0 / 0

غربة مسلمة مستقيمة على الطاعة تأخر زواجها

السؤال: 183590

مشكلتي أنا عمري 19 عاما وإذا ذهبت إلى أي عرس أحس أني غريبة وسط أقاربي ، يعني مثلاً :
‏هم يلبسون لبس ” ستايل ” على الموضة وضيِّق وأنا لا ، هم يضعون ماكياج وأنا لا ،
‏هم يرقصون وأنا لا ، وأشياء من هذا القبيل .
وأنا أحياناً كثيرة أختنق من سماع الأغاني ، ورؤية هذه الأشياء تحدث أمامي وأحس أني غير متجاوبة معهم ، وأني خجولة ، ولست أتجاوب معهم ، لكن أنا حاليّاً أحس أني غريبة بينهم ، فما الجواب ؟ .
وأنا عندما أذهب خطوبة أكون نفسي أخطب مثلهم ، فبم تنصحني أفعله لأصبر على عدم خطبتي ؟ .
وأنا أرى هنا في موقعكم أسئلة متعلقة بأشياء مثل ” هل يجوز جماع الرجل لزوجتين على فراش واحد ” ، وسؤال مثل ” امرأة عندها برود جنسي ” ، فهل رؤيتي لمثل هذه النوعية من الأسئلة غلط ، وخاصة أني لما أقرؤها تأتيني شهوة ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً:
نسأل الله تعالى أن يثيبك خيراً وأن يثبتك على دينه وأن ييسر لك زوجاً صالحاً وذرية طيبة .

ثانياً:
اعلمي أن المسلم المستقيم على أمرِ الله تعالى غريب بين الناس ، فلا غرابة أن يشعر هذا المسلم بالغُربة وهو يرى حوله الناس قد ارتكبوا المعاصي من غير مبالاة ، ولذا كان لهذا الغريب من الأجر العظيم ما يستحقه بسبب غربته وقلة المعين على الثبات على الطريق المستقيم ، ففي صحيح مسلم ( 145 ) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاء ).
وانظري جوابي السؤالين (12804 ) و (114437 ) .
ثالثاً:
ننبهك إلى وقوعكِ فيما لا ينبغي لك فعله وهو حضور تلك الأفراح – أو غيرها من المناسبات – التي تشتمل على مخالفات شرعية مثل الاختلاط والموسيقى والرقص واللباس الذي تظهر منه العورات ، وحتى لو كانت المناسبة تخلو من الرجال فإنه لا يجوز لك حضور أي مناسبة تظهر فيها المنكرات ، منكرات اللباس ، والغناء والموسيقى ، ونحو ذلك ، وتجنب حضور هذه المناسبات مما يعينك في غربتك ، ومما ينفعك في الثبات على دينك حتى لا يجد الشيطان طريقا لإغرائك بمشاركتهم في معاصيهم .
وانظري في حكم الموسيقى والغناء والرقص أجوبة الأسئلة (5000 ) (9290 ) (10957 ).

ثالثاً:
مع أننا لا نرى أن أمر الزواج قد تأخر بالنسبة لك ، بل أنت في مرحلة طبيعية جدا ، إذا كانت البيانات التي أمامنا عنك صحيحة ؛ فلا داعي لهذا القلق الذي تشعرين به ، والحزن الذي تجدينه على ذلك .
لكن مع ذلك ، فإلى أن ييسر الله لك زوجاً صالحاً فإننا نوصيك بثلاث وصايا جامعة :
1. الرضا بقدر الله ؛ حيث أن تأخر الزواج هو من تقدير الله تعالى ، ومن رضي بالقدر ملأ الله قلبه رضا وسعادة في الدنيا وأكرمه بالجنان في الآخرة .
قال ابن القيم – رحمه الله – : ” مَن ملأ قلبه من الرضى بالقدر : ملأ الله صدره غِنى وأمْناً وقناعة ، وفرَّغ قلبه لمحبته والإنابة إليه والتوكل عليه ، ومن فاته حظه من الرضى : امتلأ قلبه بضد ذلك واشتغل عما فيه سعادته وفلاحه ، فالرضى يفرغ القلب لله والسخط يفرغ القلب من الله ” انتهى من ” مدارج السالكين ” ( 2 / 208 ) .
2. التقوى ، فنوصيك بتقوى الله في غض البصر عن الرجال الأجانب والابتعاد عن كل مثير للشهوة ، كقراءة قصص الحب وغيرها مما يثير مكامن الشهوة ، حتى لو كانت فتاوى تتعلق بالجماع والعلاقات الزوجية ، فمثل هذا يقرأ في وقته ، وينظر فيه المحتاج إليه ؛ والله تعالى يحب الصابرين ويوفيهم أجورهم يوم القيامة بغير حساب ، قال تعالى : ( إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ) يوسف/ 90 ، وقال عز وجل : ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) الزمر/ 10 .
3. الدعاء ؛ فإن عبادة الدعاء من العبادات الجليلة في الإسلام ، وسواء كان الدعاء عامّاً كأن تقولي ” ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ” أو كان خاصّاً كأن تقولي ” اللهم ارزقني زوجاً صالحاً وذرية طيبة ” فكله من الدعاء الجائز والنافع بإذن الله تعالى .
وانظري أجوبة الأسئلة (112172 ) و ( 52631 ) و (72257 ) ففيها زيادة بيان .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android