تنزيل
0 / 0

هل أكرَهَ نبيُّ الله سليمان عليه السلام ملكةَ سبأ على الدخول في الإسلام ؟

السؤال: 183573

إذا كان يحرم إكراه الناس على قبول الدين لقوله تعالى “لا إكراه في الدين”، فلماذا إذاً أكره سليمانُ بلقيسَ ملكة سبأ ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

لم يُكرِه نبي الله سليمان عليه السلام بلقيس ملكة سبأ على الإسلام ، وإنما أسلمت
طواعية ؛ كما أخبر الله تعالى عنها في قوله عز وجل : ( قَالَتْ رَبِّ إِنِّي
ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )
النمل/ 44 .
فأخبرت أنها ظلمت نفسها بعبادتها الشمسَ من دون الله ، ثم أقرت بالإسلام طواعية
فأسلمت مع سليمان لله رب العالمين ، ولو كانت أُكرهت على الإسلام لما قالت ذلك.
أما قول نبي الله سليمان عليه السلام : ( ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ
بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ
صَاغِرُونَ ) النمل/ 37 .
فهذا من الجهاد الواجب لنشر دين الله ، وليس من الإكراه على الدخول في الإسلام في
شيء ؛ فإن الجهاد إنما شرع لتكون كلمة الله هي العليا ، وإزالة سلطان الممالك التي
تحول بين الناس وبين دين الله .
وأيضا فقد كان سليمان ملكا ، قد جمع الله له ملك الأرض ، كما قال غير واحد من السلف
، فليس لأحد أن يستقل في بعض ملكه بأمر دون أمره ، خاصة إذا كان في أعظم أمر شرع له
الجهاد ، وأقيمت اله الممالك .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه
الله :
” جهاد المسلمين للكفار ليس لأن يسلموا ، قال سبحانه : (لا إكراه في الدين) لكن من
أجل أن تكون كلمة الله هي العليا ، وأن تكون السيطرة لدين الإسلام ” .
انتهى من “مجموع فتاوى ورسائل العثيمين” (25/ 303) .

وقال الشيخ صالح الفوزان
حفظه الله :
” الدخول في الإسلام لا يمكن الإكراه عليه ، الدخول في الإسلام هذا شيء في القلب ،
وهذا اقتناع في القلب ، ولا يمكن أن نتصرف في القلوب ، وأن نجعلها مؤمنة، هذا بيد
الله عز وجل ، هو مقلب القلوب ، وهو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء ، لكن واجبنا
الدعوة إلى الله عز وجل والبيان والجهاد في سبيل الله لمن عاند وعرف الحق وعاند بعد
معرفته ، فهذا يجب علينا أن نجاهده ، وأما أننا نكرهه على الدخول في الإسلام ونجعل
الإيمان في قلبه قسرا هذا ليس إلينا، وإنما هو راجع إلى الله سبحانه وتعالى ” انتهى
من “مجموع فتاوى الشيخ صالح بن فوزان” (1/ 209) .

وكون ملكة سبأ أسلمت وأقرت
بظلم نفسها حال الكفر مما يدل دلالة واضحة على الرضا بالإيمان عن طواعية ، وعدم
الإكراه .
وينظر جواب السؤال رقم : (178756)
، ورقم : (82613)
.

والله تعالى أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android