تنزيل
0 / 0
8,22102/10/2012

كتب لها الطلاق وتلفظ به في حال الغضب

السؤال: 182068

عندما تزوجت أحسست بنوع من الضيق في صدري ، ونفور من زوجتي ، وكنت أحيانا عندما أراها ساكتة لا تتكلم معي أضيق وأتضايق كثيرا ، وأخيِّرها بقولي : ما رأيك أن نتفارق وكل منا يذهب إلى طريقه ؟ فردها هو البكاء والتسخط من قولي ، ثم أتذكر وكأنني قلت الكلام مكرها ورغما عن أنفي بسبب الضيق الذي أشعر به. يوم ما حدث خلاف وتوتر شديد بيني وبين زوجتي ؛ لأنها كانت تريد الذهاب إلى أهلها بسبب أنها تحس بضيق هي أيضا فغضبت منها ، لأنه كان وقتا متأخرا جدا ، وكنت أريد النوم وكان لدي عمل بعد وقت قصير جدا ، أخذتها وتشاجرنا في الطريق ، الحقيقة لا أذكر شيئا ، غير أني عندما أنزلتها أرسلت لها رسالة تخويف وزعل وغضب ، على ما يبدو لي حاليا ، وكانت ردة فعل ، ناهيكم عن أنني لم أكن أعلم بوقوع كنايات الطلاق ، ولم أكن أنويها طلاقا أو غيره إن صدق تخميني ، وهذا من وقت طويل لأكثر من سنة ونصف ، كان مضمون الرسالة بأن تأتي أمها وتحمل عفشها من البيت ( قولي لأمك تأتي وتأخذ عفشك من البيت ) ، بعدها صار عتب شديد من أهلها على ما أرسلته في الجوال ، وتصالحنا وعادت إلى البيت .
وفي مرة أخرى حصل شجار لا ذنب لي فيه أبدا ، أو أنني قد أسأت التصرف ، من غير قصد أتت أمها وأخذتها من البيت ، ثم انقطعنا ، وحاولت الاتصال بها ، وأهلي يتصلون بأهلها وأهلها يعرضون ويلمحون بكلمات الطلاق ، وأنهم غير آبهين بمشاعري وأحاسيسي ، كما أني كنت مشتاق لابني كثيرا ، وقلبي يتقطع عليه ، حاولت الاتصال مرارا وتكرارا ، ولا حياة لمن تنادي ، فأرسلت لها رسالة جوال أنت طالق ، لم ألفظها ، وكانت لتحريك مشاعرها الجامدة تجاهي ، وعلى الأقل أرد شيئا من كرامتي التي ذهبت ، والألم النفسي الذي تعرضت له ، وتلف الأعصاب وأشياء لا أتذكرها الآن .
وقبل أسابيع من الآن حدث خلاف ، وبعد سب وشتم من زوجتي لفظت الطلاق صريحا بطلقة واحدة ، وأنا لا أشعر بشيء ، وكأنني دفعت له دفعا ، لأنه من رأى ما حدث في ذاك اليوم لن يلومني أحد في تطليق زوجتي ؟ لست حريصا على زوجتي كثيرا ، وإنما حريص على ابني ، خوفي لما بعد الطلاق نغص نومي فأنا لا أنام الليل!
فهل بانت مني زوجتي بذلك بينونة كبرى ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
قولك لزوجتك : ( قولي لأمك تأتي وتأخذ عفشك من البيت ) من كنايات الطلاق ، فلا يقع
به طلاق إلا مع النية ؛ فإن كنت نويت تطليقها بذلك وقع طلاقك .
وإذا نسيت نيتك ، أو شككت فيها : وقع الطلاق أيضا .
وإذا لم تنو بذلك طلاقا ، لم يقع عليك شيء . وينظر : سؤال رقم (120947)
.

ثانيا :
ما أرسلته لزوجتك بالجوال وفيه ( أنت طالق ) إن أردت بذلك تطليقها ، وقع الطلاق ،
ولا يشترط هنا التلفظ ، وإن أردت به غمها وإيذاءها ولم ترد الطلاق ، لم يقع الطلاق
، وأمر نيتك إلى الله عز وجل . وينظر : سؤال رقم (72291)
.
ثالثا :
طلاقك في المرة الثالثة ، إن كان حال الغضب الشديد الذي لم تشعر معه بشيء ، أو تشعر
أنه دفعك إلى الطلاق ، وأقرت زوجتك بهذا الغضب ، لا يقع مع الطلاق ، وينظر : سؤال
رقم (45174) .
وينبغي لكل زوج أن يتقي الله تعالى ، وألا يستهين بأمر الطلاق ، وأن يتجنب استعماله
في جميع أحواله إلا أن يشاء التطليق عن روية وبصيرة ، لما يترتب على الطلاق من آثار
عليه وعلى زوجته وعلى ذريته .
والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android