0 / 0

تريد أن تنتقب ، وإدارة العمل تمنع زوجها من ذلك ، فماذا تفعل ؟

السؤال: 193216

أنا أريد أن أرتدي النقاب ، ولكن زوجي يرفض بسبب عمله ، لأنه ممنوع أن أكون منتقبة ، ولكن أنا لا أريد أن أضيع فرض الله ، وأنني أضطر للخروج كثيرا ، لاصطحاب أطفالي للمدرسة ، وأخاف أن أسبب مشاكل لزوجي في عمله ، مع أن الرزاق هو الله ، فماذا أفعل ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
ستر المرأة لوجهها وكفيها من مسائل الخلاف بين أهل العلم ، وقد سبق بيان أن أرجح القولين في ذلك : هو وجوب ستر الوجه والكفين .
جواب السؤال رقم : (11774) .

ثانيا :
الواجب على الزوج أن يعلم أن الرزق ، والعطاء والمنع ، إنما هو بيد الله جل جلاله ، وأن ما عند الله لا ينال بمعصيته ، وإنما ينال بطاعته ، وأن الله تعالى أكرم من أن يضيع من أطاعه ، ويكفي من عصاه ؛ قال تعالى : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ) الطلاق/2، 3 . فتقوى الله خير معين على تحصيل الرزق ، والبركة فيه ، ومن تقوى الله أن يعينك على ما تريدينه من طاعة الله ، وطلب مرضاته ، بالتزام الحجاب الكامل .

فاجتهدي أنت مع زوجك في تعريفه بوجوب ستر الوجه والكفين ، لا سيما في زمن الفتن والبلايا ، وأنه ينبغي أن يفرح هو بذلك ، ويسعى إلى صيانة زوجته وأهل بيته عن التكشف على غيره ؛ وقد قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ : الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ … ) رواه البخاري (844) ، ومسلم (3408) .

قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
” الأب والزوج وغيرهما لا يطاعون في معاصي الله , ولكن ينبغي للزوجة والولد ونحوهما أن يستعملوا الرفق والأسلوب الحسن في حل المشاكل ، وذلك ببيان الأدلة الشرعية ، ووجوب طاعة الله ورسوله ، والحذر من معصية الله ورسوله ، مع الثبات على الحق ، وعدم طاعة من أمر بمخالفته من زوج أو أب أو أم أو غيرهم ” . انتهى من “مجموع فتاوى ابن باز” (9/314) .

وقد سبق الحديث بالتفصيل عن فصل النزاع بين الزوجين ، في المسائل الخلافية بين أهل العلم .
ينظر جواب السؤال رقم : (97125) .

ثالثا :
إذا خشيت المرأة من إصرارها على لبس النقاب أن تفسد العلاقة بينها وبين زوجها ، أو يؤدي ذلك إلى مكروه بينهما ، فالذي يظهر، في مثل ذلك : أن لها أن تترخص ، وتعمل بقول من لم ير وجوب ستر الوجه من أهل العلم ، وأن تؤخر ذلك الأمر بعض الوقت ، فلعل الله أن يشرح صدر زوجها ، ويسمح لها بذلك ، وأن يستعين بالله في دفع ما يخشى من الضرر في عمله .

هذا مع أننا لا نتصور أن يحصل من عمله كبير تتبع لأهله ، ومراقبة لهم : إذا كانت زوجته ترتدي النقاب أم لا ؟ غاية ما هنالك ألا يتمكن من دخول الأماكن التابعة لعمله ، كالنوادي ونحوها ، ومعه زوجته المنتقبة ، كما يحصل في بعض الأماكن ، ومثل هذه الأماكن يمكنك الاستغناء عنها تماما ، وإذا قدر أنه اضطر إلى اصطحابك معه إليها : فهنا يكون موضع الترخص ، والضرورة تقدر بقدرها .

على أنه إذا لم يمكن التفاهم مع الزوج في السماح لك بلبس النقاب : فينبغي عليك أن تجتهدي في التقلل من خروجك من المنزل ، قدر الإمكان ، والتكشف على الرجال الأجانب ، ويتحمل هو وسيلة أخرى آمنة ، لاصطحاب أولاده إلى المدرسة ، وقضاء معظم حاجيات البيت من الخارج ، وأنت تبتعدين عن ذلك ، قدر طاقتك .

راجعي للفائدة جواب السؤال رقم : (2198) ، (93145) ، (117169) .

والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android