تنزيل
0 / 0
32,48913/07/2012

نظر المرأة إلى رجل يتوقَّع أن يخطبها

السؤال: 180510

أرى من امرأة رغبة شديدة في أن أكون زوجة لأحد أقربائها, لكن الأمر لم يحصل رسميا حتى الآن ، فكل ما أراه منها تلميح واختبار وانتظار ، ويصادف كثيرا أن أرى قريبها هذا بين الحين والآخر ، وأنا والحمد لله فتاة تغض البصر – ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة – ، فحينما يصادف يوما قدوم قريبها ، أتساءل : هل يجوز لي النظر إليه لأعلم طباعه وأتفرس في سمته ؟ أم إن هذه وسوسة شيطان ليجد لي عذرا للنظر؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :
يجب على المرأة أن تغض بصرها عن العورات والمحرمات ، ولا يجوز لها النظر إلى الرجال بشهوة وتمتع أو مع خوف الفتنة ، لقول الله تعالى : ( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ) النور/ 31.
قال السعدي في تفسيره ص515 : ” .. عن النظر إلى العورات والرجال بشهوة ونحو ذلك من النظر الممنوع ” انتهى .
ثانيًا :
الراجح من أقوال أهل العلم أنه يجوز للمرأة النظر إلى ما يظهر من الرجال عادة كالرأس والذراع ، إذا لم يكن النظر بشهوة أو تلذذ ، وإذا أمنت الفتنة ؛ لقول عائشة رضي الله عنها :
( رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتُرُنِي ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْحَبَشَةِ وَهُمْ يَلْعَبُونَ فِي الْمَسْجِدِ )
أخرجه البخاري (988) ومسلم (892) .
وهذا حديثٌ صحيحٌ فيه دلالة على جواز نظر المرأة إلى الرجال الأجانب .
قال الحافظ ابن حجر في تعليقه على هذا الحديث :
” يدل على جواز نظر المرأة للرجل ” انتهى من ” فتح الباري ” (9/248) .
ومن الأدلة على الجواز أيضًا قول النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لفاطمة بنت قيس : ( اعْتَدِّي عِنْدَ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ فَإِنَّهُ رَجُلٌ أَعْمَى تَضَعِينَ ثِيَابَكِ عنده ) .
أخرجه مسلم (1480) .
قال القرطبي في تفسيره (12/228) :
” قد استدل بعض العلماء بهذا الحديث على أن المرأة يجوز لها أن تطلع من الرجل على ما لا يجوز للرجل أن يطلع من المرأة كالرأس ومعلق القرط ، وأما العورة فلا ، فعلى ذلك يكون مخصصًا لعموم قوله تعالى : ( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ) وتكون (من) للتبعيض ” انتهى .
وقال ابن القطان :
” لا خلاف أعلمه في جواز نظر المرأة إلى وجه الرجل ما كان، إذا لم تقصد اللذة ، ولم تخف الفتنة ..” انتهى من ” الرد المفحم” للألباني ص116 .

وسئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله :
ما حكم نظر المرأة للرجل من خلال التليفزيون أو النظرة الطبيعية في الشارع ؟
فأجاب :
” نظر المرأة للرجل لا يخلو من حالين سواء كان في التلفزيون أو غيره .
1- نظر شهوة وتمتع ، فهذا محرم لما فيه من المفسدة والفتنة .
2- نظرة مجردة ، لا شهوة فيها ولا تمتع ؛ فهذه لا شيء فيها على الصحيح من أقوال أهل العلم ، وهي جائزة لما ثبت في الصحيحين : ( أن عائشة رضي الله عنها كانت تنظر إلى الحبشة وهم يلعبون ، وكان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسترها عنهم ) وأقرها على ذلك .
ولأن النساء يمشين في الأسواق ، وينظرن إلى الرجال ، وإن كن متحجبات ، فالمرأة تنظر إلى الرجل ، وإن كان هو لا ينظرها ، بشرط ألا تكون هناك شهوة وفتنة ، فإن كانت شهوة أو فتنة فالنظرة محرمة ، في التلفزيون وغيره ” انتهى من ” فتاوى المرأة المسلمة ” 2/973 .

ثالثًا : النظرة الخاصة بالخطبة : إنما تكون حيث يصح العزم على ذلك ، فينظر إليه بقدر حاجته ؛ فإذا وقعت في نفسه ، وخطبها : عاد حكم النظر إليها كغيره من الأجانب .
وإن انصرف عن خطبتها ، فهذا أبعد لنظره .
والمرأة ليست هي الخاطب الذي يبدأ بذلك ، فليس لها أن تنظر إليه ، نظر المخطوبة إلى خاطبها ، إلا بعد أن يخطبها فعلا ، أو يغلب على الظن أنه يقدم على ذلك .
وبعدها يكون كغيره من الرجال الأجانب .
وينظر جواب السؤال رقم (143844) .

والذي ننصح به الأخت السائلة أن تمنع نفسها من النظر إلى هذا الرجل ، ما دام أنه لم يتقدم لخطبتها فعليها ؛ سدًا لذريعة الفتنة واحتياطًا لدينها ؛ فإن نظر فتاة شابة إلى شاب يُطمع في تقدمه لخطبتها ، قد يكون ذريعة لتعلقها به ، ثم لا يقدم هو على خطبتها فعليا ، فلا تستفيد شيئا ، بل تضرر بذلك ، ويخشى على دينها منه .

نسأل الله أن يحسن خلقك ويزودك بالتقوى والورع ، وأن يزينك بالعفاف والحياء والشرف ، وأن يطهر قلبك من الشرور ما صغر منها وما كبر ، وما بطن منها وما ظهر ، وأن يثبتك على الحق ويهديك إلى ما يحبه ويرضاه .

والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android