أنا أريد أن أرتدي النقاب ، ولكن زوجي يرفض بسبب عمله ، لأنه ممنوع أن أكون منتقبة ، ولكن أنا لا أريد أن أضيع فرض الله ، وأنني أضطر للخروج كثيرا ، لاصطحاب أطفالي للمدرسة ، وأخاف أن أسبب مشاكل لزوجي في عمله ، مع أن الرزاق هو الله ، فماذا أفعل ؟
تريد أن تنتقب ، وإدارة العمل تمنع زوجها من ذلك ، فماذا تفعل ؟
السؤال: 193216
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا :
ستر المرأة لوجهها وكفيها من مسائل الخلاف بين أهل العلم ، وقد سبق بيان أن أرجح القولين في ذلك : هو وجوب ستر الوجه والكفين .
جواب السؤال رقم : (11774) .
ثانيا :
الواجب على الزوج أن يعلم أن الرزق ، والعطاء والمنع ، إنما هو بيد الله جل جلاله ، وأن ما عند الله لا ينال بمعصيته ، وإنما ينال بطاعته ، وأن الله تعالى أكرم من أن يضيع من أطاعه ، ويكفي من عصاه ؛ قال تعالى : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ) الطلاق/2، 3 . فتقوى الله خير معين على تحصيل الرزق ، والبركة فيه ، ومن تقوى الله أن يعينك على ما تريدينه من طاعة الله ، وطلب مرضاته ، بالتزام الحجاب الكامل .
فاجتهدي أنت مع زوجك في تعريفه بوجوب ستر الوجه والكفين ، لا سيما في زمن الفتن والبلايا ، وأنه ينبغي أن يفرح هو بذلك ، ويسعى إلى صيانة زوجته وأهل بيته عن التكشف على غيره ؛ وقد قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ : الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ … ) رواه البخاري (844) ، ومسلم (3408) .
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
” الأب والزوج وغيرهما لا يطاعون في معاصي الله , ولكن ينبغي للزوجة والولد ونحوهما أن يستعملوا الرفق والأسلوب الحسن في حل المشاكل ، وذلك ببيان الأدلة الشرعية ، ووجوب طاعة الله ورسوله ، والحذر من معصية الله ورسوله ، مع الثبات على الحق ، وعدم طاعة من أمر بمخالفته من زوج أو أب أو أم أو غيرهم ” . انتهى من “مجموع فتاوى ابن باز” (9/314) .
وقد سبق الحديث بالتفصيل عن فصل النزاع بين الزوجين ، في المسائل الخلافية بين أهل العلم .
ينظر جواب السؤال رقم : (97125) .
ثالثا :
إذا خشيت المرأة من إصرارها على لبس النقاب أن تفسد العلاقة بينها وبين زوجها ، أو يؤدي ذلك إلى مكروه بينهما ، فالذي يظهر، في مثل ذلك : أن لها أن تترخص ، وتعمل بقول من لم ير وجوب ستر الوجه من أهل العلم ، وأن تؤخر ذلك الأمر بعض الوقت ، فلعل الله أن يشرح صدر زوجها ، ويسمح لها بذلك ، وأن يستعين بالله في دفع ما يخشى من الضرر في عمله .
هذا مع أننا لا نتصور أن يحصل من عمله كبير تتبع لأهله ، ومراقبة لهم : إذا كانت زوجته ترتدي النقاب أم لا ؟ غاية ما هنالك ألا يتمكن من دخول الأماكن التابعة لعمله ، كالنوادي ونحوها ، ومعه زوجته المنتقبة ، كما يحصل في بعض الأماكن ، ومثل هذه الأماكن يمكنك الاستغناء عنها تماما ، وإذا قدر أنه اضطر إلى اصطحابك معه إليها : فهنا يكون موضع الترخص ، والضرورة تقدر بقدرها .
على أنه إذا لم يمكن التفاهم مع الزوج في السماح لك بلبس النقاب : فينبغي عليك أن تجتهدي في التقلل من خروجك من المنزل ، قدر الإمكان ، والتكشف على الرجال الأجانب ، ويتحمل هو وسيلة أخرى آمنة ، لاصطحاب أولاده إلى المدرسة ، وقضاء معظم حاجيات البيت من الخارج ، وأنت تبتعدين عن ذلك ، قدر طاقتك .
راجعي للفائدة جواب السؤال رقم : (2198) ، (93145) ، (117169) .
والله تعالى أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة