تنزيل
0 / 0

نبذة مختصرة عن تاريخ دخول الإسلام بلاد الهند .

السؤال: 180851

أريد أن أعرف ، من خلال المصادر والكتب والمراجع ، تأريخ الإسلام في الهند ، كيف ، ومتى دخل إليها ؟
لقد جمعت بعض الأحاديث بهذا دخول الإسلام الهند ، ولكني في الحقيقة لا أعرف صحة بعض هذه الأحاديث ، فعلى سبيل المثال :
ورد في بعض كتب الحديث كما في مستدرك الحاكم ، من رواية أبي سعيد الخدري : ” أن ملك الهند أرسل إلى النبي صلى الله عليه وسلم هدية ، عبارة عن مخلل فيه شيء من الزنجبيل ، فوزّعه النبي صلى الله عليه وسلم على من حوله من الصحابة ، وقال أبو سعيد : وحصلت على شيء منه فأكلته ” . “مستدرك ” للحاكم ، ( كتاب الأطعمة، المجلد الرابع، صفحة 150) .

فما صحة هذا الحديث؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
أما عن تاريخ دخول الإسلام بلاد الهند : فقد دخل الإسلام الهند عن طريق الفتوحات
الإسلامية والحملات الجهادية التي قادها قادة المسلمين لفتح البلاد ونشر دين الله
بين العباد .
وكان الإسلام يدخل وينتشر في بلاد الكفر عادة عن طريق أحد أمرين هامين : عن طريق
الجهاد ، فيتعرف أهل تلك البلاد على سماحة الإسلام وسماحة أهله وكمال شرائعه ، وعن
طريق تجار المسلمين الذين كانوا ينشرون الإسلام في تلك البلاد ويتخلقون بخلق
الإسلام ، مما أثر في أهلها ، فيدخلون في دين الله أفواجا .
ففي سنة أربع وأربعين من الهجرة غزا المهلب بن أبي صفرة أرض الهند ، وسار إلى
قندابيل ، وكسر العدو وسلم وغنم ، كما في ” تاريخ الإسلام” ، للحافظ الذهبي (4 /12)
.
وكان هذا أول غزو المسلمين لبلاد الهند ، وبه تعرّف أهل تلك البلاد على الإسلام
وشرائعه ، فدخل منهم من دخل فيه .

وفي سنة ثمان وأربعين من
الهجرة كتب معاوية رضي الله عنه إلى زياد بن عبيد : انظر رجلا يصلح لثغر الهند ،
فوجه زياد إليه سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي ، وكان أحد الشجعان المشهورين ، فقام
بغزو الهند ” . انظر “تاريخ الإسلام” (4 /18) .
قال الذهبي :
” استعمله زياد بن عبيد على غزو الهند ” .
“تاريخ الإسلام” (6 /74) .

وفي سنة ثلاث وتسعين افتتح
محمد بن القاسم – وهو ابن عم الحجاج بن يوسف – مدينة الدبيل وغيرها من بلاد الهند ،
وكان قد ولاه الحجاج غزو الهند وعمره سبع عشرة سنة ، فسار في الجيوش فلقوا الملك
داهر – وهو ملك الهند – في جمع عظيم ومعه سبع وعشرون فيلا منتخبة ، فاقتتلوا فهزمهم
الله وهرب الملك داهر ، فلما كان الليل أقبل الملك ومعه خلق كثير جدا فاقتتلوا
قتالا شديدا فقتل الملك داهر وغالب من معه ، وتبع المسلمون من انهزم من الهنود
فقتلوهم .
ثم سار محمد بن القاسم فافتتح مدينة الكبرج وبرها ورجع بغنائم كثيرة وأموال لا تحصى
كثرة ، من الجواهر والذهب وغير ذلك .
“البداية والنهاية” (9 /104) .

وفي سنة خمس وتسعين افتتح
محمد بن القاسم مدينة المولينا – ويقال : الملتان – من بلاد الهند، وأخذ منها
أموالا جزيلة .
“البداية والنهاية” (9 /136) .

وفي سنة ستين ومائة جهّز
الخليفة المهدي العباسي عبد الملك بن شهاب المسمعي لغزو بلاد الهند ، فدخل مدينة
باربد من الهند في جحفل كبير فحاصروها ونصبوا عليها المجانيق ، ورموها بالنفط
فأحرقوا منها طائفة ، وهلك بشر كثير من أهلها، وفتحوها عنوة وأرادوا الانصراف فلم
يمكنهم ذلك لاعتلاء البحر ، فأقاموا هنالك فأصابهم داء في أفواههم ، فمات منهم ألف
نفس ، فلما أمكنهم المسير ركبوا في البحر فهاجت عليهم ريح فغرق طائفة أيضا ، ووصل
بقيتهم إلى البصرة ومعهم سبي كثير، فيهم بنت ملكهم .
“تاريخ الإسلام” (9 /371) ، “البداية والنهاية” (10/140) .

وفي سنة ثنتين وتسعين
وثلثمائة في محرمها غزا السلطان الملك يمين الدولة أبو القاسم محمود بن سبكتكين
التركي بلاد الهند فقصده ملكها جيبال في جيش عظيم فاقتتلوا قتالا شديدا ، ففتح الله
على المسلمين ، وانهزمت الهنود ، وأسر ملكهم جيبال ، وأخذوا من عنقه قلادة قيمتها
ثمانون ألف دينار، وغنم المسلمون منهم أموالا عظيمة ، وفتحوا بلادا كثيرة ، ثم إن
محمودا سلطان المسلمين أطلق ملك الهند احتقارا له واستهانة به ، ليراه أهل مملكته
والناس في المذلة فحين وصل جيبال إلى بلاده ألقى نفسه في النار التي يعبدونها من
دون الله فاحترق ، لعنه الله .
“البداية والنهاية” (11 /379)

وكان السلطان محمود بن
سبكتكين قد فرض على نفسه كل سنة غزو الهند ، فافتتح بلادا شاسعة ، وكسر الصنم
سومنات ، الذي كان يعتقد كفرة الهند أنه يحيي ويميت ويحجونه ، ويقربون له النفائس ،
بحيث إن الوقوف عليه بلغت عشرة آلاف قرية ، وامتلأت خزائنه من صنوف الأموال ، وفي
خدمته من البراهمة ألفا نفس ، ومائة جوقة مغاني رجال ونساء ، فكان بين بلاد الإسلام
وبين قلعة هذا الصنم مفازة نحو شهر، فسار السلطان في ثلاثين ألفا، فيسر الله فتح
القلعة في ثلاثة أيام ، واستولى محمود على أموال لا تحصى ، وقيل: كان حجرا شديد
الصلابة طوله خمسة أذرع ، منزل منه في الأساس نحو ذراعين، فأحرقه السلطان، وأخذ منه
قطعة بناها في عتبة باب جامع غزنة .
“سير أعلام النبلاء” (17 /485) .
وانظر جواب السؤال رقم (148529)
.

ثانيا :
هذا الحديث المشار إليه في السؤال رواه الحاكم في “مستدركه” (7190) . وقد سبق
الكلام عليه مفصلاً في جواب السؤال رقم (186168)
.
والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android