0 / 0
9,10425/02/2013

نطق بالطلاق المعلق وهو في حالة من الغضب الشديد الذي كاد أن يفقده وعيه

السؤال: 192952

غادرت زوجتي إلى الكويت في زيارة لأهلها في شهر سبتمبر 2011 بعد موافقة مني ، ثم بعد ذلك بمدة قصيرة اكتشفنا أنها حامل فطلبت منها أن تعود إلى باكستان فلم تستجب لي ، وفي الوقت ذاته كنّا قد وجدنا عريساً لأختي ، وكان تأريخ الزواج في 15 ديسمبر من نفس العام ، فقلت لها : أن تعجّل بالمجيء ، فقالت : إن هناك مشاكل متعلقة بالفيزة الخاصة بأخيها وبالأسرة ككل ، وإنه لا بد من أن تمكث هناك حتى تُحل تلك المشكلة ، وقد كانت صادقة فيما تقول ، لكني ظننت أنها فقط كانت تختلق الأعذار.
لقد كنّا في ظرف ضيق بحيث لا يمكن تأجيل زواج أختي ، فقد كان زوجها يريد العودة الى فرنسا في اليوم التالي للنكاح ، أي في تأريخ 16 ديسمبر ، لذا فقد غضبت جداً من زوجتي ومن أسرتها ، ومن فرط غضبي فقد تلفظت بالطلاق ، وقلت : إن لم تحضر حفل الزفاف فهي طالق ثلاث مرات .
لقد كان غضباً عارماً ولا أتذكر ما قلته تماماً، فلم يخبرني بما تلفظت به إلا من كان حولي من أفراد أسرتي ، حتى أني دُهشت لما سمعته منهم ، فلم أكن أقصد الطلاق على الإطلاق ، كانت فورة غضب لم أستطع فيها التحكم بأعصابي وبألفاظي .
سألنا أحد المشايخ هنا فقال : إن الطلاق طلاق بائن ، وإنه قد وقع إذا لم يتحقق الشرط ، أي مجيئها لحفل الزفاف ، فسارعت واتصلت بها وبأسرتها هناك في الكويت وأخبرتهم الخبر، فحاولوا جاهدين أن يرسلوها إلي قبل موعد الزفاف ، ولكنهم لم يستطيعوا بسبب تلك المشاكل المتعلقة بالفيزة ، ولو خرجت حينها بمفردها لكان خروجاً نهائياً ، ولتسببت في ترحيل العائلة بأكملها ، فلم يجدوا حيلة حيال ذلك وتأخرت الفيزة ، فيزة أبيها فلم تصدر إلا في تأريخ 25 ديسمبر، وفيزتها في تأريخ 27 ديسمبر ، أي بعد حفل الزفاف بقرابة أسبوعين .
لقد كنت بمثابة فاقد الوعي حين تلفظت بالطلاق ، ولم أكن أدرك ما قلته ، وانأ مستعد لأن أقسم على ذلك .
لقد حاولت أسرة زوجتي جاهدة أن ترسلها قبل موعد زفاف أختي لكنهم لم يستطيعوا لظروف خارجة عن إرادتهم .
عندما تلفظتُ بالطلاق كنت أظن أنها كانت تختلق الأعذار لكي لا تحضر ، لكنه تبين لي فيما بعد أنها كانت صادقة .

وسؤالي :
هل يقع الطلاق رغم كل هذه المعطيات ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

الجو اب :

فإن كان الحال على ما ذكرت من أنك حين النطق بلفظ الطلاق لم تكن في كامل وعيك بسبب ما انتابك من شدة الغضب ، لدرجة أنك لم تذكر ما تلفظت به إلا بعد أن ذكرك به الحاضرون ، فإن هذا الطلاق لا يقع , قال الشيخ ابن باز ” الطلاق في حال الغضب الشديد لا يقع سواء كان ثلاثا أم واحدة ، في أصح قولي العلماء ، إذا ثبت ما يدل على صحة الدعوى من ظاهر الحال التي نشأ عنها الطلاق ، أما إن كان الغضب أفقده شعوره حتى لم يعرف ما وقع منه ، فإنه لا يقع الطلاق منه إجماعا ، كالمجنون والسكران غير الآثم ” انتهى من ” مجموع فتاوى ابن باز ” (21 / 275).
وقد سبق بيان حكم طلاق الغضبان فليراجع في الفتوى رقم : (45174).
ومثل هذا أيضا : ما لو طلق الرجل زوجته بناء على أمر ، لولاه ما طلقها ، ثم تبين أن هذا الأمر غير صحيح ، كأن يطلقها ظنا أن لها علاقة بغيره ، ثم تبين أنها بريئة ؛ فإنها لا تطلق بذلك .
وينظر جواب السؤال رقم : (36835) .
والحاصل : أن الأمر إذا كان كما ذكرت ، لم يقع طلاقك .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android