحفاظ على الدين وإقامة شعائره ، وبما أن ” قطر ” هي خير لك من الناحية الدينية ، فنحن نشجعك على البقاء فيها ، والاحتفاظ بجنسيتها ، وهذا الأمر ييسر لك زيارة أمك ، والاعتناء بها ، فيمكنك مع أخيك زيارتها في بعض أشهر السنة ، ويمكنكم استضافتها في أشهر أخرى عندكم في ” قطر ” ، كما أن المال هو عصب الحياة ، فقد تقوم بها ظروف تستدعي الإنفاق عليها ، وإذا كان المال بين أيديكم حينها ، كان ذلك أدعى للقيام ببرها على وجهه الأكمل .
وأما الناحية العاطفية فهي وإن كانت مهمة في حياة المسلم ، إلا أنَّ ظروف الحياة الصعبة تجعل تقديم غيرها من النواحي عليها أمراً حتميّاً ، ومن هنا رأينا بعض النساء قد مرت بها ظروف ، فجاهدت نفسها في ترك الزواج الثاني ، للقيام على أولادها عناية ورعاية لهم ، لما رأت أن في زواجها تضييعاً لهم ، وهكذا رأينا بعض الرجال تركوا التزوج من أبكار وصغيرات في السن ، من أجل العناية بأولادهم لما وجدوا تعارضاً بين هذا وبين تربية أولادهم والعناية بهم .
ونحن لا نقول بأن تتركي السعي في التزوج بذلك الشاب الذي يرغب بالتزوج منك ، بل نرى أن يتم تقديم الطلب للإذن بالموافقة عليه ، وأن يُبحث عن أهل الخير من أهل الشفاعات الحسنة ليساعدوا في تسريع إنجاز المعاملة .
وفي حال طالت المدة أو جاء الرد بالرفض فنرى أن تسترجعي وأن تسألي الله تعالى أن يخلفك خيراً منه ، والمسلم لا يدري أين يكون الخير لدينه ودنياه ، وقد يكون هذا التعويق للتزوج بذاك الشاب من الخير لك حتى ينصرف أمره عن قلبك ، وقد يتقدم للزواج منك من هو خير منه ديناً فيكون سبباً لصلاح حالك وصلاح أسرتك وذريتك ، ونسأل الله أن ييسر لك الخير حيث كان ، وأن يوفقك لما يحب ويرضاه .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android