تنزيل
0 / 0

هل المُنجي من أسماء الله تعالى الحسنى ؟

السؤال: 186059

هل ( المنجي ) من أسماء الله الحسنى ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
تقدم في جواب السؤال رقم : (155206)
بيان أن أسماء الله تعالى توقيفية ، وأنها ثابتة له سبحانه بنصوص الكتاب والسنة ،
ولا مجال فيها للرأي ولا للاجتهاد .
وقال ابن عثيمين رحمه الله :
” لا يجوز تسمية الله تعالى ، أو وصفه بما لم يأت في الكتاب والسنة ؛ لأن ذلك قول
على الله تعالى بلا علم ” انتهى من “مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين” (4 /230) .
كما تقدم في جواب السؤال رقم : (155206)
أيضا أن أسماءه تعالى أخص من صفاته ، وأن صفاته أخص من أفعاله ، فباب الصفات أوسع
من باب الأسماء .
فالمجيء ، والإتيان ، والأخذ ، والإمساك ، والبطش ، إلى غير ذلك صفات نصف الله
تعالى بها على الوجه الوارد ، ولا نسميه بها ، فلا نقول : إن من أسمائه الجائي ،
والآتي ، والآخذ ، والممسك ، ونحو ذلك ، وإن كنا نخبر بذلك عنه ونصفه به .

ثانيا :
النجي ليس من أسماء الله تعالى ، ولا من صفاته ، ولعل السائل يقصد ” المُنجي ” ،
وهو أيضا ليس من أسماء الله ؛ لأنه لم يأت به نص شرعي ، ولكن يجوز لنا أن نخبر عن
الله تعالى بذلك ، فنقول : إن الله تعالى ينجي عباده المؤمنين من عذاب الدنيا وعذاب
الآخرة الذي يحل بالكافرين ، قال تعالى : ( ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ
آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ ) يونس/ 103 .
وقال تعالى : ( وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا
مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ ) هود/ 58 .
وقال تعالى : ( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا
مَقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا
جِثِيًّا ) مريم/ 71، 72 .
وقال سبحانه : ( وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ ) الشعراء/ 65 .
وقال سبحانه : ( قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ
تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ
مِنَ الشَّاكِرِينَ * قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ
أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ ) الأنعام/ 63، 64 .
ومثل هذا في القرآن كثير ، فنصف الله تعالى بأنه ينجي المؤمنين من عذاب الدنيا
وعذاب الآخرة ، وينجي عباده من الكروب ، ونخبر عنه بأنه منجي المؤمنين ، ومنجي
المغموم من غمه ، وهكذا ؛ لكن ذلك كله لا يكون على باب التسمية له سبحانه ، أو
تعبيد الأسماء له بذلك ، فيقال : عبد المنجي ، ونحو ذلك .
راجع جواب السؤال رقم : (48964)
لمعرفة الضابط في الأسماء التي يصح إطلاقها على الله تعالى .

والله تعالى أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android